ضياء داوود: التمديد للحكومة الحالية يتجاوز حدود المنطق واستقرار البلاد    وزير العمل يلتقي مُمثلي شركات إلحاق عِمالة موسم حج 2024    إطلاق اسم الشيخ محمد رفعت على المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم    مؤتمر "العلم والإيمان" يجمع المجمع العلمى والأزهر والإفتاء والكنيسة الأسقفية على مائدة واحدة    «بنك مصر» شريكًا استراتيجيًا ومستثمرًا رئيسيًا في مشروع بالمزاد أول منصة رقمية للمزادات العلنية في مصر    «المركزى»: 92.1 تريليون جنيه قيمة التسويات اللحظية بالبنوك منذ بداية عام 2024    البورصة المصرية.. «EGX30» يتراجع وحيدًا في منتصف التعاملات    وزير الري يتابع موقف المشروعات المائية وتدبير الأراضي لتنفيذ مشروعات خدمية بمراكز المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"    رئيسا البورصة المصرية والرقابة المالية يشهدان بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع    كارثة إنسانية جديدة ضد شعب فلسطين.. هجوم قوات الاحتلال على رفح الفلسطينية تحد صارخ لإرادة المجتمع الدولي.. سياسيون: مصر لن تتراجع عن جهودها في تفعيل الهدنة ولإرساء السلام    بيان مشترك..الصين وفرنسا تدعمان إنشاء دولة فلسطين المستقلة    تين هاج بعد رباعية كريستال بالاس: هذا فقط ما أفكر فيه    ضبط 4 أطنان أسماك ودواجن منتهية الصلاحية بالشرقية    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    دم المصريين خط أحمر| «السرب» ملحمة وطنية تليق بالفن المصري    أمين الفتوى يحذر من فوبيا جديدة منتشرة (فيديو)    محافظ قنا يفتتح عددا من الوحدات الطبية بالقرى    الكبد الدهني.. احذر هذه الأعراض المبكرة    برلماني: الاستجابة للمقترح المصري طوق النجاة لوقف نزيف الدم    العراق تقدم مشروع قانون لحماية النازحين داخلياً فى الدول العربية    الأردن.. الخصاونة يستقبل رئيس بعثة صندوق النقد الدولي للمملكة    بعد الإنجاز الأخير.. سام مرسي يتحدث عن مستقبله مع منتخب مصر    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    الضرائب: تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية ل25 ألف جنيه بدءًا من أغسطس المقبل    75 رغبة لطلاب الثانوية العامة.. هل يتغير عدد الرغبات بتنسيق الجامعات 2024؟    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    بحضور مجلس النقابة.. محمود بدر يعلن تخوفه من أي تعديلات بقانون الصحفيين    هل يشبه حورية البحر أم الطاووس؟.. جدل بسبب فستان هذه النجمة في حفل met gala 2024    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    بأمريكا.. وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلاً غنائيًا    أوكرانيا تعلن القبض على "عملاء" لروسيا خططوا لاغتيال زيلينسكي ومسؤولين كبار    مسؤول إسرائيلي: اجتياح رفح يهدف للضغط على حماس    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    