أكد الدكتور محمد عبد القادر، الخبير فى الشأن التركي، في حواره لجريدة الوفد أن الجيش التركى يحاول إعادة صياغة أدواره التى كبحها أردوغان خلال الفترة الماضية. وأشار إلى مخاوف الرئيس التركي من إقامة حكم ذاتى كردى فى سوريا على غرار إقليم كردستان العراق، وجوانب التوتر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن الملف الكردى. ولفت إلى تهديد السياسة الخارجية التركية فى أفريقيا للأمن القومي المصري. وسلط الضوء على الدور الذى تلعبه أنقرة فى تقسيم الدول العربية باستخدام الجماعات الاسلامية وتواجدها فى المنطقة بما يشبه عودة الاحتلال العثماني من جديد ، مشيرا فى الوقت نفسه الى استحالة انضمامها للاتحاد الاوروبي. وإلى نص الحوار : كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية التركية فى الفترة القادمة ؟ يبدو وجود تحسن فى العلاقات بين الطرفين على المستوى الاقتصادي ، لكن على المستوى الأمنى استبعد ذلك، لأن تركيا تلعب أدوارًا كبيرة تهدد الأمن القومى المصري ، بجانب تورطها فى عمليات ارهابية تواجهها مصر خلال الفترة القليلة الماضية ، كما هناك أدوار أخرى تقوم بها تركيا كالتدخل العسكرى فى بعض الدول العربية . بالنسبة لمصر يوجد توجه واضح وخط عريض لسياستها الخارجية يسعى الى افشال ومنع التدخل التركى فى الدول العربية، والحفاظ على استقرار وحدة هذه الاراضي ، وعودة اللاجئين لهذه الدول ، وحل الصراعات فى هذه البلدان بالطرق السلمية عن طريق المفاوضات وبعيدا عن استخدام السلاح. بعد وثيقة حماس لفك ارتباطها بالإخوان هل تقدم تركيا على مثل هذه الخطوة؟ هناك قراءة استباقية لرد فعل تركيا من هذا الأمر ، يبدو للكثير انه موقف ثابت ، لكن الحقيقة تكمن وراء أن التحالف مع الجماعات الاسلامية والمتطرفة وظيفى اكثر منه استراتيجي الهدف منه استخدام هذه الجماعات لزعزعة الاستقرار فى الدول العربية وضعف حكمها المركزى بما يسمح تنفيذ اجندتها للسيطرة على هذه الدول العربية . ما الخطر التركى المرتقب على المنطقة العربية ومحاولة تفتيت هذه الدول؟ القضية السورية تعد واحدة من الأدوات التى تستخدمها تركيا لتعزيز دورها الاقليمى، فمنذ فترة مبكرة أحد المطالب الرئيسية لانقرة هو انشاء منطقة امنة وفى تقديرى هى وصفة سحرية الهدف منها تقسيم سورية الى مناطق نفوذ وساحات تمدد لاطراف اقليمية ودولية ، كما اشار اردوغان الى تقطيع الدول العربية قطعة قطعة ، إلى جانب تدخلها العسكرى فى سورية كعملية (درع الفرات) اغسطس 2016 ، والتى تعد محاولة لاستنزاف اكثر من منطقة فى شمال سوريا تتجاوز منطقة الباب وتل ابيض وأدلب . بالنسبة لتدخلها فى العراق يبدو محاولة لامتداد نفوذها فى مدينة سنجار ، حيث هناك توجة للتواجد التركى داخل دول الجوار الجغرافي غير مرتبط بالنفوذ وبناء قواعد عسكرية فى هذه البلدان العربية فقط إلا انها تهدف إلى تواجد عسكرى دائم داخل المنطقة العربية بما يشبة عودة الاحتلال العثمانى . هل انتهى عصر الانقلابات العسكرية فى تركيا؟ سياسة الرئيس التركى رجب طيب اردوغان تستهدف فى الاساس تعزيز دورها الاقليمى ، فقد دعمت ثورات الربيع العربي ووقفت خلف التيارات الاسلامية التى حاولت ان تلعب ادوار مركزية فى هذه الثورات ، لكن الرهان على جماعة الاخوان افقد تركيا الكثير وتراجع حضورها الاقليمى ومن ثم تحولت العلاقات المميزة مع بعض الاطراف الاقليمية الى توترات كبيرة ، كسوريا ومصر والعراق ، ما أدى الى تراجع الاداء الاقتصادى لتركيا فى كانخفاض معدلات السياحة والاستثمارات فى ليبيا. على الجانب الآخر يوجد توترات مرتبطة بنمط العلاقة بين اردوغان واحزاب المعارضة ومحاولة تحويل تركيا لدولة الرجل الواحد، و احد السينايورهات المطروحة ايضًا هو محاولة الجيش إعادة صياغة أدواره التى حاول أردوغان كبحها خلال الفترة الماضية. انعكاس التعديلات الدستورية على علاقة تركيا بالأكراد ؟ هناك العديد من التحديات التى تواجهها تركيا ولاترتبط بعلاقتها مع أطراف اقليمية فقط لكن بفاعلين من غير الدول، واحدهما هو القوى الكردية لاسيما تواجدها المكثف وادوراها الصاعدة على الساحة العراقية والسورية و داخل تركيا ، بجانب أن نمط العمليات العسكرية لحزب العمال الكردستانى ضد الجيش التركى والتطورات المهمة على مستوى التسليح والتكتيكات تؤكد أنه يوجد أطراف داعمة للحزب على المستوى الاقليمى والدولى ، بخلاف أن التهديد الكردى تعاظم خصوصا مع اتجاه اقليم كردستان العراق على الاستفتاء حول تقرير مصيرة ورغبة كردية فى اعادة استنساخ التجربة العراقية فى تركيا . بعد إجراء ترامب اتصالا بأردوغان للتهنئة على نتائج الاستفتاء كيف ترى مستقبل العلاقات بين تركياوأمريكا؟ ترامب يلعب دورًا مهمًا فى تعزيز العلاقات مع تركيا بخلاف باراك اوباما وعدم استجابتة لرؤية تركيا وهى انشاء مناطق امنة فى شمال سوريا، بينما حاليًا يوجد طلبات امريكية لتحقق الاستجابة لهذه الرؤى التركية، لكن ملفات التوتر لاتزال موجودة بشكل كبير فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الانسان وحقوق الاقليات فى الدولة التركية وهذا يضفى درجة من التوتر بين الجانبين ، بجانب ان تركيا تستخدم روسيا كورقة ضغط على امريكا ، و على الجانب الاخر امريكا تراهن على علاقتها مع الاكراد . هل تسمح أمريكا بتسليم "عبد الله كولن" للسلطات التركية ؟ تسليم كولن للسلطات التركية أمرًا غير مطروح على الأجندة الامريكية لوجود قوى ضاغطة لعدم تسليم كولن خصوصا بعد عمليات الاقالة بالشبهة وليس بالادلة وليس هناك ضمان ان تكون المحاكمة عادلة اذا تم تسليمه لانقرة ، بجانب وجود قناعة لدى الاتحاد الاوروبي ان كولن غير متورط فى محاولة الانقلاب العسكرى فى تركيا ، و التسليم ايضًا لم يتم تمريره من جماعات حقوق الانسان والقوى المعارضة والصحافة العالمية. هل تتوقف أمريكا عن دعم الأكراد إرضاءً لاسطانبول ؟ وقف امريكا دعمها للاكراد مستبعد بل تعمل للحفاظ على علاقتها الاستراتيجية معهم ، نظرا أن تركيا تسعي لتوثيق علاقتها مع روسيا فى ذات الوقت تسعى امريكا لتوثيق علاقتها مع الاكراد من خلال دعمهم عسكريا كما هو واضح فى سوريا وانشاء قواعد عسكرية امريكية فى مناطق كردية بسوريا ،وتوسيع انتشار الاكراد فى سورياوالعراق، بجانب ان واشنطن ترى ان الاكراد اقدر عسكريا على مواجهة ومحاربة التنظيمات المتطرفة كتنظيم داعش. هل ترى أن الفترة القادمة ستشهد انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى؟ لم يبد مطروحا انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي، لان العلاقة بين الطرفين انتهت تماما والصيغة الصريحة لهذا هى العلاقات المميزة على الصعيد الاقتصادى، نظرا لان العلاقات شائكة بين الطرفين ، بعد الاستفتاء على الدستور التركى يوجد انتهاك لحقوق الانسان والسيطرة على مؤسسات الدولة ، بجانب ان انقرة تبعد كثيرا عن قيم الاتحاد الاوروبي ، ويوجد أيضًا تصريحات كثيرة من النخب الاوروبية لعدم السماح لتركيا للانضمام للاتحاد . الدور التركى فى القارة السمراء وأثرة على الأمن القومى المصرى ؟ تركياوقطر يوجد بينهما تنسيق واضح فى تعزيز علاقتهما بالسودان ، وخلق درجة عالية من المناورة مع النظام السودانى لمواجهة الدولة المصرية ، بخلاف اتفاقيات ودعم تركيا لاثيوبيا ، ومحاولة تركيا لاقامة قواعد عسكرية فى بعض البلدان الافريقية ، بعد اقامة قاعدة عسكرية فى قطر ، وكما يوجد بحث عن أماكن اخرى داخل القارة لاقامة قواعد عسكرية فيها ،وتهدف تعزير حضورها فى افريقيا منافسة إيران . ونتائج هذا الدور التركى تضر بالمصالح المصرية على اعتبار ان مسارات ومساحات التناقض واضحة بين السياسة التركية والتوجهات المصرية فى ظل التنسيق التركى القطرى لزعزعة استقرار مصر على اكثر من جهة، بجانب إثارة اضطرابات فيما يخص علاقة مصر بعدد من الدول الأفريقية . شاهد الفيديو كاملا