سيدة فى العقد الخامس من عمرها، قررت أن تعيد لنفسها دورة الحياة من جديد بعد أن توقفت عقارب الزمن لانفصالها عن زوجها وزواج أولادها الثلاثة. انتظرت خلف باب شقتها أياما وساعات وهى تمسك بيدها صور أولادها فى مراحل عمرية مختلفة، وتغازلها الذاكرة بأوقات مرت بهم، تضحك أحيانا. وتبكى فى الوقت نفسه وتقف أمام المرآة وتردد بشفتيها بعض الكلمات، من شدة وحدتها.. وتتساءل دائما: هل يكفينى زيارات متقطعة وقد تصل الفترة أكثر من الشهر أو الشهرين ليقدموا لى ما أحتاجه من طعام فقط؟! وربما اعتذروا عن ذلك. رغبة الأم فى الخروج من حالة الوحدة، ومتابعة حياتها بشكل طبيعى ومحو تجربة بائسة عاشتها مع الزوج السابق والخوض فى حياة جديدة مع رجل يبدل همها إلى ارتياح ويؤنس وحدتها بل ويتحمل معها مصاعب الحياة وبين رغبتها فى الحفاظ على أبنائها والخوف من فقدهم. حاولت الزم أن تلوح إلى ذلك أثناء الحديث مع أبنائها كونها لا تخالف الشرع أو القانون، ومن صميم حقوقها الإنسانية ولكن يبقى الرفض هو الجواب الرئيسى فى جميع الحالات التى تشير فيها إلى الفكرة، وستكون ضريبته خسارة أبنائها الذين لم يجدوا مبررا للرفض سوى الخجل من المجتمع ونظرة الناس، إلا أن الأم رفضت القيود الأسرية عليها وقررت فتح باب الحرية ووافقت على الزواج سرا بدون معرفة أبنائها لتعيش ما تبقى من عمرها سعيدة. الحكاية بدأت ب«سيبوه ده جوزى»، هكذا صرخت الأم فى ولديها وشقيقها الذين استلوا سكاكينهم وخطفوا الرجل الذى وجدوه فى سرير أمهم ظنا منهم أنه عشيق أمهم إلا بعد أن كررتها عدة مرات، حتى صعقوا وارتعشت أياديهم الملطخة بدماء زوج أمهم. رمقت الأخت الوسطى جسد المجنى عليه، الذى استلقى على الأرض بعد فترة من المقاومة حتى خارت قواه واستسلم للموت على يد أبناء زوجته، ومتذكرا حينما نصح زوجته بأن يعلنا عن زواجهما العرفى، إلا أنها رفضت خوفا منهم أن يرفضوا فكرة زواجها مستندة إلى أن أولادها يزورونها فى فترة متباعدة فقررت مع أشقائها أن يهربوا بفعلتهما. صرخت الأم واستنجدت بالجيران لإسعاف زوجها الذى يلفظ أنفاسه الأخيرة، فإنقاذه يعنى تخفيف حدة صدمة موت الزوج وتورط الأولاد فى قتله، بالفعل استطاع الجيران نقل الزوج إلى المستشفى وتم إسعافه رغم حالته الخطرة. على الجانب الآخر كان الأولاد الثلاثة فى سيارتهم، فتذكر الأخ الأكبر المكالمة التى جاءته من شقيقته تخبره بأن أحدهم شاهد رجلا يتردد على بيت أمهم ففارت الدماء فى عروقه واتصل بشقيقه الأصغر ليخبره بالنبأ العظيم ليجتمعا فى شقة الأخ الأكبر ليخططا ويذهبا إلى بيت والدتهما بعدما علما أن العشيق - كما ظنوه - قد بات ليلته معها. وصلوا إلى المنزل، فتح الشقيق الأصغر الباب بمفتاحه ليتسللا إلى الشقة التى شهدت صباهم وشبابهم، استرقوا السمع فوجدوا همسا فى غرفة النوم فاتجهوا إليها، اقتحم الشقيق الأكبر قبل أن يتدلى فكهم إلى الأرض حينما أبصرا أمهما فى وضع مخل مع رجل غريب، فحتى وصولهما إلى المنزل كان فى قلبهما شك فى أن تكون أمهما مظلومة، إلا أنهما قد رأياها رأى العين الآن. حاولت الأم والزوج أن يسترا عوراتهما بملاية كانت على السرير، فى الوقت الذى هرع فيه الشقيقان إلى المطبخ وأمسكا بالسكاكين وعادا إلى الغرفة، لم تستطع الأم والزوج الهروب فظلا على حالتهما كما تركاهما لم يسمعا من الغريب فى البيت أى كلمة، انهالا عليه طعنا وتسابقا على إزهاق روحه كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، وقد صمت آذانهما من بكاء وعويل وصراخ أمهما التى قالت إنه زوجها، قبل أن يفيقا من نزغ الشيطان قررا الفرار. حضرت الشرطة والإسعاف واجتمع أهالى المنطقة الراقية الذين لم يسمعوا عن هذا البيت إلا الخير، ليحضر ممثل النيابة العامة ويقرر إلقاء القبض على المتهمين ليمثلا أمام النيابة العامة بتهمة الشروع فى قتل زوج والدتهما. وكشفت تحقيقات هشام هدية وكيل أول نيابة مدينة نصر أن المتهمين 3 أشقاء فتاة وشابان، متزوجون ووالدتهم تعيش فى شقة بمفردها بعد انفصالها عن والدهم، حيث تعودوا على زيارتها على فترات، ون والدة المتهمين تزوجت من أحد الأشخاص وأخفت عن أولادها زواجها بالمجنى عليه خوفا منهم أن يرفضوا فكرة زواجها. وأشارت التحقيقات إلى أن أبناء زوجة المجنى عليه علموا بتردد شخص غريب على شقة أمهم فاتفقوا على التوجه إلى والدتهم لمعرفة الأمر، وعقب دخولهم الشقة فوجئوا برجل فى وضع مخل مع أمهم فأحضر الشقيقان سكاكين ومزقا جسده ظنا منهما أنه عشيقها واعتديا على أمهما التى أخبرتهماا أنه زوجها، تم نقل المجنى عليه للمستشفى وإحالة المتهمين للنيابة.