هجومه على «صلاح الدين» تزييف للتاريخ ويخدم الصهيونية العالمية قال الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس المتخصص فى علم الوثائق إن الهجوم الذى تبناه يوسف زيدان ليس له ما يبرره لأنه غير متخصص، وأن مشكلة التاريخ أنه حمَّال عدة أوجه وبالتالى من الممكن أن نجد أكثر من تفسير لعدة وقائع تاريخية، فهناك فارق بين الاختلاف فى تفسير الوقائع التاريخية وبين تشويهها أو تطويعها لغرض فى نفس «زيدان» الذى شن هجوماً كبيراً على شخصية القائد العربى صلاح الدين الأيوبى. وأضاف شقرة فى تصريحات خاصة ل«الوفد» أن زيدان يهاجم التراث العربى والإسلامى، وكذلك التاريخ المصرى والرموز القومية التى لعبت دوراً مهماً فى تاريخنا، وسيظل وكذلك رموزاً أخرى جديدة ولن يقتصر هجومه على صلاح الدين؛ لكنه سيمتد فى الأيام القادمة إلى شخصيات أخرى فى محاولة منه لتزييف تاريخ، تلك الرموز وجميعنا يعلم أنه بعد معاهدة كامب ديفيد هناك أيادٍ تعبث بالتاريخ وتمتد إليه لتزيفه، ونحن نعلم ما حدث من تغيير بعض الآيات فى مناهج التربية والتعليم وهى الآيات التى تتعلق بالصهيونية العالمية بجانب استبدال بعض كلمات مثل الصراع بالمنافسة والتنافس فيما يتعلق بقضايا عروبية مثل فلسطين، وهناك فارق بين الصراع والتنافس والصراع والاستعمار، وهذا ما يمشى عليه يوسف زيدان بخطيٍ ثابتة من هجومه المتكرر والمباغت لتلك الرموز والشخصيات التى غيَّرت وجه التاريخ. ويؤكد «شقرة» أن الفترة القادمة سيشن زيدان هجوماً متعمداً على القاضى الفاضل وهجومه على صلاح الدين كان مقدمة للهجوم المرتقب على القاضى الفاضل ومعروف تاريخياً أن القاضى الفاضل وصلاح الدين هما عماد الوحدة العربية فى تلك المرحلة المهمة من تاريخ مصر، وأن ما يقوم به تسبب فى تشويه ذاكرة الأمة وآثاره على المدى البعيد كارثية، لأن هناك من يتبنى مقولاته وكتاباته، ومن ثم ينسحب هذا الكلام إلى الرموز القومية، لبث روح الانهزامية لدى المصريين، ويصبح السؤال ماذا قدَم لنا صلاح الدين؟. ويرى «شقرة» أن هذه ليست دعوة ضد الحريات التى أدافع عنها بكل ما أملك وليست قمعاً لأصحاب الفكر الذى يجب أن يواجه بالفكر لا بالتشويه رغم كونها أفكاراً مريضة، فلا يجب أن تترك الأمور هكذا حتى لا تطول تلك الأفكار الهدامة بعض مؤسسات الدولة، ومنها وزارة الثقافة، وإذا كنا نرى أن أفكار الإخوان المسلمين منحرفة ومريضة فيجب أن نحارب مثل أفكار يوسف زيدان لكونها أيضاً مريضة، فكيف لكاتب مهما كان أن يستخدم تعبيرات غير واردة بالمصطلحات العلمية فى وصف شخصيات تاريخية لها ثقلها، وحتى إن اختلف معها فلا يجب استخدام هذه المصطلحات الغريبة إلا لغرض واحد يعرفه مستخدمها وهى الطريق إلى الشهرة، وإن كان مشهوراً فهى إلى مزيد من الشهرة عن طريق قذف الزعماء بالحجارة مستخدماً فى ذلك جذب الانتباه، فبدلاً من أن يكتب عن عظمة صلاح الدين الأيوبى يتكلم عن مساوئه، تاركا إصلاحاته وإنجازاته ومعاركه، وهذا طريق أصبح معروفا لبعض أنصاف المثقفين ممن ينتهجون هذا الطريق غير الصحيح... وفجَّر «شقرة» مفاجأة عندما أكد أن مركز دراسات بحوث الشرق الأوسط الذى يرأسه الدكتور شقرة كان وجه الدعوة سابقا إلى الدكتور يوسف زيدان عندما هاجم الحضارة المصرية، وذلك وسط المثقفين والمتخصصين حتى يقارعوه الحجة بالحجة لكنه راوغ وتهرب من تلك الدعوة التى أرسلناها له مرتين، المرة الأولى عن طريق الدكتور أحمد حماد، والمرة الثانية عن طريق المركز الذى أديره لكن دون جدوى مما يؤكد أنه ليس لديه حجج قوية للدفاع عن معتقداته التى يبثها ليل نهار، والمركز على أتم استعداد أن يجلب له أساتذة أوروبيين ومتخصصين فى علم المصريات لمناقشته، وهو الأمر الذى رفضه جملة وتفصيلاً.