ويرى السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية سابقاً، أن السياسة الخارجية التى تنتهجها مصر بعد ثورة 30 يونيه، نجحت فى إقناع العالم بمواجهة الإرهاب، وحقيقة التربص الذى يحيط بالدولة المصرية ضمن مخطط زعزعة الاستقرار فى المنطقة. وقال السفير حجازى ل«الوفد»: إن مصر اتخذت خطوات جادة في بناء وتوطيد علاقاتها الخارجية سواء العلاقات الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أمريكا اللاتينية أو غيرها من العلاقات المشابهة.. قائلاً: من الواضح تغير لهجة الإدارة الأمريكية بما يؤكد عودة مصر لدورها الإقليمى والدولى. وأشاد السفير حجازى بزيارات الرئيس عبدالفتاح السيسى للعديد من الدول سواء الأوروبية أو الآسيوية أو الإفريقية، الأمر الذى أدى للانفتاح الكامل على العالم، إلى جانب المشاركة الفاعلة فى جميع المؤتمرات والأحداث العالمية بما يليق بحجم ومكانة ومصر. وأضاف «حجازى» أن مصر عملت بعد ثورة 30 يونيه على نبذ الخلاف مع بعض الدولة الإفريقية خاصة إثيوبيا وما يثار بشأن سد النهضة، مؤكداً أن مصر اختارت طريق التعاون وليس الصدام بما لا يضر بمصلحة البلدين حرصاً منها على دورها الإفريقى تجاه أشقائها. واستشهد مساعد وزير الخارجية الأسبق بالموقف العربى الموحد لدول مصر والإمارات والسعودية والبحرين بمقاطعة قطر، قائلاً: «ما حدث يؤكد نجاح مصر فى سياستها الخارجية مع أشقائها العرب ودول آسيا، خاصة الأشقاء العرب لتبنى موقف واحد، الأمر الذى يعنى وجود قواعد وجهد بناء خلال الفترة الماضية لاتخاذ موقف حاسم تجاه ممارسات قطر ودعمها للإرهاب فى المنطقة». وأوضح اللواء عادل العمدة، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا أن الرئيس السيسى قام بأكثر من 40 زيارة خارجية في قارات العالم المختلفة لدول أمريكا والدول العربية والإفريقية، مؤكداً أن تلك الجهود كان لها ثمار تمثلت فى ترأس مصر للجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن، إلى جانب عضوية مصر غير الدائمة بمجلس الأمن ممثلاً لإفريقيا. واستكمل اللواء العمدة فى تصريحاته ل«الوفد» بأن مصر نجحت فى إنشاء علاقات بينية مع المجتمع العربى ظهر واضحاً فى اتخاذ مواقف جماعية تتوافق مع رؤية مصر، إلى جانب اتخاذها لقرارات وسياسات ناجزة تجاه الأوضاع فى ليبيا والسودان وسوريا والعراق واليمن بما يحافظ على الوحدة العربية والأمن القومى العربى. وصرح «العمدة» بأن تلك الجهود انعكست على تنوع مصادر السلاح، حتى جاء ترتيب الجيش المصرى مؤخراً وفقاً لأحداث وأدق التصنيفات العالمية المتخصصة إلى المركز 11 عالمياً، وتواصل التدريبات المشتركة مع الكثير من الدول تمثل أبرزها فى طلب أمريكا لاستئناف تدريبات ومناورات «النجم الساطع» المتوقفة منذ عام 2009، والسعى نحو تطوير منظومة التسليح. واختتم مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا حديثه بأن عودة مصر للاتحاد الإفريقى والاتجاهات السياسة لبعض الدول التى تغيرت كثيراً عما كان الوضع عليه عقب ثورة 30 يونيه مباشرة يوضح ويكلل جهود مصر خلال الفترة الماضية نحو استعادة دورها ومكانتها. ويرى الدكتور سعيد اللاوندى، أستاذ وخبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مصر نجحت عقب ثورة 30 يونيه فى استعادة هيبتها الدولية ومكانتها ودورها الإقليمى، مشيراً إلى أن السياسة الخارجية المصرية وعلاقة مصر بالخارج لم يعد مقصوراً على دول معينة، بل امتد إلى القارات، عبر توطيد علاقات مع غالبية دول كل قارة. وذكر «اللاوندى» فى حديثه ل«الوفد» أن زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسى للدول الأوروبية والإفريقية والآسيوية لعبت دوراً كبيراً فى الوجود المصرى، وإقناع العالم بما حدث فى مصر من ثورة بعد حملات التشويه التى تبنتها بعض الدول المؤيدة والداعمة للجماعات الإرهابية.