شتان بين يوم 26 يناير الماضى واليوم نفسه فى الشهر الحالي وتداعياتهما على البورصة. اليومان جاءا بعد الاحتفالات بعيد الشرطة، ولكن كان الوضع متباينا تماما، العام الماضي دموع وأموال تبدد وحالات إغماء، أما اليوم فكان حصادا للمكاسب وتفاؤلا وارتياحا. في العام الماضى، واليوم السابق لنهار "26" تحرك السواد الأعظم من أبناء الوطن عبر موقع التواصل الاجتماعى على الإنترنت "فيس بوك" والإعلان أن يوم الثلاثاء 25 يناير2011 يوم غضب للشعب متأثرين بالثورة التونسية الشعبية. جاء يوم الخامس والعشرين، اليوم الأول لانطلاق الثورة المصرية، وهو ما أطلق عليه الثلاثاء الأسود علي البورصة والمستثمرين فقد تلقت البورصة ضربة قاصمة حينما انعكست أعمال العنف والاشتباكات التي شهدتها ميادين المحروسة والتي راح خلالها 4 قتلى من المتظاهرين منهم مجند شرطة بالإضافة إلي عشرات المصابين. وبمجرد افتتاح جلسة 26 يناير الماضي شهدت الأسهم انتكاسة حادة متأثرة بتصاعد أعمال العنف وفقدت الأسهم قرابة 29 مليار جنيه، نتيجة استمرار العنف والذي راح وصل عدد الضحايا في تلك اليوم إلى 7 قتلى. وهوى مؤشر البورصة الرئيسى "EGX 30"،الذى يقيس أداء أنشط ثلاثين شركة بنحو412نقطة، بنسبة 6.14% ليغلق عند مستوى 6310.44 نقطة، وهو أدنى مستوى للمؤشر منذ 18 أغسطس 2010 أى منذ 5 أشهر تقريباً مسجلا بذلك أكبر نسبة تراجع منذ 30 نوفمبر 2009 أى منذ 14 شهرا تقريباً، وكانت صدمة للمستثمرين بكل فئاتهم والذين اتجهوا وقتها إلي البيع الهستيري. وتزامنت جلسة أمس الأول مع نفس اليوم الذي شهدت فيه الأسهم انهيارات حادة لكن شتان بين 26 يناير الماضي والحالي بالبورصة.
فقد احتفلت البورصة بالذكري الأولي لثورة 25 يناير وسط حالة من التفاؤل بين المتعاملين بالسوق وتحولت الدموع التي انهمرت من عيون المستثمرين العام الماضي بعدما تكبدوا خسائر بالجملة وفقدوا كل ما بحوزتهم من أموال إلي ابتسامات بعدما شعر المستثمرون أن أموالهم التي فقدوها ستعود إليهم مرة أخري. وقد أنهت الأسهم تعاملات هذا اليوم علي صعود كبير لتواصل بذلك تعويض خسائرها وينعكس بالإيجاب علي القيم السوقية للأسهم والذي ربح قرابة 16.6 مليار جنيه ووصل إلي مستوي 334.2 مليار جنيه. سجل مؤشر "EGX 30"،الذى يقيس أداء أنشط ثلاثين شركة، صعوداً بنحو 296 نقطة بنسبة 7.1% ليصل إلى مستوي 4432 نقطة وهو أعلى مستوي منذ 10 نوفمبر 2011، أى منذ مايزيد على شهرين ونصف، مواصلا بذلك صعوده للجلسة الرابعة على التوالي، وسجل أعلي نسبة صعود خلال 10 سنوات. وصعد مؤشر "EGX 70"، للأسهم الصغيرة والمتوسطة، 5.2% كما ارتفع مؤشر "EGX 100"،الأوسع نطاقاً الذى يضم الشركات المكونة لمؤشرى "EGX 30"و"EGX 70"، بمقدار 5.2% . وسيطر اللون الأخضر على الأسهم المتداولة إذ ارتفعت أسهم 189 شركة من إجمالي 192 شركة تم التداول عليها وهو ما اضطر البورصة إلي إيقاف التداول علي 61 سهما تجاوزت قيم التداول مستوى 600 مليون جنيه. وإذا رصدنا رد الفعل لدي رئيس البورصة الأسبق خالد سري صيام في المشهد وتصريحات الدكتور محمد عمران رئيس البورصة الحالي في ذات المشهد مع اختلاف حركة السوق. حيث التزم صيام الصمت وتجاهل إيقاف التعاملات وأتاح الفرصة لهروب أموال النظام السابق أما عمران فقد خرج بتصريحات تدعو للتفاؤل حينما قال إن الارتفاعات التي شهدتها الأسهم والأداء الجيد لحركة التداولات اليوم عكس تغيرات قوية نتيجة لاستقرار الوضع السياسي ومرور سلمية احتفالات 25 يناير بسلام. ورغم ظلم المقارنة في الموقفين إلا أن الأخير خرج يبرر الارتفاعات والأول التزم الصمت.