جلس الزوج الأربعينى على أحد المقاعد داخل الغرفة يتأمل السماء بدأت الدموع تتساقط من عيونه ممسكاً فى يده ورقة رسمية استلمها من محضر المحكمة اكتشف أن زوجته رفعت ضده دعوى خلع بسبب عجزه عن توفير نفقات حياتهما.. دخل عليه شقيقه الأصغر حاول تهدئته والتخفيف عنه انهار فى نوبة من البكاء بدأ يروى له قصة زواجه كأنه شخص غريب عليه روى له كيف تعرف على زوجته وكيف كانت هادئة ناعمة يعشقها كل من يتحدث إليها، روى كيف وقع فى غرامها وقرر العمل ليل نهار حتى يتمكن من الارتباط بها وإتمام زواجهما. كانت دموعه وصوته المخنوق أكبر دليل على حزنه العميق، بدأ يحكى له عن آماله وأحلامه عندما حمل أول طفل من زوجته وكم كانت سعادته عندما اكتشف أنه يشبه زوجته الجميلة، ومن يومها قرر أن يبذل قصارى جهده حتى يوفر لنجله الحياة المرفهة السعيدة كان يتمنى أن يعيش ابنه فى مستوى اجتماعى أحسن من الذى عاشه أبواه.. فقرر عمل مشروع صغير له وبدأ المشروع فى تحقيق أرباح وبعد فترة أنجبت زوجته طفلة غاية فى الجمال سعد قلبه بها خاصة أنه كان يعلم أن زوجته تتمنى أن ترزق بطفلة لأنها كانت ابنة وحيدة ليس لديها شقيقات. حاول الشقيق الأصغر أن يهدئ من روعه لكنه فشل، وظل الزوج فى سرد قصته ودموعه تملأ وجهه.. استكمل قصته بأن كل أحلامه وطموحاته اقتصرت على إسعاد زوجته وطفليه تمنى أن يأتى إليهم بقطعة من السماء.. كان يحلم بأنه سيصبح فى يوم من الأيام كهلاً ليعتمد على نجله وكيف ستكون ابنته رائعة الجمال فى فستان زفافها الأبيض. كان يلتقط أنفاسه بصعوبة بسبب إصابته بانهيار عصبى، وبالرغم من ذلك ظل يروى قصته مع زوجته التى تركته ولم تتحمل ظروفه عندما خسر تجارته وأعلن إفلاسه فتركت له منزل الزوجية فى بادئ الأمر تحت مسمى عدم وجود المال اللازم للإنفاق على أبنائهما وطلبت منه البحث عن فرصة عمل ولأنه تخطى عامه الأربعين فشل فى العثور على أية وظيفة ظلا على هذا الوضع عاماً متواصلاً طالبها كثيراً بالعودة إلى منزل الزوجية لكنها رفضت وأصرت على حجتها المقنعة ألا وهى أنها ستعيش مع والديها لتتمكن من توفير نفقات أبنائها عن طريق مساعدة والدها لها. فى كل يوم كان يبحث عن فرصة عمل حتى إنه وافق أن يعمل ساعياً بإحدى الشركات لكنهم فور أن علموا ببلوغه الأربعين رفضوا تعيينه لأنه لا يستطيع أن يبذل مجهوداً من وجهة نظرهم. حتى فوجئ بزوجته ترفع ضده دعوى خلع لأنها أصبحت تراه أنه غير صالح أن يكون رب أسرة. بكى بحرقة شديدة طلب من شقيقه أن يغادر الغرفة ليجلس مع نفسه بعد أن حُرم من زوجته وطفليه بدون ذنب. ظن شقيقه أنه سيخلد إلى النوم بعد نوبة البكاء الهستيرى التى انتابته وبعد مرور وقت قصير فوجئ بجيرانه وحارس العقار يطرقون باب شقته بعنف، ظن فى بادئ الأمر أن العقار تعرض لكارثه لكنه اكتشف أن جيرانه يخبرونه بأن جثة شقيقه ملقاة أمام العقار غارقة فى دمائها. من هول الصدمة صرخ فى وجوههم واتهمهم بالجنون قائلاً: شقيقى نائم الآن ليدخل مسرعاً إلى غرفة شقيقه ليكتشف الحقيقة المفزعة بأن شقيقه غير موجود كل ما تركه خطاب المحكمة الذى تطلب فيه زوجته الخلع، ينظر من الشباك ليشاهد جثة شقيقه ليكتشف أن شقيقه قفز من الطابق ال12، فقد فضل التخلص من حياته على أن يعيش محروماً من أسرته الصغيرة وأن يواجه خلع زوجته له كأنها تخلعه من الحياة تماماً.