وزير الصحة يتفقد مستشفى حروق أهل مصر.. ويؤكد: صرح طبي متميز يٌضاف للمنظومة الصحية في مصر    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    جمهور السينما ينفق رقم ضخم لمشاهدة فيلم السرب في 6 أيام فقط.. (تفاصيل)    انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض المسرحية الطويلة بجامعة القاهرة    ضبط نصف طن أسماك مملحة ولحوم ودواجن فاسدة بالمنيا    تريلا دخلت في الموتوسيكل.. إصابة شقيقين في حادث بالشرقية    «تعليم القاهرة»: انتهاء طباعة امتحانات نهاية العام الدراسي لصفوف النقل.. وتبدأ غدًا    سعر الأرز اليوم الثلاثاء 7-5-2024 في الأسواق    عاجل:- التعليم تعلن موعد تسليم أرقام جلوس امتحانات الثانوية العامة 2024    اقوى رد من محمود الهواري على منكرين وجود الله    "تم عرضه".. ميدو يفجر مفاجأة بشأن رفض الزمالك التعاقد مع معلول    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-5-2024    لاعب نهضة بركان السابق: نريد تعويض خسارة لقب الكونفدرالية أمام الزمالك    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر لن تتغير إلا بعد قطع ذيل هذا الرجل
نشر في الوفد يوم 11 - 02 - 2011

خربوها وقعدوا علي‮ تلها‮.. مجموعة قيادات الحزب الوطني‮ الذين أداروا مصر علي‮ أنها عزبة ليس لها صاحب سواهم،‮ تحكموا في‮ كل شيء،‮ وفعلوا كل شيء من بيع بالأمر المباشر إلي‮ عمولات،‮ وتخصيص ومنح،‮ وأيضاً‮ المنع‮.. بسبب الفساد والرشوة والمحسوبية،‮ انتشرت البطالة واللامبالاة‮.. دب الخراب والدمار في‮ مرافق ومؤسسات الدولة،‮ الدكتور‮ »‬عاطف عبيد‮« واحد من أولئك القيادات التي‮ عانت منها مصر وهو الذي‮ وصفه كثير من السياسيين والمحللين والمراقبين بأن عهده من أسوأ العهود فى الوزارة علي‮ الإطلاق‮.. حيث دب الدمار والخراب في‮ المؤسسات الاقتصادية،‮ وتفشي‮ الفساد وتوحش‮ غول البطالة ونهش في‮ الشعب المصري‮.‬
حظيت وزارة عاطف عبيد بنصيب وافر من سخط الشعب،‮ خاصة في‮ مجال الخصخصة التي‮ أضرت بالاقتصاد المصري،‮ وشردت الكثير من العمالة المصرية،‮ حيث نفذ‮ »‬عبيد‮« خطة بيع الاقتصاد الوطني،‮ وكرس الاحتكارات في‮ المجالات الصناعية الاستراتيجية خاصة في‮ قطاعات الأسمنت والحديد بما ساهم في‮ رفع أسعارهما بصورة مبالغة‮.‬
هذا بخلاف قراراته الكارثية بتعويم الجنيه المصري،‮ مروراً‮ بأزمات تعثر البنوك المصرية،‮ بسبب منح رجال أعمال محددين بالاسم قروضاً‮ بالأمر المباشر،مما تسبب في‮ إفلاس بعض البنوك وإضعاف‮ غيرها،‮ فظهرت عمليات دمج البنوك واستحواذ بعضها علي‮ بعض،‮ فاختفت بعض البنوك في‮ الساحة المصرفية‮.‬
