مازالت لعبة الكراسى الموسيقى تسيطر على الدورى الإسبانى، وصراع الغريمين التقليديين ريال مدريدوبرشلونة على صدارة الليجا، بعد الجولة الرابعة والعشرين من المسابقة والتى شهدت أحداثًا مثيرة انتهت بسيطرة الملكى على القمة من جديد ولم يهنأ ميسى ورفاقه بالصدارة لأكثر من ساعتين. ورغم الفوز المميز الذى حققه البارسا على حساب مضيفه العنيد أتلتيكو مدريد بنتيجة 2-1، إلا أن وصول برشلونة للنقطة 54 حافظ له على الصدارة لمدة ساعتين فقط، حيث عاد ريال مدريد من بعيد بعد أن كان مهزوماً بهدفين نظيفين ليحول الثلاثى جاريث بيل ورونالدو وألفارو موراتا الهزيمة إلى فوز ويمحى آثار الهزيمة الأخيرة أمام فالنسيا الأسبوع الماضى. كلمة السر فى فوز الريال كانت التغييرات الناجحة لمدربه الفرنسى زين الدين زيدان، الذى تفوق على نفسه، وعلى نظيره فران إسكريبا، مدرب فياريال، ونجح فى تصحيح الأخطاء بتبديلات مؤثرة جاءت فى أوقات مثالية، ليعود الميرنجى من جديد بعد تأخره بهدفين نظيفين. ورغم الفوز إلا أن جماهير المارينجى مازالت قلقة كثيرًا على مستقبل الفريق خاصة أن مازال أمامه 14 مباراة نحو استعاد لقب الليجا، وفى ظل هذا المستوى المتقلب لن يكون الأمر سهلًا بوجود منافس شرس بحجم برشلونة. وعانى ريال أمام ريال مدريد من أزمة فى عمق دفاعه وتراخٍ كبير من سيرجيو راموس لولا تدخل المخضرم بيبى وإنقاذ الموقف كذلك سوء الحظ الذى واجه مهاجمي الغواصات الصفراء، أيضًا غياب فاعلية رأس الحربة وتحديدًا كريم بنزيمة الذى ظهر بمستوى سيئ ليفتح الباب أمام ألفارو موراتا ليحل مكانه فى المباريات المقبلة خاصة أنه أنقذ ال«ميرينجي» فى الوقت القاتل. وأشاد زيدان عبر صحيفة «ماركا» الإسبانية بلاعبيه إيسكو وموراتا اللذين شاركا كبديلين فى المباراة وقال: «من المؤكد أنهام يستحقان المزيد من الدقائق، لقد قاما بتغيير اللعبة اليوم لكننا سوف نحتاج جميع اللاعبين». وأضاف: «عندما كانت النتيجة 2-0 كان يجب أن نغير شيئًا فى المباراة، لذا قمت بإشراك إيسكو بدلًا من كاسيميرو، لقد لعبنا النصف الثانى من المباراة ونحن فى الهجوم، كان علينا أن نتحلى بالصبر، والتغييرات قامت بتغيير مجرى المباراة، كان مهمًا هذا الفوز لمواصلة الصدارة». وعن ركلة الجزاء المشكوك بصحتها والتى احتسبت لريال مدريد قال: «اللاعبون قالوا إنها ركلة جزاء، أنا لم أرها لكننى سمعت صافرة الحكم، فى نهاية المطاف نحن سعداء بالفوز والحصول على النقاط الثلاث». واختتم عن المهاجم ألفارو موراتا، وقال: «لم أقل له الكثير من التفاصيل التكتيكية، لقد كان يملك تركيزًا كبيرًا وحاول أن يعمل بكل ما لديه». فى المقابل، الأمور تسير على ما يرام فى برشلونة فليس هناك جديد فى الفوز على أتليتكو مدريد فى ال«فيسنتى كالديرون»، ومازالت عقدة الأرجنتينى دييجو سيميونى، المدير الفنى لأتلتيكو مدريد قائمة أمام برشلونة قائمة للمباراة ال20 على التوالى دون أن يحقق الفوز على ميسى ورفاقه. وفى المباراة رقم 300 للأرجنتينى سيميونى مع أتلتيكو مدريد، كان للبرغوث الأرجنتينى ميسى رأي آخر، واستمر فى إحباط جماهير الروخو بلانكوس «فريسته المفضلة» على ملعبهم الذى اعتاد التألق فيه، حيث رفع ميسى رصيده من الأهداف فى شباك أتلتيكو إلى 22 هدفا فى الدورى، سجل منهم 13 هدفا فى ملعب «فيسنتى كالديرون»، أى أكثر من الأهداف التى سجلها على أى ملعب آخر. وقال لويس إنريكى، المدير الفنى لبرشلونة فى تصريحات لصحيفة «أس» الإسبانية: «لقد كان انتصارا بشق الأنفس، الشوط الأول كلفنا الكثير، فى الشوط الثانى لم يكونوا قادرين على التقدم، واستغلينا هذه الفرصة وأحرزنا مزيدًا من الضغط والتقدم، وفى النهاية احتفلنا بالفوز وعززنا الروح المعنوية للاعبين». فى المقابل، نعى سيميونى حظه قائلًا: «للأسف ما حدث اليوم أمر معتاد، لقد خسرنا بهدفين لهدف، نحن نلعب بتنافسية عالية جدًا، فى كل مباراة بالدورى أمام برشلونة أظهرنا أننا نستحق الفوز لكننا لا نفوز فى النهاية، نحن لا نستحق الخسارة، كان واضحا أن من سيخطئ سيخسر، لم نتمكن من تشتيت كرة واستغلوها للفوز».