غدًا عيد الربيع عيد شم النسيم، هذا العيد مصرى أصيل يعود لعهد الفراعنة قبل آلاف السنين، فى زمن الفن الجميل كان موسم الربيع عيداً للفن والغناء الجميل أغنية الربيع للموسيقار الراحل فريد الأطرش ما زالت حتى الآن هى أفضل أغنية عبرت عن الربيع. هذه الأغنية عمرها حالياً 68 عاماً، حيث غناها فريد لأول مرة عام 1949 من خلال فيلم «عفريتة هانم» وهى من كلمات الشاعر الكبير الراحل مأمون الشناوى التى كتبها لتغنيها كوكب الشرق، لكنها رفضت أن تغينها إلا بعد تغيير بعض الكلمات. رفض مأمون وأعطاها لفريد لتكون من أقوى العلامات فى حياته الغنائية. غناها «فريد» عدة مرات وأدخل عليها توزيعات جديدة وخاصة عندما غناها فى ليلة عيد الربيع يوم 26 أبريل 1970. ومن الأغانى الأخرى التى عبرت عن الربيع «الدنيا ربيع» للسندريلا الراحلة سعاد حسنى، التى غنتها 1974، و«لغة الزهور» لأم كلثوم، و«يا ورد مين يشتريك» لمحمد عبدالوهاب. حفلات الربيع التى كان يحييها العندليب الراحل عبدالحليم حافظ ما زالت فى وجدان الملايين، حيث كان العندليب معتاداً أن يغنى أغنية جديدة فى ليلة شم النسيم، وتمثل ذكرى حقيقية للفن الجميل. أبدع «حليم» فى ليالى عيد الربيع العديد من الروائع الغنائية منها «زى الهوى» و«موعود» و«رسالة من تحت الماء»، و«حاول تفتكرنى»، و«نبتدى منين الحكاية» وأخيراً «قارئة الفنجان» التى غناها مساء الأحد 25 أبريل 1976 بنادى الترسانة، وهى أطول الحفلات فى تاريخ العندليب، حيث غنى «قارئة الفنجان» على مدى 160 دقيقة، ثم غنى فى الوصلة الثانية أغنيات: «أهواك» و«توبة» و«أبوعيون جريئة»، و«فى يوم من الأيام» حتى السادسة صباحاً، وبعد أكثر من 40 عاماً ما زلنا نعيش فى ليلة عيد الربيع على هذه الروائع وما زالت حفلات فريد وعبدالحليم تسكن وجدان الملايين.