وتسبب‮ »‬عاطف عبيد‮« في‮ خسارة مصر‮ 18‮ مليار جنيه سنوياً‮ لتسهيله احتكار‮ »‬حسين سالم‮« توريد الغاز المصري‮ لإسرائىل‮.. حيث شهد مجلس الشعب السابق استجوابات حول تصدير الغاز المصري‮ لإسرائىل‮.. وطالب بعض المستجوبين بمحاكمة عاطف عبيد عن مسئوليته بتكليف شركة‮ »‬غاز الشرق المتوسط‮« التي‮ يمتلك معظم أسهمها‮ »‬حسين سالم‮« بتوريد الغاز الطبيعي‮ المصري‮ لإسرائيل بالأمر المباشر،‮ دون التزام بقانون المناقصات والمزايدات،‮ مما تسبب في‮ حرج كبير للحكومة وللنظام الحاكم بعد فضح بيع الغاز الذي‮ ظلت دوائر صنع القرار الرسمية تنكره لفترة طويلة‮. وفجأة أفاقت الدولة علي‮ زلزال ثورة الشباب التي‮ هزت أركان النظام حيث استجاب لمطالب كان‮ يرفضها طيلة ثلاثين عاماً،‮ ومنها بالطبع تقديم بعض الشخصيات المسئولة في‮ الحكومة أو في‮ الحزب الوطني،‮ كبش فداء للشعب لامتصاص‮ غضبه،‮ ونسى الجميع عاطف عبيد رئىس الوزراء السابق الذي‮ نمت في‮ عهده بؤر الفساد وترعرعت فروعها فيما بعد في‮ شكل الفساد الذي‮ نخر في‮ جسد الدولة وأصابه بالوهن وكاد أن‮ يقوضها‮.‬
بيع أراضي‮ مصر
تولي‮ الدكتور عاطف عبيد رئاسة الحكومة المصرية لمدة‮ 4‮ سنوات و9‮ أشهر قام خلالها بجرائم ضد مصر والأجيال القادمة من خلال بيع أراضي‮ الدولة ومصانعها في‮ صفقات أقل ما توصف به أنها مشبوهة،‮ لأن حكومة‮ »‬عبيد‮« باعت الأصول بأسعار لا مثيل لها،‮ وأبعد ما تكون عن سعرها الحقيقي‮ وبتسهيلات للمشترين،‮ حيث كان البيع نهائىاً‮ ولم‮ يكن بحق الانتفاع المشروط والمحدد بمدة زمنية كما‮ يحدث في‮ الدول التي‮ تطبق مبدأ المساءلة والشفافية،‮ لقد ارتكب عاطف عبيد جريمة كبري‮ لن تغفرها له الأجيال القادمة التي‮ ستفاجأ‮ يوماً‮ ما بأن أراضي‮ الوطن قد بيعت بثمن بخس وبفعل فاعل‮.‬
وفي‮ صفقة‮ غريبة تؤرق كل مصري‮ باع‮ »‬عاطف عبيد‮« ستمائة وخمسين ألف متر مربع في‮ سيناء لمستثمرين مصريين بسعر‮ 1.‬5‮ جنيه للمتر أقل من سعر متر الكستور الشعبي،‮ فهل‮ يساوي‮ شبر الأرض في‮ سيناء هذا السعر بعدما عادت إلينا بتكلفة باهظة دفعتها مصر من أرواح الشهداء،‮ ودماء الجرحي‮ من أبنائها ولأن عملية البيع شابها الفساد فكان نتيجتها أن حصل‮ »‬وجيه سياج‮« علي‮ حكم من المحكمة الدولية‮ يلزم مصر بدفع‮ 750‮ مليون جنيه‮ غرامة‮. وكان‮ »‬سياج‮« قد اشتري‮ 40‮ ألف متر في‮ سيناء من حكومة‮ »‬عبيد‮« وهو مزدوج الجنسية‮ - والقانون المصري‮ يحظر بيع أراضي‮ سيناء إلي‮ الأجانب ومزدوجي‮ الجنسية‮ - وشارك‮ »‬سياج‮« رجل أعمال إسرائيلى،‮ فقامت الحكومة المصرية بسحب الأرض منه ورفع الدعوي‮ التي‮ نتج عنها الحكم بالغرامة،‮ مما‮ يؤكد إدانة‮ »‬عبيد‮« وحكومته بعدم تحري‮ الدقة في‮ بيع الأراضي‮ حتي‮ لو كانت علي‮ حدودنا الشرقية أو لها تأثير في‮ الأمن القومي‮.‬
هذا بخلاف مائة ألف فدان أخرى تم بيعها للأمير‮ »‬الوليد بن طلال‮« بسعر خمسين جنيهاً‮ للفدان الواحد،‮ مساحة الفدان‮ 4200‮ متر مربع‮!! وكأنه‮ يبيع ممتلكاته الخاصة‮.‬
كارثة تحرير سعر الصرف
