أمير قطر يفتح النار على مصر ودول الخليج ووزير خارجيته يتراجع عن سحب السفراء فى آخر لحظة اندلعت مساء أمس أزمة كبيرة بين قطر ودول الخليج بعد أن نشرت وكالة الأنباء القطرية الحكومية تصريحات منسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بين حمد آل ثانى منتقدة للسياسات الخليجية، وأخرى منسوبة لوزير خارجية البلاد محمد بن عبدالرحمن آل ثانى يفهم منها عزم الدوحة سحب سفرائها من دول الخليج. بدأت الأحداث ليل الثلاثاء بنشر وكالة الأنباء القطرية تصريحات منسوبة للأمير تميم بن حمد خلال حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندى الخدمة العسكرية فى ميدان معسكر الشمال. انتقد الأمير القطرى بحسب وكالة الأنباء القطرية اتهام قطر بدعم جماعات إرهابية، كما رفض تصنيف الإخوان المسلمين ضمن الجماعات الإرهابية، كما دافع عن أدوار حزب الله وحركة حماس وإيران والعلاقة معها. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير قطر قوله إن ترامب يواجه مشاكل قانونية فى بلاده، كاشفًا عن توتر فى العلاقة مع إدارة ترامب. وقال أمير قطر إن ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكى إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها فى تحقيق الاستقرار معروفة الأسباب والدوافع، وأضاف «سنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات، حماية للدور الرائد لقطر إقليميًا ودوليًا، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها». وقال تميم: «إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا فى التحالف الدولى ضد داعش»، مضيفًا «إن الخطر الحقيقى هو سلوك بعض الحكومات التى سببت الإرهاب بتبنيها نسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته إلا بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل». وأضاف: «لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله»، وطالب مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين بمراجعة موقفها المناهض لقطر، ووقف سيل الحملات والاتهامات المتكررة التى لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة»، مؤكدًا أن قطر لا تتدخل بشئون أى دولة، مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه. وأشار إلى أن قاعدة العيديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها هى الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك النفوذ العسكرى بالمنطقة، فى تشابك للمصالح يفوق قدرة أى إدارة على تغييره. وعن القمة العربية الإسلامية الأمريكية التى شاركت فيها قطر بالرياض، دعا إلى العمل الجاد المتوازن بعيدًا عن العواطف، وسوء تقدير الأمور، ما ينذر بمخاطر قد تعصف بالمنطقة مجددًا نتيجة ذلك، وبين أن قطر لا تعرف الإرهاب والتطرف، وأنها تود المساهمة فى تحقيق السلام العادل بين حماس الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى وإسرائيل، بحكم التواصل المستمر مع الطرفين، فليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة. كما انتقد صفقة الأسلحة الكبيرة التى وقعتها السعودية مع أمريكا، داعيا إلى إعطاء أولوية لمعالجة الفقر فيها. وشدد الشيخ تميم على أن قطر نجحت فى بناء علاقات قوية مع أمريكاوإيران فى وقت واحد، نظرًا لما تمثله إيران من ثقل إقليمى وإسلامى لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار فى المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة. وما زاد من حجم المشكلة، ما نشرته الوكالة الحكومة القطرية لاحقا من تصريحات منسوبة إلى وزير الخارجية