كثيرًا ما تحدث الخلافات بين الزوجين، ولكنها سرعان ما تزول وتعود الحياة إلى مجاريها، ولكن هناك نساء لا يصبرن على ذلك، فيسارعن بالذهاب إلى السحرة؛ ليضمن لهن سحرًا يحببهن إلى أزواجهن؛ فيطلب الساحر منها أثرًا من آثار زوجها ولكن الزوجة هنا ليست من أقامت السحر لزوجها ولكنها ضحية أعمال السحر والشعوذة التى دمرت حياتها وجننتها على حد قولها. ذهبت منى ذات ال36 عاماً مرتدية عباءة سوداء فضفاضة تخفى بطنها المنتفخ بجنين قادم للحياة، وتحيط عينيها المنهكتين بخط أسود رفيع، أمام أعضاء مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة بزنانيرى، تطلب بصوت واهن الخلع بعد زواج لم يستمر إلا ل3 أشهر بسبب رفض زوجها ترك بيتهما المسكون بالجن كما تدعى. «سامحها الله طليقة زوجى هى من دمرت حياتى بأعمالها السفلية» هكذا استهلت الزوجة حكايتها، وبكلمات متلعثمة تتابع: «نعم هى من قلبت دنيتى رأساً على عقب، وبسبب عملها الشيطانى جافى النوم عيونى وهاجمتنى الكوابيس، وبدأت أرى طيفاً أسود باهت الملامح، وأسمع أصواتاً غريبة، ولم أعد أتحمل أن يقترب زوجى منى، أو أن أمكث فى بيتى دقيقة، رغم أننى لم أؤذها يومًا وقبلت أن أربى صغيرتها بعد أن تركتها لوالدها، لكن كفاك الله كيد الدجالات سيدى القاضى تعبت وأصبت بنوع من الوسواس، وكنت لا أفكر ولا أتكلم إلا عن الموت والقبر وقرأت كل كتب الموت والقبر وكنت أشعر بأننى على وشك أن الموت فى أى لحظة وكنت حينما أفيق من النوم أشكر الله أصابنى المرض، ومهما تناولت من الأدوية، الألم لا ينتهى، وفى لحظة بدأت أشعر ببرودة تطلع معى من أسفل الرأس وأفقد الوعى، ولا أعرف كيف ولا متى أفقت، وذلك حدث لى مرات عديدة وذهبت للأطباء الأعصاب وأطباء القلب وعملوا لى كل الفحوصات وقالوا إننى سليمة من كل شىء ولكن قالوا إن ما يحصل لى شىء غير عادى. رويت لزوجى ما أراه، واستعنا بالمشايخ والمقرئين، لكن دون جدوى، فطلبت منه أن نترك البيت وتنقل لآخر لعل وعسى يتبدل الحال، فرفض زوجى ووبخنى، حاولت إقناعه ولكنه استمر فى عناده، فحملت أغراضى ورحلت عنه، وقررت الخلاص من تلك الحياة قبل أن أصاب بالجنون، ومنذ أن تركت هذا البيت اللعين، وأنا لا أرى مثل هذه الخيالات، قد أكون أخطأت عندما تزوجت برجل يكبرنى بأكثر من 20 عاماً، ومطلق ولديه أطفال، لكن تقدمى فى السن جعلنى أقبل بأى رجل، حتى أهرب من شبح العنوسة وألحق بقطار الزواج أدخل الفرحة السعادة إلى أسرتى التى يئست من أن أتزوج فى يوم من الأيام، ولكن ليتنى لم أتسرع وبقيت عانسة.. ولكن لا مفر من القدر سأعود مرة أخرى إلى أسرتى، ولكن هذه المرة أحمل لقب مطلقة، ولكن ربما يكون هذا أفضل من أصحاب الجنون.. هذا قدرى..