صالح (عليه السلام) من قبيلة مشهورة هى ثمود نسبة إلى جدهم ثمود أخى جديس، وهما ابنا عاشر بن إرم بن سام بن نوح، وكانوا عربًا من العاربة يسكنون الحجر بين الحجاز وتبوك. وكانوا بعد قوم عاد وعبدوا الأصنام مثلهم، فبعث الله فيهم رجلاً منهم وهو عبد الله ورسوله صالح؛ فدعاهم إلى عبادة الله الواحد القهار فآمنت به طائفة منهم وكفر جمهورهم ونال منهم شر تنكيل بالقول والفعل، بل هموا بقتله، وقتلوا الناقة التى جعلها الله حجة عليهم فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر. (وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره).. (قال الذين استكبروا إنا بالذى آمنتم به كافرون). (فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين). (فأخذتهم الرجفة فأصبحوا فى دارهم جاثمين). وكثيراً ما يقرن الله فى كتابه بين ذكر عاد وثمود كما فى سور براءة وإبراهيم والفرقان وص وق والنجم والفجر.. ويقال على لسان عدد من العلماء أن هاتين الأمتين عاد وثمود لا يعرف خبرهما أهل الكتاب، وليس لهم ذكر فى كتابهم التوراة، ولكن فى القرآن الكريم ما يدل على أن موسى أخبر عنهما. وقد ذكر المفسرون أن ثمود اجتمعوا فى ناديهم، وجاءهم صالح (عليه السلام). وأشاروا إلى صخرة أمامهم وقالوا له لو خرجت لنا من هذه الصخرة ناقة صفتها كذا وكذا وحددوا أوصافاً تعجيزية، وقد نصر الله نبيه صالح واستجاب لدعوتهم، ولكنهم رغم ذلك لم يؤمنوا، بل وعقروا الناقة (ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية). ورغم ذلك لم يستجيبوا وركب العناد رأسهم حتى أخذتهم الرجفة باستعجالهم عذاب الله.