لم تكن تتوقع أن تقع ضحية لزوج لعوب لم يراع العشرة وضرب بكرامتها عرض الحائط، فقد كان ينتقل كل ليلة بين أحضان الفتيات دون مراعاة شعور زوجته التى كذبت كل الأخبار التى تصلها عنه، حتى جاءت الليلة التى وقعت فيها الكارثة وضبطت فى «جيبه» عقد زواج عرفي، فانهارت فى البكاء ولم تشعر بنفسها إلا والسكين مغروسة بصدر الزوج الخائن أثناء استغراقه فى النوم. «هناء» زوجة وأم لطفلين، كان كل طموحها حياة هادئة خالية من المشاكل، رغم إيمانها بأن المشاكل من أساسيات الحياة التى لا يمكن أن تختفى، لكن ما لم تتوقعه الزوجة هو أن تقع ضحية لزوج بلا ضمير كل همه فى الحياة هو إشباع رغباته وشهواته. رغم أن زواجها بمهندس الديكور، كان زواجاً تقليدياً لكن مع العشرة وإنجاب طفليها أحبته، ومع نجاحه فى عمله وإصراره على تحقيق مستوى مادى عال زاد حبها له وحمدت الله على هذا الزوج الذى لا يكل من العمل لتوفير احتياجات بيته، استمرت الحياة بينهما مدة 10 سنوات كل منهما يقوم بدوره من أجل تحقيق استقرار عش الزوجية، خلال تلك الفترة كان هناك بعض الأخبار التى تصل لمسامع الزوجة بأن زوجها على علاقة ببعض الساقطات، لم تصدق الزوجة كل ما قيل بل زاد إصرارها على توفير كل سبل الراحة لزوجها الذى لم يراع زوجته ويهتم بمستقبل طفليه، مرت الأيام بينهما وتزداد الشائعات حول زوجها يوماً بعد الآخر، حتى جاء يوم قررت أن تواجه زوجها بكل ما ينغص عليها حياتها. فانتظرت الزوجة حتى جاء الزوج من عمله وأخبرته بما قيل عنه إلا أنه بهدوء شديد نجح فى أن يمتص غضبها وأخبرها بأنه بطبيعة عمله يتعامل مع عدد كبير من النساء لكن لا تربطه علاقة بأى منهن، فارتمت الزوجة فى أحضان زوجها وطالبته بأن يسامحها لسوء ظنها به وأنها لن تعود لذلك مرة أخرى. فى أحد الأيام خرج الزوج مسرعاً من المنزل ونسى هاتفه المحمول، فأمسكت به وذهبت تقلب فى رسائله، وهنا أصابتها الصدمة بعد أن اكتشفت وجود محادثات بينه وبين عدد كبير من السيدات، بالإضافة إلى رسائل أخرى من فتيات يبدو أنهن قد وقعن فى حبه، لكن للحظات تماسكت وحدثت نفسها بأنه من الممكن أن تكون حالة نفسية يمر بها، وقررت كزوجة عاقلة تحافظ على بيتها ألا تخبره بما رأته.. وحاولت الإصلاح من نفسها ربما تكون قصرت يوماً فى حق زوجها، لكن دون فائدة، فقد كانت كل يوم تكتشف خيانة جديدة، فقد آثرت الزوجة استمرار الحياة من أجل الطفلين، وعندما فاض بها الكيل ذات يوم وأخبرته بكل ما توصلت إليه، والكارثة الحقيقية أنه لم ينكر شيئًا، وأخرج عقد زواج عرفى بينه وبين إحدى الفتيات وذهب ليخلد إلى النوم وكأن شيئاً لم يكن، وتركها تقاسى عذابات الخيانة والهجر والإحساس بالدونية، فتساءلت طويلاً لماذا فعل بها ذلك؟.. هل هذا جزاء ما فعلت من أجله، تملكها الشيطان بكل قوة، ولم تدر بنفسها إلا وهى تغرس السكين فى قلبه وتعيد الكرة مرة ومرات.. انفجرت الدماء من جسد الزوج، أغرقت السرير وأطفأت نيران حريق قلبها وفاقت بتسليم نفسها لرجال الشرطة، معترفة بكل تفاصيل حكايتها، ربما تعاطفوا معها ولكن هذا قانون وتلك أوراق، وهذه جريمة مكتملة الأركان، وهذا سبق إصرار وترصد من وجهة نظر القانون، وبدموع لا تنقطع وآهات تشق السكون طلبت تخفيف عقوبتها من أجل طفليها، ولكن من يجلس فوق المنصة له أوراق يقوم بتنفيذ القانون من خلالها، وبعد عدة جلسات أحيلت أوراقها إلى المفتى لأخذ الرأى فى إعدامها، نعم إعدامها، فقد استمعت إلى الحكم والقرار، وتمتمت بكلمات لا يسمعها سواها، أنا وأبنائى ضحية رجل بلا ضمير.