شهدت البلدان العربية فى إطار أولى تجاربها الديمقراطية، صعودا ملحوظا من جانب التيارات الإسلامية فى دول ثورات الربيع العربى وتعالت الأصوات ما بين مؤيد ومعارض. فى تونس تصدرت حركة النهضة الإسلامية المشهد، وفى مصر حصد حزبى النور والحرية والعدالة غالبية مقاعد البرلمان، وكذلك الحال لحزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامى المعتدل فى المغرب. وفى ليبيا يأتى الجهادى السابق وأحد مؤسسى "الجماعة الليبية المقاتلة" عبد الحكيم بلحاج، كأبرز المسئولين والقادة الحاليين بعد نظام القذافى. ويطرح هذا الصعود لتيار الإسلام السياسى العديد من التساؤلات حول هوية المنطقة فى المستقبل، وهل ينذر هذا بذوبان المنطة العربية فى الإطار الإسلامى الأوسع، وتراجع الهوية العربية لصالح تلك الاسلامية، ومدى تأثير ذلك على علاقات التحالف وتوازنات القوى فى المنطقة. فى هذا الإطار ينظم المركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية ندوة بعنوان "مستقبل النظام العربى فى ضوء الثورات الشعبية وصعود قوى سياسية جديدة "، وذلك يوم الأربعاء المقبل بمقر المركز الدولى. تتناول الندوة عددا من المحاور حول توجهات القوى الإسلامية فيما يتعلق بالهوية العربية، ورؤيتها لإعادة ترتيب الإقليم، وتداعيات هذه التوجهات على الترتيبات الإقليمية وخريطة التحالفات فى المنطقة. ومن المقرر أن يشارك فى المؤتمر عدد من الخبراء والمتخصصين من بينهم الباحث والمفكر الإسلامى الدكتور كمال حبيب، و السفير خالد الهباس مستشار الأمين العام ومدير إدارة آسيا بجامعة الدول العربية، والدكتور مصطفى اللباد مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية.