أثار منطوق حكم محكمة القضاء الإداري في قضية اتحاد الكرة ارتباكًا ولغطًا حول مصير الاتحاد، وهل هو مستمر في عمله من عدمه. كانت المحكمة أصدرت حكمًا في الشق المستعجل بإلغاء القرار السلبي لوزير الرياضة بإعلان نتيجة الانتخابات الأخيرة، مع إحالة الشق الموضوعي لهيئة المفوضين. وعقب القرار صدر العديد من التصريحات من جانب الجبهات المتصارعة والمسئولة، والبداية مع أصحاب الدعوى الذين أكدوا عدم شرعية الاتحاد فور النطق بالحكم، واعتباره غير موجود، مع التأكيد على أن الاستشكال في الحكم لا يوقف تنفيذه. وفي وزارة الرياضة جاءت تصريحات الوزير، رغم مباشرتها ووضوحها اللفظي، إلا أنها تحمل اجتهادات عدة أهمها أن الوزير سوف ينتظر وصول حيثيات الحكم، وبالتالي سوف يستغرق الأمر وقتًا طويلًا، لأن الحكم لم يصدر بمسودة وبالتالي فإنه ينتظر دوره في النسخ والإرسال، وهي مدة قد لا تقل عن أسبوع، وبالتالي يكون اتحاد الكرة تقدم بالاستشكال على الشق المستعجل، ثم اللجوء للإدارية العليا في الوقت نفسه تخوفًا لعدم قبول الاستشكال، وبالتالي فإن الوزير لم يكذب حين أكد أنه سيحترم أحكام القضاء. وفي الجبلاية أكدت الشئون القانونية عدم صحة ما أطلقه أصحاب الدعوى من عدم أحقية الجبلاية في الاستشكال واعتبار المجلس الحالي غير موجود، مؤكدين حق الاتحاد في الاستشكال ووقف الحكم، خصوصًا أنه صادر من دون مسودة. وأكد الاتحاد أن الحكم الصادر لا يلغي وجود المجلس، بل إن المجلس مستمر في عمله بصورة قانونية، وأن النزاع القضائي مستمر لوقت طويل، مع الإشارة إلى صعوبة الاعتماد على قرار محكمة لحل الاتحاد، لأن هذا يعني صدامًا مع الاتحاد الدولي وهو أمر آخر له تأثير كبير على سير الأمور في المرحلة المقبلة. أكدت الشئون القانونية للجبلاية أن الحكم الصادر ببطلان المجلس الحالي بسبب وجود عوار في دعوة الجمعية العمومية للانعقاد، بدعوى أن المدير التنفيذي هو الذى دعا لعقد الجمعية العمومية، وليس أعضاء الجمعية العمومية، على رغم أن الكثيرين لا يعلمون أن اللائحة تغيرت، وأكدت المادة 30 منها أحقية المدير التنفيذي في دعوة الجمعية العمومية خلال ثلاثة أشهر. أما موقف حازم وسحر الهواري عضوي المجلس، والخاص بالإفلاس، فقد صدر حكم غيابي لصالحهما من قبل. وجاء قرار الحل قبل ساعات قليلة من سفر ثلاثي أعضاء اتحاد الكرة حازم الهواري ومجدي عبدالغني وأحمد مجاهد، مساء أمس، إلى أثيوبيا لمؤازرة هاني أبوريدة في انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي«الكاف» التي ستجرى الخميس المقبل. وأكد حازم الهواري عدم تأثر موقف «أبوريدة» في الانتخابات بقرار المحكمة، وأن الصراع القائم في الوقت الحالي بعيد تمامًا عن الاتحاد وأزمته بل مرتبط بأمر آخر وهو أزمة عيسى حياتو مع منى الجرف، رئيس جهاز حماية المنافسة، ومنع الممارسات الاحتكارية، التي استعجلت في إعلان الصدام مع الاتحاد الأفريقي. قال مجدي عبدالغني، عضو مجلس الجبلاية، إنه ليس ذنب أعضاء المجلس أن يوجد عوار في دعوة الجمعية العمومية، مشيرًا إلى أن ما يحدث يضر كثيرًا بالكرة المصرية قبل مرحلة مهمة من خوض تصفيات كأس العالم، ومطالبًا بوضع حد لهذه المهازل التي تشعل الأجواء وتعكر الصفو ومسار الكرة المصرية. ونفى «عبدالغني» أن يكون لتأثير الحل انعكاس على نتيجة انتخابات هاني أبوريدة في عضوية المكتب التنفيذي. من جانبه طالب عمر هريدي، المرشح السابق لانتخابات اتحاد الكرة، وصاحب دعوى الحل، خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، بتنفيذ حكم المحكمة، مشيرًا إلى أن القرارات التي سيتخذها اتحاد الكرة مستقبلًا غير واجبة التنفيذ لعدم قانونيته.