ربما لم يتبادر إلى ذهن "عبدالمحسن محمد على"، الذى أفنى من عمره 34 شهرًا بين جدران الزنازين، أنه سيخرج لمعانقة نسائم الحرية يومًا ما، بعدما تم إطلاق سراحه، اليوم الأحد، عقب سداد مديونيته، التى كان حُكم عليه بسببها بالسجن لمدة 18 عامًا كاملًا. فعلى بعد أمتار قليلة من بوابة سجن طرة، يسرد الرجل الخمسينى من العمر، وقائع معاناته، التى تعود لما بعد اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير. وقال: "كنت شريكًا مع أحد الأشخاص ولظروف البلد خسرت، فرفع عليّ قضية إيصالات أمانة، ولكن الحكومة وقفت جنبى وبأشكرها، لأنها رأفت بيا وبأطفالى وبيتى اللى اتخرب، قضيت 34 شهرًا محبوسًا، ولادى شافوا فيهم اللى ماحدش شافه، وبشكر كل من أسهم فى خروجنا، وأشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى". واستطرد: "كنت شغال فى مجال المحاجر، وكنت بورد بضاعة، ولما قامت الثورة الفلوس ضاعت عليا، وكان فيه شركات مش قادرة تدفع، وكان ليا فلوس فى السوق ماعرفتش أعوضها، وشريكى "الله يسامحه" كان مفروض يشيل معايا فى الخسارة، لكنه افترى عليا، لكن ربنا كبير". وعن الفترة التى قضاها فى السجن، قال: "كنت ألاقى معاملة حسنة بالسجن، طوال ال34 شهرًا الماضية، وماحدش غلط فيا أو عاملنى بإساءة". ليختتم موجهًا حديثه للرئيس عبدالفتاح السيسى: "هو قال فى خطاب سابق من خطاباته إن الشعب المصرى لم يجد من يحنو عليه، وأنا أقول له انت حنيت على ناس كتير، كان فيه قبله ناس بتدعى الديمقراطية وأنهم متدينين، لكنهم مافكروش يوم من الأيام يخرجوا مسجون من الغارمين، بشكر كل من ساهم فى فك ضيقة المساجين". كان عدد من الغارمين والغارمات، تم إطلاق سراحهم اليوم من سجن طرة، بعد سداد ديونهم التى كانوا محبوسين على أثرها، فى إطار تفعيل وزارة الداخلية للمبادرات الإنسانية والاجتماعية.