تحرير سعر الصرف كان من الكوارث التي‮ حلت علي‮ مصر بسبب قيام حكومة د‮. عبيد باتباع هذه السياسة أو ما‮ يعرف بتعويم الجنيه،‮ حيث كان‮ يتوفر لمصر عند مجيء وزارة‮ »‬عاطف عبيد‮« من الاحتياطي‮ النقدي‮ سوي‮ 18‮ مليار دولار،‮ بسعر صرف‮ 3.‬4‮ جنيه للدولار وأدى قرار تحرير سعر الصرف إلي‮ خفض قيمة الاحتياطي‮ النقدي‮ إلي‮ 13.‬6‮ مليار دولار،‮ حيث ارتفع سعر الدولار مقابل الجنيه إلي‮ 6.‬2‮ جنيه للدولار بخسارة قدرها‮ 4.‬4‮ مليار دولار‮.. مما تسبب في‮ اضطراب كبير في‮ أوجه النشاط الاقتصادي‮ خاصة ارتفاع معدل التضخم وتراجع الاستثمار والادخار،‮ ولم‮ يقض علي‮ السوق السوداء،‮ بل فقد الجنيه المصري‮ 45٪‮ من قيمته الفعلية أمام الدولار،‮ وفقد ما‮ يوازي‮ 59٪‮ من قيمته أمام العملات الأوروبية مما تسبب في‮ زيادة أسعار السلع المستوردة،‮ وحدوث موجة من الارتفاع في‮ أسعار السلع المحلية وانفجار التضخم‮.‬
ونتج عنه ضعف القدرة التنافسية للاقتصاد المصري‮ الذي‮ ظهر واضحاً‮ في‮ عجز الميزان التجاري‮.. وخروج التحويلات النقدية الأجنبية للخارج التي‮ ارتبطت بالفساد وتهريب السلع أو تحويل النقد المحلي‮ إلي‮ عملات أجنبية حتي‮ يسهل تحويلها للخارج‮.‬
جرائم الخصخصة
يعد برنامج الخصخصة من الجرائم الكبري‮ التي‮ تنسب إلي‮ »‬عاطف عبيد‮« ووزارته،‮ لما تضمنته من إهدار للمال العام الذي‮ ضاع في‮ عمليات الخصخصة‮ - والتي‮ أطلق عليها عمال مصر المصمصة‮ - حيث أتمت حكومة‮ »‬عبيد‮« بنهاية مايو‮ 2003‮ بيع‮ 194‮ شركة بيعا كاملاً‮ أو جزئياً‮ بمبلغ‮ 16.‬6‮ مليار جنيه،‮ وظهرت مؤشرات وحقائق فعلية دلت علي‮ إهدار المال العام في‮ عمليات الخصخصة بسبب الفرق في‮ القيمة السوقية للشركات المباعة وبين القيمة الفعلية التي‮ بيعت بها،‮ والذي‮ بلغ‮ 500‮ مليار جنيه حسب تقديرات بنك الاستثمار القومي‮.. مما‮ يدل علي‮ تلاعب وزارة‮ »‬عبيد‮« في‮ الخصخصة وإهدار المال العام،‮ فضلاً‮ عن خداع الرأي‮ العام بتقديم بيانات‮ غير صحيحة وأرقام مضروبة عن عوائد الخصخصة التي‮ أصابت الاقتصاد بأضرار فادحة أدت إلي‮ انهيار الاقتصاد الوطني،‮ فضلاً‮ عن تشريد مئات الآلاف من العمال وإهدار حقوقهم،‮ مما كان له أثر سلبي‮ علي‮ الضمان الاجتماعي‮ والتفاوت الرهيب بين طبقات الشعب،‮ وارتفاع معدل البطالة،‮ وزيادة قضايا الفساد،‮ حيث أعلن الجهاز المركزي‮ للمحاسبات أن عام‮ 2003‮ وصل فيه حجم الكسب‮ غير المشروع إلي‮ 100‮ مليار جنيه،‮ وارتفاع حجم الأموال التي‮ دفعت في‮ الرشاوي‮ إلي‮ 500‮ مليون جنيه،‮ وغسيل الأموال بما‮ يوازي‮ 5‮ مليارات جنيه،‮ والزيادة في‮ هذه المعدلات سببها القصور الجسيم الذي‮ شاب عمليات بيع الشركات‮.‬
الديون المحلية
بلغ‮ حجم الدين المحلي‮ في‮ بداية وزارة‮ »‬عاطف عبيد‮« 245.‬5‮ مليار جنيه‮ (‬الدين المحلي‮ مضافاً‮ إليه ديون الهيئات الاقتصادية العامة ودين بنك الاستثمار القومي‮).. ثم ارتفعت الديون المحلية خلال حكم‮ »‬عبيد‮« إلي‮ أن وصل عام‮ 2004‮ إلى‮ 387.‬4‮ مليار جنيه أي‮ بزيادة قدرها‮ 141.‬9‮ مليار جنيه‮.. مما‮ يهدد الاستقرار الاقتصادي‮ ويساهم في‮ رفع معدلات التضخم وعجز دائم في‮ الموازنة العامة‮.. عجز‮ »‬عاطف عبيد‮« وحكومته عن تنمية الاقتصاد،‮ وزيادة الإيرادات العامة لأنها حكومة عاجزة وضعيفة الإحساس بالمسئولية الملقاة علي‮ عاتقها،‮ وبدون كفاءة واضحة،‮ لهذا لجأت إلي‮ بيع الأصول الإنتاجية التي‮ أقامتها حكومات سابقة وورثتها حكومة‮ »‬عبيد‮« فتعامل معها كالوارث السفيه الذي‮ يبدد ما ورثه عن أسلافه‮.‬
