انتقل المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود النائب العام إلي مقر نيابة الأموال العامة العليا وعقد اجتماعاً مع المحامي العام الأول المستشار علي الهواري ورؤساء وأعضاء النيابة، واستعرض ما تم من إجراءات في البلاغات التي تلقتها النيابة العامة ضد بعض الوزراء السابقين، وبعض المسئولين في الهيئات والجهات العامة والتحقيقات التي تجريها النيابة بشأنها في إطار مكافحة جرائم العدوان علي المال العام وللفساد والتأكد من شرعية الإجراءات التي تمت والبحث في الأدلة القائمة بشأن كل شخص تم الإبلاغ ضده، وذلك بالاستعانة بالأجهزة الرقابية المختلفة. وصرح النائب العام بأنه قد تم عرض الأوامر الوقتية التي أصدرها النائب العام للتحفظ علي أموال من سبق الإعلان عن التحفظ علي أموالهم وما يملكونه بأسمائهم الشخصية من أسهم وسندات وأموال سائلة ونقدية ومنقولة علي محكمة جنايات القاهرة التي قررت بجلسة أمس تأييدها جميعاً. وأوضح أن التحقيقات التي تجري في الوقائع المنسوبة إلي المسئولين تتناول كلاً من: أحمد عبدالعزيز عز - عضو مجلس الشعب - بشأن ما تضمنته أوراق التحقيق من ارتكابه جرائم العدوان علي المال العام وذلك باستيلائه علي أموا شركة الدخيلة للحديد والصلب بإجراء مبادلة صورية بين أسهم شركته الخاصة - العز لحديد التسليح - وأسهم شركة الدخيلة بالمخالفة لقانون هيئة سوق المال وبيعها لشركته علي خمسة أقساط ولم يلتزم بسدادها والاستحواذ علي نسبة 67٪ من إنتاج الحديد في شركة الدخيلة وقيامه بتعديل شعار الشركة إلي عز الدخيلة ليتسني له بيع منتجات شركته الخاصة العز لحديد التسليح علي سند من أن جميعها منتجات جهة واحدة، وقام أيضاً بتخفيض إنتاج شركة الدخيلة من حديد التسليح لتسويق إنتاج شركته الخاصة مستغلاً كون اسم المنتج واحداً، كما قام ببيع إنتاج شركة الدخيلة من خام البليت المكون الأساسي لإنتاج الحديد لشركته فقط بسعر منخفض دون باقي الشركات، مما ألحق بشركة الدخيلة خسائر بلغت عدة ملايين من الجنيهات، فضلاً عن امتناعه عن سداد الديون المستحقة عليه لشركة الدخيلة والبنوك. ورشيد محمد رشيد وزير التجارة السابق بشأن ما تضمنته أوراق التحقيق من ارتكابه جرائم الاستيلاء علي المال العام والإضرار العمدي به والتربح عن طريق استيلائه علي ما يزيد علي مائتي مليون جنيه من أموال الدولة متمثلة في الدعم الذي يقدمه صندوق دعم تنمية الصادرات الذي يتبعه مباشرة بحكم منصبه ويقوم بوضع ضوابط الصرف من خلاله والذي استفاد منه الوزير لعدد من الشركات التي يمثلها أو يمتلكها هو وابنتاه وشقيقته وأهمها شركات يوني ليفر للمنتجات الغذائية والعناية الشخصية والمنزلية ودريم وجنرال بسكويت مصر. وبصفته وزيراً للتجارة والصناعة قام باعتماد تعديل الرخصة الصادرة لمصنع أحمد عز لإنتاج الصلب الكائن بالسويس علي خلاف القواعد المقررة مما أدي إلي قيام المصنع بإنتاج حديد التسليح بدلاً من لفائف الصلب دون سداد الرسوم المقررة التي تبلغ 345 مليون جنيه بغير حق. كما شملت التحقيقات زهير كرانة وزير السياحة السابق في ارتكابه جرائم التربح وتسهيل التعدي علي أراضي الدولة والإضرار العمدي بالمال العام، حيث إنه قام بتخصيص 25 مليون متر مربع بالمخالفة للقواعد والإجراءات واجبة الاتباع لشركة أوراسكوم للسياحة والفنادق بمحافظة البحر الأحمر بسعر دولار واحد للمتر مقابل قيام الأخير بشراء 51٪ من شركة جرانة للسياحة الخاسرة - المملوكة للوزير السابق وآخرين بمبلغ 350 مليون جنيه. وحصول بعض المستثمرين في المجال السياحي علي منافع مالية بدون وجه حق من خلال علاقاتهم به، إذ كان الوزير قد أصدر قراراً بوقف قبول وزارة السياحة لطلبات إنشاء الشركات السياحية بفئاتها المختلفة غير أنه منح شركات أخري بصفة استثنائية علي خلاف القرار المذكور ترخيصاً بمزاولة النشاط مما ربحهم ملايين الجنيهات بدون وجه حق، كما رفض تنفيذ العشرات من الأحكام القضائية واجبة التنفيذ بإلزامه بمنح الترخيص لآخرين في مزاولة النشاط لشركات سياحية بقصد تمكين الغير من الحصول علي منافع مالية دون وجه حق. وتحقق النيابة مع أحمد المغربي وزير الإسكان السابق لارتكابه جرائم التربح والإضرار العمدي بالمال العام، وتسهيله الاستيلاء علي المال الذي تمثل في اتخاذه الإجراءات لإرساء مزايدة بيع قرية آمون بأسوان المملوكة لشركة مصر للسياحة علي شركة بالم هيلز التي يساهم فيها والمملوكة لابن خالته وذلك بإجراءات مخالفة ولا تتفق وثمن المثل. وتسهيله التعدي علي أرض مملوكة لشركة إيجوث كائنة بميدان التحرير وذلك ببيعها إلي تحالف شركة أكور سوسيتيه جنرال - الذي يساهم فيه - بثمن يتنافي مع سعرها الحقيقي وقيمتها السوقية المتعارف عليها. والاستيلاء علي خمسة ملايين متر مربع من أراضي منطقة جمشة بالغردقة، وقيامه بصفته وزيراً للإسكان ببيع مساحات مختلفة من الأراضي المملوكة للدولة والكائنة في أماكن متفرقة من البلاد بلغت عدة ملايين من الأمتار إلي شركة بالم هيلز للتعمير لكونه شريكاً في شركة المنصور والمغربي للاستثمار والتنمية والتي تمتلك أكثر من تسعين في المائة من شركة بالم هيلز. وشملت الاتهامات التصرف في فندق نوفوتيل بمدينة أسوان والذي كان يحقق خسائر جسيمة وتديره شركة أكور التي يساهم فيها وذلك ببيعه بعد توليه منصب الوزارة لمستثمر سياحي بملايين الدولارات وبأزيد من قيمته الحقيقية وقيامه بتخصيص مساحة ثلاثة ملايين متر مربع بمنطقة سكنية بمحافظة مطروح للمستثمر سالف الذكر بثمن بخس، رغم أن هذه المساحة تدخل ضمن أملاك المحافظة. كما قام بتمكين بعض الشركات المنتجة للمواسير الخرسانية من الحصول علي منافع مالية دون وجه حق، مستغلاً سلطته الوظيفية، حيث أصدر قراراً وزارياً لإخفاء المخالفات المالية والإدارية المرتكبة من القائمين علي الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي وكان ذلك في المشروعات التالية منها مشروع تغذية مركز ومدينة طما ومحطة المياه وشبكاتها الذي نفذ بمعرفة شركة المقاولات المصرية »مختار إبراهيم« ومشروع مركز ومدينة ميت غمر شبكة المياه مقاولة شركة مصر للأسمنت المسلح ومشروع خط انحدار فصل الصرف الصناعي عن السكني بمدينة العاشر من رمضان مقاولة شركة المقاولات المصرية »مختار إبراهيم« ومشروع تصميم وتنفيذ مأخذ محطة مياه العاشر من رمضان والروافع والخطوط الناقلة للمياه العكرة من المأخذ حتي محطة التنقية، ومشروع خطوط نقل المياه المعالجة من العاشر من رمضان إلي مصرف بلبيس مقاولة شركتي مختار إبراهيم والمقاولون العرب. وامتناعه عمداً عن إلغاء تخصيص قطعة أرض مساحتها ثلاثة ملايين متر مربع بالتجمع الخامس كان قد سبق تخصيصها لأحد المستثمرين العرب بسعر خمسين جنيهاً للمتر عام 1995 بالرغم من مخالفة المستثمر لشروط التخصيص بالتوقف عن سداد الأقساط المستحقة عليه في مواعيدها وإقامة المشروعات عليها. وفي عام 2009 قام الوزير السابق بإعادة تخصيصها لذات المستثمر بعد إضافة مبلغ 300 جنيه لسعر المتر في الوقت الذي بلغ فيه سعر المتر في تلك المنطقة خمسة آلاف جنيه مما ترتب عليه ضرر بالمال العام. وأكد النائب العام أن النيابة تتلقي أية مستندات لدعم كشف الحقيقة في الوقائع سالفة الذكر والتأكد من صحتها وتحديد المسئولين فيها، فضلاً عما قامت به النيابة من تكليفها الأجهزة الرقابية باتخاذ إجراءات الفحص والتحري لتقديم جميع الأدلة وضبط أي مستندات تتعلق بها. وأكد المصدر القضائى أنه قد تمت مخاطبة مجلس الشعب لاستصدار الإذن للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات الجنائية التي تتعلق بشخص أحمد عبدالعزيز عز - عضو المجلس - في الوقائع المنسوبة إليه السابق بيانها. وأضاف المصدر أن ما تتلقاه النيابة العامة من بلاغات يجب أن يخضع للتحري والتحقيق وفقاً لأحكام القانون تأكيداً علي أن ما تقوم به النيابة من إجراءات يجب أن تتخذ وفق أحكام قانون الإجراءات الجنائية والشرعية الإجرائية.