ذكرت صحيفة الجارديان في مقال لها بعنوان "اساءة فهم الثورة المصرية" انه منذ البداية ، لم يتم فهم الثورة المصرية بشكل صحيح فعند بدايتها قال الناس انها لا يمكن ان تكتمل و في غضون أيام أصبحت امتداد للهب الشرارة التي اشتعلت في تونس وجلبت معها نشوة الانتفاضات المتلاحقة في المنطقة ، والحركة الدولية التي خصصت إعادة كلمة "احتلال". ولكن بعد اسبوعين فقط من سقوط حسني مبارك ، بمساعدة الجيش المصري استخدم الجيش العنف لاخلاء الميدان. و تبعها العديد من المحاكمات العسكرية للآلاف ، وأخيرا سحقت المتظاهرين حتى الموت باستخدام ناقلات الجند المدرعة وادعى الجيش من خلال وسائل الاعلام الرسمية انها سرقت من قبل الثوريين.
فأصبحت كلمة "الثورة" صرخة معركة وليست وصفا فبعد عشرة أشهر ، اهتمت سائل الإعلام في العالم بتغطية مشهد الانتخابات في مصر ولكنهم وجدوا انفسهم بالكاد مستقرين في غرف الفنادق التي يقيمون بها ، يغطون الشوارع الرئيسية للمعركة نفسها مرة أخرى حيث عاد الآلاف من المتظاهرين للظهور ، والقتال حتى الموت ضد الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لمستويات قاتلة ، و تحول التحرير إلى أكبر مستشفى ميداني على الأرض.
فيبدو أن الثورة وجدت صوتها مرة أخرى و لم يدعوا الي الانتخابات ، ولكن يطالبوا بتنحي الجيش.
ومع ذلك جاءت الانتخابات ، برغم توقعات تاجيلها و تم اخلاء الميدان بنفس السرعة التي احتشد بها بالمتظاهرين. ففي يوم 23 يناير سوف يعقد البرلمان دورته الأولى الذي يشكل 99 ٪ منه من الرجال و 1 ٪ من النساء لذا هناك ثلاثة أعمدة رئيسية للسلطة في مصر : الجيش والإسلاميين والثورة و لا يوجد حدث واحد من القوة يكفي لطمس تأثير أي واحد منهم الا الوقت و يبقي السؤال الحقيقي : من يعتبر فكره الأكثر مرونة ؟