متى تعود السياحة الروسية إلى القاهرة؟

لا يزال موقف عودة السياحة الروسية إلى القاهرة غامضًا حتى الآن، منذ أن توقفت في 31 أكتوبر 2015، بعد حادث سقوط الطائرة الروسية، التي كانت طريقها من مدينة شرم الشيخ إلى سان بطرسبورج وعلى متنها 224 شخصًا ماتوا جميعًا.
وبين الحين والآخر، تخرج تصريحات من موسكو حول اقتراب موعد استئناف رحلاتهم إلى مصر بعد اتخاذ بعض الإجراءات وهو ما لا يتحقق في النهاية، وآخرها ما قاله وزير النقل الروسى مكسيم سوكولوف، بالأمس، عن أن خبراء أمن الطيران الروس سيتفقدون المطارات المصرية مرة واحدة أخرى على الأقل قبل استئناف الطيران إلى القاهرة.
وكان وزير النقل الروسي قد أعلن فى وقت سابق، أن مصر وافقت على اتفاقية أمن الطيران التي من المفترض أن يتم توقيعها بين موسكو والقاهرة، لكن لم يتم تحديد وقت ومكان توقيع الاتفاق.
وفي هذا السياق، رصدت "بوابة الوفد" تعليقات الخبراء والعاملين في مجال السياحة على تصريحات وزير النقل الروسي الأخيرة، وتوقعاتهم بشأن عودة السياحة الروسية لمصر، في ظل التصريحات المتتابعة التي لا يتبعها أى تحرك على أرض الواقع، خلال هذا التقرير.
رأى باسم حلقة، نقيب السياحيين، أن تصريحات وزير النقل الروسي، يأتي في إطار سلسلة من المماطلة من جانب موسكو لعودة السياحة الروسية لمصر، خاصة أن القاهرة انتهت من كل المطالب الأمنية التي اشترطتها، عقب سقوط الطائرة.
وأكد أن عودة السياحة واستئناف الرحلات يتوقف على توفر الإرادة والرغبة الروسية لمواصلتها، مشيرًا إلى أن هناك ضغوطا داخلية على موسكو لاستئناف الطيران إلى مصر، لأن قرارها هذا يؤثر سلبيًا على منظمي الرحلات هناك.
وأضاف "حلقة" أن قرار استئناف الرحلات من عدمه من قبل روسيا ليس له علاقة بالسياحة ولكنه مرتبط بمقايضة سياسية على الأغلب، وفي كل الأحوال فإن مصر مستعدة لاستقبال الرحلات فور اتخاذهم قرارًا بذلك، مستبعدًا عودتها في القريب العاجل.
واعتبر معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين السابق، أن تتابع التصريحات الروسية حول هذا الأمر أصبحت مملة للغاية، وأن ارجائها لاستئناف الرحلات تعدت مرحلة المماطلة ووصلت إلى درجة عدم الاحترام والتقدير للدولة المصرية.
واستنكر عدم عودة السياح الروس إلى القاهرة حتى الآن، قائلًا: "الموضوع زي لعب العيال، بقالهم سنة ونصف في تصريحات من هذا القبيل دون جدوى، وبالتالي وصل إلى مرحلة سخيفة".
وتوقع عماري عبد العظيم، رئيس شعبة شركات السياحة والطيران بالغرفة التجارية، عودة واستئناف الرحلات الروسية من مطار القاهرة بداية من شهر أبريل المقبل، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة ألا تعول مصر على السياحة الروسية فحسب، بل البحث عن البديل واستقطاب سياح من دول أخرى.
وجدير بالذكر أن السياحة الروسية تعد مصدرًا مهمًا لدعم موارد مصر من العملة الصعبة، حيث يتراوح إنفاق السائح الروسي ما بين 55 و60 دولارا في الليلة، كما أنها تمثل 50% من إجمالي السياحة الوافدة إلى مصر.
ويشار إلى أنه في عام 2014، حقق السياح الروس 2.5 مليار دولار إيرادات لمصر العام من أصل 7.3 مليار دولار حققها قطاع السياحة ككل خلال العام نفسه، وفقًا لبيانات لوزارة السياحة.
وتتركز السياحة الروسية الوافدة إلى مصر في زيارة المناطق الساحلية على شاطئ البحر الأحمر وجنوب سيناء، حيث تتصدر محافظة البحر الأحمر عدد الليالي السياحية بالنسبة للسياح الروس، إذ تستحوذ على 52%، وتليها منطقة جنوب سيناء 47%.