القطرى، محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، يُفهم منها التوجه لسحب سفراء قطر من دول الخليج وطرد سفراء تلك الدول من الدوحة. غير أن الوكالة عادت بسرعة لتنشر بيانا حكوميا ينفى صحة التصريحين السابقين للأمير تميم ووزير الخارجية، وأكدت تعرض الوكالة للاختراق. لكن مواقع خليجية معروفة أثبتت كذب تبرير وكالة الأنباء القطرية، وبثت فيديو أورد الشريط الإخبارى على شاشة التليفزيون القطرى، وهو يعرض مقتطفات من كلمة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى، التى كانت وكالة الأنباء القطرية قد سحبتها لاحقا من على موقعها الإلكترونى. وزادت حالة التخبط القطرى مع التراجع عن تبرير تصريحات وزير الخارجية القطرى بتعرض الوكالة لقرصنة من جهة ما ونشرت ما وصفته بتصريحات مفبركة للوزير، لتنشر ردًا من الوزير القطرى، قال فيه إنه لم يقل بسحب أو طرد السفراء وإن تصريحه أُخرج من سياقه. وهو تصريح فى حد ذاته ينفى مبرر الاختراق جملة وتفصيلا. وكانت وسائل إعلام سعودية وإماراتية، هاجمت أمير دولة قطر بسبب تصريحاته المنشورة فى وكالة الأنباء القطرية، مكذبة مزاعم قناة الجزيرة باختراق موقع الوكالة القطرية. وقالت صحيفة الوطن السعودية، عبر «تويتر»، إن نشر التصريحات على منصات وكالة الأنباء القطرية يبعد حجة الاختراق، وتابعت فى تغريدة أخرى: «ردود الأفعال الجماعية تدفع الاتصال الحكومى بقطر إلى التحجج بالاختراق وأن التصريحات مغلوطة». بينما قالت صحيفة الاقتصادية السعودية عبر «تويتر» إن مواقف قطر معروفة ضد مصالح الدول الخليجية والعربية، وتؤكد أنها تبحث عن دور أكبر مهما كان الثمن. وتابعت: «قطر تعتقد أنها تتذاكى بينما هى تورط نفسها فى أمور لا قدرة لها عليها وعلى ما ينجم عنها من مخاطر»، وأضافت: «تصريحات أمير قطر غير المقبولة إطلاقا تشى بدور مشبوه تؤديه قطر». وردًا على التصريحات القطرية، حظرت هيئة تنظيم الاتصالات فى دولة الإمارات العربية المتحدة الدخول إلى الموقع الإلكترونى الجزيرة نت. وقالت الهيئة فى التنويه الذى يظهر للمستخدمين من داخل دولة الإمارات، إن محتويات الموقع تم تصنيفها ضمن المحتويات المحظورة التى لا تتطابق مع معايير هيئة تنظيم الاتصالات الإماراتية. وحجبت الجهات المختصة فى السعودية، أمس، مواقع قنوات الجزيرة القطرية، ومواقع الصحف القطرية، وذلك بسبب التصريحات المنسوبة للأمير. وقالت قناة العربية، إن الجهات المختصة فى السعودية حجبت مواقع قنوات الجزيرة القطرية، ومواقع الصحف القطرية، وذلك بسبب تصريحات أمير قطر، التى نقلتها وكالة الأنباء القطرية«قنا» ومواقف الدوحة من دعم الجماعات المتطرفة والتحريض على الأحداث فى البحرين. وأثبتت التصريحات الأخيرة التى أطلقها أمير قطر تميم بن حمد العقلية الشاذة التى يتعامل بها الأمير الشاب مع القضايا الإقليمية، فقد تودد الأمير لإيران وهاجم السعودية بسبب صفقة الأسلحة الأخيرة مع الولاياتالمتحدة، إضافة لمزاعمه بسعى مصر والإماراتوالبحرين لتشويه صورة قطر. ويرجح عدد من المراقبين اتخاذ دول مجلس التعاون الخليجى قرارات حاسمة ورادعة لسياسة قطر بسحب دول الخليج سفراءها من الدوحة ردا على الهجوم القطرى الأخير على السعودية والإماراتوالبحرين. وسحبت دول مجلس التعاون الخليجى سفراءها من الدوحة 5 مارس 2014 وهو ما أحدث زلزالا فى العلاقات الدبلوماسية الخليجية بسبب تدخلات الدوحة السافرة فى شئون دول مجلس التعاون، ولم تلتزم بالاتفاق الموقع فى نوفمبر 2013 الذى قضى بكف قطر يدها عن التدخل بأى حال من الأحوال فى شئون دول مجلس التعاون الخليجى ووقف الحملات الإعلامية ضد مصر.