رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الثورة في مصر أسيء فهمها بشكل كبير، فإن ما حدث في 25 يناير ما هو إلا صحوة للبلاد، وكان الشوارع لها القدرة على إلهام الأجيال لإسقاط الرؤساء والوزراء، وقوة التحول الثقافي في دولة بوليسية، ولأول مرة يخوض الناس معارك مع الشرطة ويموتون فيها من أجل مبادئهم. وقالت الصحيفة منذ البداية لقد أسيء فهم الثورة المصرية، فقد استبعد أغلب الناس إمكانية حدوث ذلك،لكن في غضون أيام اشتعلت الأحداث في تونس،وجلبت معها نشوة الثورات المتلاحقة في المنطقة، ولكن بعد أسبوعين فقط من سقوط مبارك، عاد الجيش المصري -الذي ساعد في الإطاحة بمبارك- إلى مربع العنف، والتعذيب وتقديم الآلاف للمحاكمات العسكرية، وتجريم الاحتجاج، وأخيرا سحق المتظاهرين، وانتشرت مقولة أن "الجيش سرق الثورة". وأضافت لقد أصبحت كلمة "الثورة" صرخة المعركة وليس وصفا، بل تختنق في حناجر الخبراء، وبعد عشرة أشهر عادت وسائل الإعلام في العالم لمصر لتغطية مشهد الانتخابات، ولكنهم لم يتحركوا بسبب انتشار المعارك في الشوارع الرئيسية نفسها، وعاد الآلاف المتظاهرين إلى الظهور مرة أخرى والقتال حتى الموت ضد الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع، في حين أن التحرير تحول إلى أكبر مستشفى ميداني على الأرض. وتابعت أن الثورة مرة أخرى وجدت صوتها، ولولا الانتخابات لتنحى الجيش، ومع ذلك جاءت الانتخابات وبعد أيام من التكهنات التي توقعت أنها ستؤجل، أفرغ تقريبا التحرير بسرعة كما كان يملأ، مشيرة إلى أنه الآن في مصر هناك ثلاثة أعمدة رئيسية للسلطة: الجيش والإسلاميين والثورة، ولا يملك أحدهم القوة الكافية لطمس تأثير أي واحد منهم، والسؤال الحقيقي هو: من هو الفكر الأكثر مرونة".؟ وأوضحت إن الثورة فشلت في إحداث تغييرات جذرية، وأن ما بدأ في 25 يناير من العام الماضي لم يكن حملة سياسية، بل كانت صحوة للبلاد، فخلال العام الماضي الشوارع كان لها القدرة على إلهام الأجيال، وإسقاط الرؤساء والوزراء، وإن الشارع الذي يتواجد فيه مجلس الشعب الذي سيعقد أول جلساته خلال الشهر الجاري شهد سقوط الكثير من الدماء الذين كانوا يرددون عبارة : "خبز .حرية . عدالة اجتماعية"، وأولئك الذين فقدوا عيونهم، أو تعرضوا للتعذيب، أو الجرحى ستواصل القيام بذلك، حتى يتسنى للبلد أن تشعر بهذه الكلمات وتكون حقيقة، نتوقع أن تظل مصر مضطربة.