أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي امتلاكه قائمة اغتيالات تخص الكثير من الشخصيات الدينية في الوطن العربي، محرضًا على تنفيذ عمليات اغتيال لعلماء الدين الإسلامي في الدول الإسلامية كافة، خلال فيديو له على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب". واختص المتحدث في مقطع الفيديو مصر تحديدًا، مهددًا علماء الدين المصريين على رأسهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والمفتي السابق الدكتور على جمعة، والداعية محمد حسان، مستعرضًا قائمة لأبرز علماء ودعاة الإسلام الذين وضعهم على قوائم الاغتيال. وحث التنظيم أنصاره على اغتيال هؤلاء العلماء الذين يتركز أغلبهم في مصر ودول الخليج العربي بدعوى أنهم شركاء فيما أسماه "الحرب الصليبية" ضد التنظيم، متهمًا إياهم بمناصرة الطواغيت والتواطؤ مع الكفار، خلال الفيديو الذي تم بثه تحت عنوان "فقاتلوا أئمة الكفر". ودعا "داعش" في إصداره الذي تضمن مشاهد فيلمية وتصريحات ومواقف لأغلب هؤلاء العلماء، ممن اسماهم "الأسود المنفردة" في مصر والشام وخرسان وأفريقيا والقوقاز وجزيرة العرب ومغرب الإسلام وغرب أفريقيا وأوروبا وكل الأمكنة إلى تنفيذ مهمة الاغتيالات. وقال المتحدث في الفيديو: "شرهم لا ينتهي إلا بقتلهم، وجنود الخلافة اليوم يواجهون حروبًا صليبية واجعلوا قتلهم على سلّم أولوياتكم ولا تأخذكم بهم رحمة فهم خدم أوفياء لدى التحالف الصليبي". وكان من بين الأسماء التي تناولها الإصدار بالهجوم وعرضت صورهم في معرض الانتقاد والهجوم، أحمد الطيب شيخ الأزهر، والشيخ على جمعة مفتي البلاد الأسبق، والداعية السلفي الشيخ محمد حسان، والداعية عمرو عبدالكافي، والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، ومحمد العريفي، وعائض القرني، وسعد البريك، وصالح المغامسي، وسعد الشثري، وناصر العمر، وعبدالعزيز الفوزان، وعلل المالكي، ويوسف القرضاوي". من جانبه أدان الأزهر تلك التصريحات، في بيان له مؤكدًا أنها تصريحات غير مسؤلة من جهة إرهابية ترتكب جرائم لا تمت للاسلام بصلة، وأن استهداف وقتل العلماء كبيرة من الكبائر التي لاتمت للإسلام بصلة، والاسلام بريء منها. وشدد البيان على أن هذه التهديدات التي خرج بها التنظيم تنم عن نهجه وفكره الإرهابي، ولن يستطيع فعل أي شيء منها، مؤكدًا أن استهداف العلماء وقتلهم كبيرة من الكبائر، وأن الاسلام بريء من هذه الاعمال الارهابية، وأن التنظيم الإرهابي في طريقه للانتهاء. ويقول الشيخ عبد العزيز النجار، عضو مجمع الإسلامي، إن تنظيم داعش لا يوجد لديه أي نية طيبة تجاه شيوخ الأزهر خاصة بعد نشرهم فيديو على موقع اليوتيوب يهدد شيوخ الأزهر بالاغتيال، لافتًا إلى أن ذلك الكره نابع لدعوة العلماء للشباب بالاعتدال والوسطية وتقبل الرأي الآخر، علاوة على تجفيف منابع الفكر المتشدد والمنحرف. وأضاف النجار فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" ، أن داعش تسير على نهج "اللي مش معانا يبقى ضدنا"، مشيرًا إلى أن نشر هذا فيديو بغرض ترهيب شيوخ الأزهر حتى يتخلل لنفوسهم التوتر والابتعاد عن تصحيح المفاهيم لدى الشباب. ويؤكد سامح عيد، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن الفيديو له ثلاثة أهداف، وهي إرهاق الاجهزة الأمنية التي ستضطر إلى زيادة تأمين تلك الرموز الدينية لربما يكون التنظيم جاد في تهديده، وأيضًا تخويف الشيوخ والرموز التي طالما قامت بمهاجمتهم ووصفتهم بخوارج وإدارجهتم على قوائم الإرهاب. ويضيف: "وربما يكون الهدف هو استجابة أحد الذئاب المنفردة التي يناشدها التنظيم، ويقوم بتنفيذ العملية بالفعل، لكونه يكن نوعًا من الولاء النفسي والعاطفي للتنظيم، ولا سيما أن استهداف الشيوخ ليس عملية صعبة، لأنهم يتحركون بأريحية في معظم الأماكن، خاصة الذين كانوا في مناصب سابقة، وليسوا مثل القيادات العسكرية أو الأمنية". وأوضح في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن تنظيم داعش يتلقى ضربات قاسية خلال الفترة الأخيرة في كل بلاد العالم، وكل التوقعات تؤكد أنه اقترب من النهاية خلال آواخر العام الحالي، لافتًا إلى أن الكيان الداعشي انتهى بالفعل رغم أن معاركه مستمرة لفترة من الوقت، ما يدفعه للهجوم الإعلامي، ومحاولة توسيع فكرة الانتقام فقط. ومن جانبه، يضيف هشام النجار، الباحث في الشؤون الإسلامية، أن داعش له مرجعيات كثيرة تحدد عمليات القتل والذبح والخروج على الدول وحمل السلاح تبيح له الدماء تحت أي بند وحجة، مشيرًا إلى أن هؤلاء العلماء يعتبرون عقبة في طريق التنظيم، بسبب قيامهم بعمليات الرد على الفكر الداعشي وتفنيد حججه وأفكاره المغلوطة وتجديد الخطاب الديني. وأوضح أن ذلك الأمر يؤثر على جماهيرية التنظيم على أرض الواقع، مشددًا على ضرورة تشديد التأمين على تلك الرموز؛ لأن البيان يعتبر بمثابة فتوى للخلايا النائمة للبدء في عمليات الاغيتال، ومن الممكن أن تحدث بالفعل، لأنها ليست مجرد تهديد ولكن رسالة للأعضاء النائيمن للتنفيذ الفوري.