صدر حديثا عن سلسلة إبداع عربي التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب رواية "رماد مريم.. فصول من السيرة الروائية" للروائي الجزائري الكبير واسيني الأعرج. تتكون "رماد مريم" من تسعة عشر فصلا، بجانب مقدمتين الأولى حوار مطول مع المؤلف أجراه الروائي المصري منير عتيبة، والأخرى فصل من السيرة الذاتية للأعرج. والأعرج جامعي وروائي يشغل منصب أستاذ الأدب العرب والفرنسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس. ويُعتبر الأعرج أحد أهمّ الأصوات الروائية في الوطن العربي؛ وعلى خلاف الجيل التأسيسي الذي سبقه، تنتمي أعمال واسيني -الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية- إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائما عن سُبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها؛ فاللغة بهذا المعنى ليست معطى جاهزا ومستقرا ولكنها بحث دائم ومستمر. وتجلت قوة واسيني التجريبية التجديدية بشكل واضح في روايته التي أثارت جدلا نقديا كبيرا، والمبرمجة اليوم في العديد من الجامعات في العالم "الليلة السابعة بعد الألف" بجزأيها: رمل الماية والمخطوطة الشرقية. فقد حاور فيها ألف ليلة وليلة، لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، ولكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها. يُذكر أن سلسلة إبداع عربي، سلسلة إبداعية تهتم بنشر الإبداع العربي، رئيس تحريرها الباحث والشاعر أحمد توفيق، ومدير التحرير الباحث والناقد مدحت صفوت، ومصمم الغلاف والمخرج الفني الفنان أحمد اللباد، وتمثل رواية "رماد مريم" العدد الأول في إصدارات السلسلة.