اشتعلت أزمة تعيين الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر الجديد، خلفًا للدكتور أحمد حسنى، رئيس الجامعة السابق، بعد وصفه للباحث الإسلامى "إسلام بحيرى" بالمرتد، خلال لقاء تلفزيونى شارك فيه أخيرًا. بدأت الأزمة عندما طالب نادى هيئة تدريس جامعة الأزهر، الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتدخل لإيقاف قرار الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، بتعيين الدكتور المحرصاوي لمخالفة ذلك للقانون. تصاعدت حدة الأزمة بتصريحات الدكتور محمد أبوهاشم، نائب رئيس الجامعة، وأقدم النواب، التى أكد فيها تقدمه بتظلم لشيخ الأزهر ضد قراره بتعيين المحرصاوى، لأنه يخالف قانون تنظيم الأزهر. ويبدو أن هذه الأزمة لن تنتهى سريعًا لأن هناك إصرارًا من جانب أعضاء هيئة التدريس على تنظيم وقفة احتجاجية ضد القرار، وفى حالة عدم التراجع سيتبع الوقفة اعتصامات للأساتذة. مخالفة القانون الدكتور محمد أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر، قال إنه سيتقدم اليوم الأحد، بتظلم للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بعد قراره بانتداب عميد كلية اللغة العربية كرئيس لجامعة الأزهر خلفًا للدكتور أحمد حسني. وأضاف أبو هاشم، أن قرار انتداب عميد كلية اللغة العربية رئيسًا لجامعة الأزهر خالف قانون الأزهر 103 لسنة 1961، الذي ينص على تولي أقدم نواب رئيس جامعة الأزهر منصبه في حال خلو المنصب لحين صدور قرار من رئيس الجمهورية بتعيين رئيس جديد لجامعة الأزهر. وأشار نائب رئيس جامعة الأزهر إلى أحقيته في التعيين رئيسًا للجامعة باعتباره أقدم نواب رئيس الجامعة السابق، لافتًا إلى أن إقالة الدكتور أحمد حسني جاءت لوصفه الباحث إسلام البحيري بالمرتد. وقفة واعتصامات طالب مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة تدريس الأزهر، الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتدخل لإيقاف قرار تعيين الدكتور المحرصاوي للقيام بأعمال رئيس جامعة الأزهر. هدد أعضاء النادي، بتنظيم وقفة احتجاجية، غدًا الإثنين، ضد القرار، وتجاوز الدكتور محمد أبو هاشم، نائب رئيس الجامعة، أقدم النواب. وأوضح الأعضاء، أن الوقفة سيتبعها اعتصامات للأساتذة ضد قرار انتداب رئيس الجامعة الجديد، وتجاوز الدكتور محمد أبوهاشم، مشيرين إلى أن النادي به أكثر من 200 عضو هيئة تدريس أكدوا مشاركتهم بالوقفة. صاحب رؤية طموحة من جانبه قال الدكتور أحمد زارع، المتحدث الرسمى باسم جامعة الأزهر، إن الدكتور أحمد حسنى رئيس جامعة الأزهر السابق، عالم جليل من علماء الأزهر الشريف، الذى نعتز به، مشيرًا إلى أن الرجوع للحق فضيلة والاعتذار عن الخطأ سمة العلماء الصادقين وهو ما تعلمناه من الأزهر. وأضاف زارع، أن الدكتور أحمد حسنى لما يزال يؤدى عمله نائبًا لرئيس الجامعة لفرع البنات، وسيظل يؤدى عمله إلى نهاية الفصل الدراسى، حتى يحال إلى المعاش فى أغسطس المقبل، مطالبًا بعدم المزايدة على القرار. وأوضح أن الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس الجامعة الجديد، رجل معروف، وعالم من علماء اللغة العربية، وعميد كليتها ومن رجالها الأفذاذ المحترمين. ولفت إلى أنه رجل شباب فى فكره وفى عقله وله رؤية طموحة لتطوير الجامعة بعدما قدم رؤية طموحة لتطوير كلية اللغة العربية، ونأمل له الخير، ويعينه الله على ما حمله من تركة ثقيلة، ويكون فعلًا مثالًا للعالم الأزهرى الذى يتقلد أى منصب يؤدى فيه ما يرضى الله سبحانه وتعالى ويرفع شأن الأزهر والوطن. قرار حكيم الدكتور محمد عبدالعاطى، عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر بالقليوبية، قال إن قرار شيخ الأزهر بإقالة الدكتور أحمد حسنى من رئاسة جامعة الأزهر جاء لما تقتضيه الحكمة وضرورة الإصلاح. وأضاف عبدالعاطى، أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب حالفه التوفيق والسداد في اختيار الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس الجامعة الجديد، لتحقيق المصلحة العامة للجامعة. وأشار إلى أنه على يقين بأن الدكتور المحرصاوى سيكتب اسمه من نور، وسيعود بالجامعة إلى أزهى عصورها لما عرفناه عن شخصه الكريم، وما يتمتع به من مقومات وقدرات، مطالبًا إياه بحسن اختيار البطانة الصالحة التي تعينه على هذا الحمل الثقيل في تلك الفترة الحساسة من تاريخ الجامعة العريقة. كان الدكتور أحمد الطيب قرر تعيين الدكتور محمد المحرصاوى رئيسًا للجامعة، بعدما أصدر الدكتور أحمد حسنى طه، رئيس جامعة الأزهر السابق، بيان اعتذار وتوضيح، بعد وصفه ل"إسلام بحيرى" بالمرتد خلال لقاء تلفزيونى شارك فيه أخيرًا. وأوضح، أن وصف "بحيرى" بالمرتد رد غير صحيح، ويخالف منهج الأزهر الشريف، الذى يقضى بأنه لا يُخرج المرء من الإسلام إلا جحد ما أدخله فيه. واعترف رئيس جامعة الأزهر فى بيانه، باستعجاله فى الرد بما ظهر أنه حكم على شخص، وهذا تجاوز لا يعبر عن منهج الأزهر أبدًا، وهو ما أدركه لاحقًا، معترفًا بأنه وقع فيه من دون قصد، لأن الحكم على الأشخاص وعلى أفعالهم وأقوالهم وسلوكهم، اختصاص القضاء وليس العلماء. وكرر رئيس جامعة الأزهر اعتذاره عن هذا الرد الخاطئ المتسرع وغير المقصود، مؤكدًا أنه خطأ شخصى لا يمثل أى جهة من جهات الأزهر الشريف، ولا يعبر عن منهجه.