اقتربت النهاية.. وبالحسابات القانونية لم يتبق سوى أيام معدودات وتحجز قضية القرن للحكم.. القضية التى هزت أركان مصر.. المتهم فيها الرئيس المخلوع ونجلاه ووزير داخليته ومساعدوه الستة.. أيام معدودات ويتحدد مصير ذاك الرجل الذى دمر بلدًا من أعرق وأجمل البلدان.. الذى حول غالبية الشعب إلى مرضى.. وفقراء يستجدون المعونات من القاصى والدانى.. وشوارعنا تشهد على ذلك بعد أن امتلأت بالمتسولين من جميع الأعمار وعواجيز.. أطفال.. سيدات.. شباب.. معوقين.. أيام ويصدر الحكم العادل علي هذا الشيطان الذى جعلنا نأخذ المراكز الأولى فى كل ما هو مخز ومحزن فى الفقر.. فى المرض.. فى السرقة.. فى النهب فى الاختلاس.. فى أطفال الشوارع فى العنوسة.. فى البطالة.. فى كل هذا احتلت مصر المركز الأول وتنحت عنه فى كل ما هو مشرف.. كل هذا بفضل هذا المخلوع وبطانته ولصوصه وولديه وزوجته أولئك الذين تصوروا أن بلد الفراعنة مجرد وسية وأن شبعها مجرد تراث يورث وسعوا من أجل ذلك وصور لهم غباؤهم أننا رضينا بما يفعلون ولم يعوا أن شباب مصر وشعبها العملاقين يعدان العدة لوضع نهاية لهذا الهزل الذى استمر ثلاثين عامًا عجافًا.. مجرد أيام ولكنها طويلة فنحن متعطشون لنرى ونسمع النطق بهذا الحكم التاريخى.. حكم القرن وكل القرون السابقة والآتية مشتاقون لنرى نهاية هذا الشيطان المستبد كما وصفه ممثل النائب العام ونهاية العادلى الذى قتل وسحل وعذب وتصور أن لانهاية لما يفعله.. كلنا أمل ورجاء أن يكون الحكم رادعًا شافيًا لغليل 90 مليون مصري.. فهذا الحكم المنتظر سيكون بداية النهاية لثلاثة عقود من أسوأ أيام مصرنا الحبيبة.. نهاية الظلم والاستبداد هذا الحكم سيقطع الطريق والأمل علي كثيرين من فلول ذاك النظام الذين مازالوا يتشبثون بالعودة إلي ما كانوا عليه.. هذا الحكم الذى ننتظره كمولود طال انتظاره.. كفارس طال غيابه وسيعود لنا بالنصر المبين.. إنه سيغير وجه مصر ويضعها فى مصاف الدول المتقدمة وهى التي طبقت القانون والمحاكمة العادلة علي رأس نظامها الذى طغى فى الأرض فنال العقاب الذى يستحقه هو وزبانيته. وسيبنى عليه مستقبل مصر ويكون عبرة لكل طامع فى حكم المحروسة. ** هذا الحكم سيجعل من عامنا هذا عامًا مشهودًا كسابقه الذى شهد أعظم الثورات، فليته يأتي كما نحلم ونتمنى ولأن القضاء ليس له الأدلة والبراهين ولأن النيابة العامة قدمت كل ما يدين هؤلاء بتهم يصل مرتكبوها إلي حبل المشنقة لا جدال فهم قتلوا وأصابوا المئات ناهيك.. عن الفساد وتخريب دولة بأكملها.. هذا ما يجعلنا نأمل أن يكون الحكم رادعًا.. وأيا كان هذا الحكم فإنه أصبح قبل ان ينطق به الحلم.. وشاهد العالم بأثره مبارك ولصوصه فى هذا المشهد الرهيب الذى يندى الجبين، ولأن النهاية اقتربت وباتت أيامًا معدودات فليس علينا إلا الانتظار لنرى ما ينتهى ولنحتفل بثورتنا الاحتفال الذى يليق بها وبنا.. وإنا لمنتظرون.