ما أحلاها من سعادة مؤقتة تلك المشاعر التي تنتاب عصابة كمال الطبال في رائعة الأديب الراحل ثروت أباظة «هارب من الأيام» عندما كانوا يستدرجون الرجال ويقومون بقتلهم وكأن تلك القصة الشهيرة تتكرر فصولها في محافظة سوهاج مع اختلاف الزمان والمكان، بل إن عصابة سوهاج مكونة من أربعة صبية تتجاوز أعمارهم العشرين ربيعًا، ثلاثة شبان في عمر الزهور ورابعهم عاطل يدعى عنتر عبدالشافي، 19 سنة من قرية «الخلافية» التابعة لمركز جرجا فهو يقوم بدور كمال الطبال يقص عليهم بطولاته الزائفة بعد أن أقنعهم باستدراج سائقي التوك التوك الصغار من مدينة جرجا بزعم توصيلهم إلي إحدى القرى، ثم يقوم هو بقتله بآلة حادة في رأسه ويقوم الباقون بإلقائه في أقرب ترعة ويستولون على التوك توك ويقومون ببيعها لبعض زملائهم دون وازع من ضمير أو رادع من خوف. أليس شقيق «عنتر» مات مشنوقًا منذ عشر سنوات بعد اتهامه في قضية قتل، ولكن هل إعدام أخيه سوف يعفيه هو من الإعدام لو افتضح أمرهم؟ فقد كان آخر ضحاياهم ذلك الصبي الذي يدعى محمد عبدالعزيز، 15 سنة من قرية القرعان وكأن إرادة الله شاءت أن يشاهده أحد زملائه مع «عنتر» في يوم الحادث ومن هنا بدأت تتكشف خيوط تلك الجريمة البشعة التي قضت مضاجع سكان مدينة جرجا والقرى التابعة لها بعد أن وصل عدد القتلى إلى ثلاثة، بل بدأت المبالغة في القصة بأن وصل بواقع قتيل في كل ليلة. فقد أمر اللواء مصطفى مقبل، مدير أمن سوهاج، بتشكيل فريق بحث برئاسة العميد خالد الشاذلي، مدير مباحث سوهاج، وشارك فيه العميد منتصر عبدالنعيم ، مفتش الأمن العام بسوهاج، لكشف خيوط تلك الجرائم المتشابهة، حيث تبين من التحريات أن من وراء تلك الجرائم عصابة مكونة من عنتر عبدالشافي والسيد حربي ومحمد عبدالرحمن وعبدالله عبدالرازق من قرية يعقوب، وأضافت تحريات العميدين ماجد مؤمن، رئيس المباحث الجنائية، وأحمد الراوي، رئيس فرع البحث لقطاع الجنوب، أن المتهم الأول والثاني يقومان باستدراج سائقي التوك توك بزعم توصيلهما إلى مكان بجوار المدينة، ثم يقومان بقتله، وبعد ذلك يقوم الثالث والرابع بإلقاء الجثة في الترعة والاستيلاء على التوك توك وبيعه. تمكن الرائد وليد الفولي، رئيس مباحث مركز جرجا، والنقيب عزت سليمان، معاون المباحث، من ضبط التشكيل العصابي وبتضييق الخناق عليهم اعترفوا بجريمتهم تفصيليًّا وقاموا بتمثيلها أمام النيابة العامة فأمرت بحبسهم. وتحول التوك توك إلى أداة للقتل وليست أداة لكسب الرزق فكم من الجرائم ارتكبت عن طريق تلك الوسيلة سرقة.. ونصب.. وقتل.