استبعد خبراء عسكريون مصريون إمكانية لجوء مصر ودول الخليج المقاطعة لقطر إلى الحل العسكرى فى الأزمة الجارية مع قطر، فى حين أعلن وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثان تمسك بلاده بعلاقتها مع إيران، فيما أكد الرئيس التركى أردوغان دعمه لقطر فى مواجهة المقاطعة العربية وعدم إغلاق القاعدة العسكرية التركية بقطر. استبعد خبراء عسكريون إمكانية لجوء الدول الأربع المقاطعة لقطر للتدخل العسكرى كحل للأزمة، بعد تعنت قطر وردها بالرفض لقائمة المطالب ال13 وانتهاء المهلة المحددة، والبيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين بالقاهرة أول أمس الأربعاء. قال اللواء طلعت موسى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب «مصر والسعودية والإمارات والبحرين» لن تلجأ إلى التدخل العسكرى نهائيًا لحل الأزمة مع قطر. وأوضح،أن قائمة المطالب التى تقدمت بها الدول الأربع هى مطالب شرعية والتزامات بالاتفاقيات والمواثيق والقوانين والقرارات الدولية ومواثيق الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون وحقوق الانسان. وأشار إلى أن البيان الصادر عن الدول الأربع أظهر الوجه الحقيقى لقطر التى تعمل على استعطاف عدد من الدول من خلال الترويج بأنها دولة محظورة ومظلومة، لافتًا إلى أن أمريكا ودول أوروبا تعلم جيدا أن قطر دولة داعمة للإرهاب . ومن جانبه قال اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق، إن التدخل العسكرى غير وارد بالمرة، وإن الدول الأربع تضع فى الحسبان أن قطر هى دولة عربية. فيما قال اللواء أركان حرب طيار هشام الحلبي، الخبير الإستراتيجى وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية: لا توجد أى عداوة مع الشعب القطري، بل اقتصرت الأزمة على أمير الإمارة الإرهابية والأسرة الحاكمة. وأضاف أن مصر اتخذت خطوات تنفيذية وجادة للحرب على الإرهاب من خلال إبلاغ مجلس الأمن للتحقيق فى واقعة دفع قطر لأموال لجماعات إرهابية فى العراق وليبيا، بالإضافة إلى تحديد 59 شخصية تتزعم الإرهاب من خلال 12 جماعة إرهابية بالمنطقة تحتضنهم قطر، فضلًا عن سير مصر والدول الخليجية المُقاطعة بغطاء قانونى قوى موثّق، وإرسال التقارير إلى «الانتربول» الدولى ليتخذ ما يلزم من إجراءات ضد الدولة الداعمة للإرهاب. وقال وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثان خلال لقاء مع معهد «تشاتام هاوس» إن لبلاده مصالح مشتركة مع إيران، وهى تريد علاقات بناءة وسليمة مع طهران. وهاجم الوزير القطرى، الدول والمطالب العربية، مضيفا «ولدينا مصلحة مشتركة مع الإيرانيين تتمثل فى حقل غاز، ولدينا علاقات تجارية». وادعى آل ثان، أن قناة الجزيرة تنقل كافة وجهات النظر دون استثناء، وتمنح منبرًا لوجهات نظر معارضة فى كافة الدول العربية، بما فيها قطر. واعترف بدعم الإرهاب فى سوريا، وشدد على أن الدعم الحكومى القطرى برمته كان موجها للمعارضة المعتدلة فى سوريا. وكشف الباحث السعودى سلمان الأنصاري، فى حوار له مع قناة «سكاى نيوز» العربية، أن أكثر من 150 جنديًا قطريًا تم القاؤهم فى السجون مؤخرا بسبب رفضهم لتنفيذ أوامر القادة العسكريين فى العاصمة القطريةالدوحة. من ناحية أخرى جدد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان دعمه لقطر فى خلافها مع الدول العربية، معتبرا أن القاعدة التركية لا يمكن إغلاقها إلا بطلب من الدوحة. كما رفض التعامل مع قطر و«كأنها دولة إرهابية»، مشددا على أنها دولة ذات سيادة. وقال أردوغان إن بلاده لن تغلق قاعدتها العسكرية فى قطر إلا بطلب من الدوحة، وإذا لم يأت طلب من الدوحة بهذا الخصوص فإننا لا ولن نقوم بهذا الأمر أبداً. وقال أردوغان إنه أخبر المملكة العربية السعودية فى وقت سابق بأنه «إذا طلبتم فبإمكاننا إنشاء قاعدة عسكرية فى المملكة، حيث قالوا (السعوديون) لنُقيّم هذا الأمر». وحول قائمة الشروط التى تتضمن إقفال القاعدة العسكرية التركية، قال أردوغان فى مقابلة مع قناة فرانس 24 التلفزيونية إنها «غير مقبولة تحت أى ظرف»، موضحا أن بعض البنود تعادل تجريد قطر من سيادتها.