أصبحت الخطوط الجوية القطرية مضطرة لتغيير مساراتها الجوية بشكل فوري بعد قرار الدول الخليجية الثلاث ومصر قطع العلاقات مع الدوحة وإغلاق المجالات الجوية أمامها، وهو ما يتوقع أن يؤثر على مئات آلاف المسافرين الذين يقصدون الدوحة أو يمرون بها يومياً، فضلاً عن أن تكاليف السفر سوف تصبح أعلى بكثير من السابق بسبب المسافات الأطول والضرائب المختلفة التي ستُفرض على الطائرات القطرية. وقررت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر وليبيا قطع العلاقات مع قطر وإغلاق الحدود معها ووقف الرحلات الجوية بشكل كامل من وإلى الدوحة، وهو ما تسبب على الفور بإرباك كبير في الحركة بمطار حمد الدولي اعتباراً من صباح الاثنين، كما نتج عن ذلك إلغاء عدد كبير من الرحلات المتجهة إلى الدوحة والمغادرة منها إلى مختلف أنحاء العالم. ونشرت المحللة الاقتصادية والصحافية المقيمة في العاصمة الأمريكيةواشنطن خريطة لخط السير الجديد للطيران القطري بعد الحظر المفروض عليه من عدة دول، ليتبين أن قطر بات أمامها طريقان جويان لا ثالث لهما للوصول إلى العالم الخارجي، وخاصة إلى القارة الأوروبية، وكلاهما طويل جداً مقارنة بالطرق التي كانت تسلكها فوق الأجواء السعودية، أما الطريق الأول الذي تحدثت عنه المحللة الاقتصادية الأمريكية فهو التحليق فوق إيران ثم العراق ثم الأردن وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، ومن ثم الوصول إلى مختلف الوجهات بعيداً عن الخليج العربي ومصر وليبيا، فيما يمر الطريق الثاني بإيران أيضاً ثم تركيا ومنها إلى مختلف دول الاتحاد الأوروبي. وفي حال ظلت طائرات الخطوط القطرية محاصرة في هذين الطريقين فهذا معناه أن الضرائب على الرحلات الجوية القطرية سترتفع، كما ترتفع تكلفة الطريق كونها أطول من حيث المسافة، هذا فضلاً عن أن المدد اللازمة للرحلات سوف يتغير ويصبح أطول، وهو ما يجعل الخطوط القطرية ذات قدرة تنافسية أقل من غيرها. وتعتبر الدوحة محطة مرور رئيسية لملايين المسافرين حول العالم، حيث استخدم مطارها العام الماضي أكثر من 37 مليون و300 ألف مسافر، بعضهم مر مروراً بالعاصمة القطرية وآخرون كانت وجهتهم النهائية، فيما قال تقرير لجريدة "ديلي تلغراف" البريطانية اطلعت عليه "العربية.نت" إن أكثر من مليون بريطاني يسافرون إلى الدوحة أو يمرون بها سنوياً. وقالت لارا برونت، الخبيرة في شؤون الطيران بجريدة "ديلي تلغراف" إن "المشكلة الأكبر التي تواجهها قطر حالياً تتمثل في كيفية تعاملها مع إغلاق مساحات هائلة من المجال الجوي الاقليمي أمامها، وخاصة أنها لن تعود قادرة على التحليق فوق كل من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة". وأضافت برونت: "الحظر سوف يكون له تأثير رئيسي على المسافرين من رجال الأعمال، أو المسافرين لأغراض تجارية، بين دبيوالدوحة، وهو المسار الأكثر نشاطاً بالنسبة لقطر". تعويضات بالملايين لأوروبا وستجد الخطوط الجوية القطرية نفسها خلال أيام قليلة مضطرة لدفع تعويضات مالية بملايين الدولارات لركابها في مختلف أنحاء أوروبا، أو للركاب الذين لديهم حجوزات إلى وجهات في دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يتوقع أن يُكبد الشركة خسائر مالية فادحة خلال الفترة المقبلة. وكشفت جريدة "ديلي تلغراف" البريطانية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن آلاف المسافرين في بريطانيا بدأوا بتلقي اتصالات هاتفية من مكاتب الخطوط القطرية تفيد بإلغاء رحلاتهم الجوية أو تأجيلها أو إعادة جدولتها أو أنها أصبحت تستغرق وقتاً أطول. وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من مليون بريطاني استخدموا مطار الدوحة العام الماضي، سواء بالسفر إليها أو بالمرور منها وهم في طريقهم إلى دول أخرى، في الوقت الذي تُسير فيه "القطرية" ما بين 6 إلى 77 رحلات يومياً بين لندنوالدوحة، إلا أن هذه الرحلات تمر جميعاً بالمجال الجوي للمملكة العربية السعودية، وهو ما بات غير ممكن اعتباراً من صباح الاثنين. وأكد التقرير لجريدة "ديلي تلغراف" أن الخطوط القطرية ستكون ملزمة بدفع تعويضات مالية لعدد كبير من المسافرين البريطانيين، سواء كانت وجهتهم النهائية هي الدوحة أو كانوا سيمرون بالدوحة، وتشمل هذه التعويضات المسافرين الذين ستتعطل رحلاتهم خلال فترة الفوضى التي بدأت اليوم في الرحلات الجوية القطرية، أو الذين سيتم إلغاء رحلاتهم الجوية ويضطرون للبحث عن شركة طيران أخرى تقلهم إلى وجهاتهم.