تدمير البنوك
عملت حكومة‮ »‬عاطف عبيد‮« بإصرار على تدمير البنوك المصرية من خلال سياستها المتخبطة التي‮ اعتمدت علي‮ تسهيل عمليات القروض بدون ضمانات حينما تدخل‮ »‬عبيد‮« أثناء رئاسته للوزراء في‮ شئون البنوك لمنح بعض رجال الأعمال قروضاً‮ كبيرة رغم عدم قدراتهم الائتمانية التي‮ لا تسمح بسدادها،‮ فضلاً‮ عن عدم تقديم ضمانات أو تقديم ضمانات وهمية‮.‬
وتم هروب الكثير من رجال الأعمال بالمليارات التي‮ حصلوا عليها من أموال الشعب البائس الذي‮ ضربه الجوع والفقر‮..‬
بلغ‮ حجم الديون المتعثرة بالبنوك حوالي‮ 280‮ مليار جنيه حسب تقرير البنك المركزي،‮ منها‮: 25‮ مليار جنيه تخص‮ 38‮ مديناً‮ من رجال الأعمال منها‮ 11‮ ملياراً‮ لبنك القاهرة وحده،‮ ولم تستطع حكومة عبيد حل أزمة رجال الأعمال الهاربين بسبب تعثرهم في‮ السداد‮.‬
مما جعل البنوك المصرية تأتي‮ في‮ ذيل قائمة البنوك الدولية وأصبح تصنيفها ضمن الفئة‮ B‮ وهي‮ مرتبة متدنية في‮ عالم المال‮.. نتيجة لتدخل وزارة‮ »‬عبيد‮« في‮ شئون البنوك وتركيزها علي‮ تمويل قطاعات معينة أو أشخاص محددين،‮ مما أفقد البنوك لأكثر من‮ 20‮ مليار جنيه نتيجة لتلك القرارات الخاطئة ونتيجة لتخليها عن الفائدة الخاصة بالقروض التي‮ علي‮ رجال الأعمال المتعثرين،‮ وكذلك توقف استثمارها لأكثر من‮ 10‮ سنوات‮.‬
بما جعل خبراء المال والاقتصاد‮ يؤكدون أن فترة رئاسة الدكتور‮ »‬عاطف عبيد‮« للحكومة‮ 99‮ - 2004‮ من أسوأ الفترات التي‮ مرت علي‮ البنوك،‮ حيث أدت بقراراتها الخاطئة إلي‮ انهيار العديد من البنوك،‮ وظهور عملية الاندماجات مثل‮: بنك النيل والمصرف المتحد،‮ وبنك المهندس والعقاري‮ المصري‮.‬
ولازال نزيف البنوك مستمراً‮ وهذا ما ظهر في‮ المصرف العربي‮ الدولي‮ حيث تحول‮ »‬المصرف العربي‮« من مؤسسة تجاوزت أرباحها‮ 25‮ مليار جنيه خلال العام المالي‮ 2004‮ إلي‮ ديون متعثرة لدي‮ البنك تصل إلي‮ 3‮ مليارات جنيه،‮ إضافة إلي‮ خسارة البنك‮ 100‮ مليون دولار خلال العام المالي‮ 2008‮ وفقد المصرف مليار جنيه من أصوله الاستثمارية،‮ وانخفض معدل الودائع بنسبة‮ 20٪‮.. هذا بعد أن تولي‮ »‬عاطف عبيد‮« رئاسة المصرف العربي‮ الدولي‮.‬
وتوجد اتهامات موجهة إلي‮ مسئولين حكوميين تسببوا في‮ الإضرار بالسياسة العامة للبنوك وعلي‮ رأسهم د‮. عاطف عبيد الذي‮ اتهم باتخاذ قرارات أدت إلي‮ تعثر رجال الأعمال،‮ فهل‮ يحاكم ومتي؟
علاقات مشبوهة
