أعتقد وبما لا يدع مجالاً للشك أن العندليب عبدالحليم حافظ والسندريللا سعاد حسنى هما الأكثر جاذبية، وكاريزما فى تاريخ الغناء والتمثيل فى مصر والعالم العربى. شاء القدر أن يجمع الحب بين حليم وسعاد فى بداية الستينيات واستمر لفترة طويلة، ولا شأن لنا بأمر زواجهما من عدمه وهذا الموضوع قتل بحثًا والمعروف أن عبدالحليم وسعاد افترقا تمامًا لعدة سنوات قبل رحيل عبدالحليم 1977. شاء القدر أيضاً أن يكون يوم 21 يونيو هو يوم ميلاد العندليب ويوم رحيل السندريللا مع اختلاف السنوات طبعاً. عبدالحليم ولد منذ 88 عاماً ورحل منذ ما يزيد على «40» عاماً ،عمره الفنى لا يتعدى «22» عاماً ومع ذلك استطاع أن يترك بصمة هائلة، أغانيه حتى الآن مازالت ملء الاسماع، والغريب أنه مازال على قمة الغناء فى مصر والعالم العربى.. ذكرى رحيله فى مارس من كل عام تحولت الى ما يشبه العيد للرومانسية والغناء الجميل، أعطاه المولى سبحانه وتعالى نعمة القبول وجعله معشوق الملايين. حليم كان وسيظل حدوتة غنائية، أحب سعاد حسنى ولم يسعد بهذا الحب وربما يكون قد سبب له مزيداً من الشقاء بجانب المرض. ولكن الشجن والفشل فى الحب جعلانا نستمع من عبدالحليم لأعجب الأغنيات. السندريللا سعاد حسنى ولدت عام 1942، كانت تتمتع بالموهبة منذ الصغر، اكتشفها عبدالرحمن الخميسى، لتقوم ببطولة فيلم حسن ونعيمة مع المطرب الصاعد فى ذلك الوقت محرم فؤاد 1959 وعمرها لم يتعد «17» عاماً وحقق الفيلم نجاحاً هائلاً، صعدت سعاد للنجومية بسرعة الصاروخ رغم أن الساحة السينمائية كانت مليئة بالنجمات على رأسهن فاتن حمامة وماجدة وشادية ومريم فخر الدين ولكن سعاد حسنى كان لها طعم مختلف وشكل وأداء مختلف جعلتها تتربع على قلوب الملايين بل وتتفوق عليهن. رحلت سعاد حسنى بشكل غامض يوم «21 يونيو 2001» حيث وجدت ملقاة أسفل العمارة التى كانت تقيم بها، وظل سر رحيلها غامضاً حتى الآن. أحبت السندريللا عبدالحليم واضطرت لأن تبتعد عنه لا نعرف بإرادتها أم رغماً عنها.. حليم كان يغير عليها كثيراً حتى من زملائها وربما يكون ذلك قد عجل بانتهاء العلاقة سواء كانت حبًا أو زواجًا. مهما مرت السنون يبقى لعبدالحليم وسعاد حسنى سحر خاص. جمع بينهما الحب والغناء والتمثيل والإبداع والتفانى فى العمل حتى المرض. هل هى صدفة أن يكون يوم ميلاد عبدالحليم ووفاة سعاد حسنى بداية فصل الصيف حيث شدة الحرارة وأيضاً لهيب الحب والانطلاق ونسيم الليل؟!.