نصرة المظلوم خلق كانت تتفاخر بها القبائل العربية فى جاهليتها، وكان العربى قد يضحى بنفسه وماله وولده لنجدة رجل مظلوم استغاث به واستنصره على من ظلمه، وكانت القبائل فى جاهليتها تعقد الأحلاف من أجل ذلك ومن أشهر الأحلاف التى أنشئت لنصرة المظلومين ورفع الظلم عنهم حلف الفضول. وقد بلغ من حرص العرب فى جاهليتهم على نصرة المستنصر وغوث المستغيث، أنهم كانوا يفزعون لمن جاءهم سواء كان ظالماً أو كان مظلوماً. وجاء الإسلام ورسخ مبدأ نصرة المظلوم، غير أنه لم يقر ما كان عليه أهل الجاهلية من تناصر على الحق والباطل أو رد الظلم بظلم يفوقه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» فقال رجل: يا رسول الله، أنصر إن كان مظلوماً، أرأيت إن كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: «تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره». لقد صحح النبى صلى الله عليه وسلم مفهوم النصرة فأضاف معنى جديداً للنصرة، وهو نصرة الأخ الظالم، فبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن نصرة الظالم تكون بمنعه عن الظلم وهذا هو النصر الحقيقى له، لا معونته على ظلمه، لأن حجزه عن الظلم ومنعه منه نصر له على نفسه وأهوائها الجانحة عن سبيل الحق. وقد حدث النبى صلى الله عليه وسلم على نصرة المظلوم والوقوف بجانبه وعدم التخاذل عنه ووضح عاقبة هذا التخاذل. كما أمر النبى صلى الله عليه وسلم أمته بنصر المظلوم بغض النظر عن لونه وجنسه «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع، أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، وإبرار القسم أو المقسم، ونصر المظلوم». نظرة المظلوم واجب على كل من شهد الظلم ويملك القدرة على رفع هذا الظلم أو الحد منه.