أعدت هيئة الرقابة الإدارية تقريراً‮ عن تزايد معدلات الفساد في‮ مصر أثناء تولي‮ عاطف عبيد رئاسة الوزراء،‮ وانتشاره في‮ مختلف قطاعات الدولة،‮ ورفعت هذا التقرير إلي‮ رئاسة الجمهورية وذكرت فيه ما أكدته منظمة الشفافية الدولية بأن قطاع الإسكان والتعمير كان أكثر القطاعات التي‮ انتشرت فيها قضايا الفساد وأن عام‮ 2003‮ كان الأعلي‮ في‮ نسبة الفساد وإهدار المال العام نتيجة ضعف الأداء الحكومي،‮ وعدم تطبيق القوانين والتشريعات،‮ وتدهور الدور الرقابي‮ الذي‮ يمارسه المجلس التشريعي،‮ وأيضاً‮ الإفلات من العقاب بالخلل الإداري‮ وتدهور الأداء القيادي،‮ بوجود علاقات مشبوهة،‮ واستغلال مسئولين وموظفين كبار لنفوذهم للتربح بطرق‮ غير مشروعة،‮ وأوصي‮ التقرير القيادة السياسية باتخاذ خطوات جادة في‮ مكافحة الفساد وتجفيف منابعه‮.‬
ولهذا نطالب بمحاكمة د‮. عاطف عبيد رئىس الوزراء الأسبق بتهمة الإضرار بالمال العام خلال فترة رئاسته الوزارية،‮ حيث خربها وقعد علي‮ تلها،‮ وما نقصده بالتل هو تعيينه رئىساً‮ لبنك المصرف العربي‮ الدولي‮ براتب شهري‮ يصل إلي‮ نصف مليون جنيه تقريباً‮.‬
ويقول الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشعب السابق‮: إن تعيين عاطف عبيد في‮ منصبه الحالي‮ يعتبر رشوة لنواب الحزب الوطني‮ بالمخالفة للدستور ولقانون مجلس الشعب المادة‮ 28‮ واللائحة الداخلية المادة‮ 372‮ ،‮ 373‮ وأنه قدم مشروعا لمحاكمة الوزراء لسد الفراغ‮ التشريعي‮ والدستوري‮ وملاحقة الفساد المستشري‮ في‮ مؤسسات الدولة خلال عضويته في‮ المجلس السابق ولكن الأغلبية الميكانيكية كانت تجهض أي‮ مشروع قانون‮ يحد من الفساد والمفسدين‮.. لأن المسئولين لا‮ يهتمون واتسموا بالبلادة السياسية ويعرفون أنهم فوق الحساب ففرطوا في‮ المال العام وشرف الدولة،‮ وباعوا شركات القطاع العام بأبخس الأثمان دون محاسبة‮.‬
واستشهد بكلام د‮. مختار خطاب بعدما خرج من الوزارة قال‮: أنا كنت أجبر علي‮ بيع الصفقات‮!!.. وأيضاً‮ د‮. ميرفت التلاوي‮ وزيرة التأمينات الاجتماعية قالت‮: إن د‮. عاطف عبيد كان‮ يستبعد مندوب التأمينات في‮ عهدها حتي‮ يمرر البيع للشركات بسهولة‮!! ولو كان‮ »‬عبيد‮« يعرف أنه سيقدم‮ يوماً‮ للمحاكمة لارتدع‮.‬
الجهل الاقتصادي
يعد الدكتور‮ »‬عاطف عبيد‮« هو أكثر رؤساء الوزارات التي‮ تمت مهاجمتهم تحت قبة البرلمان،‮ وأبرز الانتقادات التي‮ طالته كانت بسبب سياسته في‮ تطبيق برامج الخصخصة لدرجة أن اتهمه البعض بأنه‮ (‬باع مصر‮).. وأول من هاجمه كان النائب‮ »‬كمال أحمد‮« الذي‮ اتهمه بالفشل‮!‬
وأيضاً‮ تقدم‮ 4‮ نواب هم‮: »‬عادل عبده‮« و»رجب هلال حميدة‮« و»البدرشيني‮« و»رفعت بشير‮« باستجوابات ضده بسبب تدهور سياسة البنوك،‮ وحينها رد عليهم متهماً‮ إياهم بالجهل الاقتصادي‮!!.. ولم تتوقف الاستجوابات حول سياسة وزارة‮ »‬عاطف عبيد‮« من نواب مجلس الشعب مثل‮: »‬طلعت السادات‮« و»عزب مصطفي‮«.. وبعد قبول استقالة‮ »‬عاطف عبيد‮« أو إقالته تقدم‮ »‬فريد إسماعيل‮« عضو مجلس الشعب باستجواب‮ يتهم‮ »‬عبيد‮« بالخيانة والمطالبة بمحاكمته‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.