«مصر ملجأ الأنبياء على مدار التاريخ»، فهي الأرض التي باركها الله بذكرها فى الإنجيل: «مبارك شعبى مصر»، كما جاء ذكرها في القرآن: «ادخلوها بسلام آمنين» بتلك الكلمات افتتح الأنبا «أرميا» الأسقف العام رئيس المركز الثقافي الأرثوذكسي، الأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية. وأضاف: مصر هي الوطن الذي نجتمع جميعًا على حبه، وحينما نتذكر النيل والأهرامات نرى الوطن بمثابة لوحة فنية مرسومة فى أذهان المصريين، مقتبسًا مقولة البابا الراحل شنودة الثالث «مصر ليست وطناً نعيش فيه، ولكنها وطن يعيش فينا». جاء ذلك خلال فعاليات الندوة التثقيفية، بعنوان: «في حب مصر» والتى تأتى ضمن سلسلة الندوات التثقيفية التى أطلقتها جامعة عين شمس بالتعاون مع المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي وبيت العائلة المصرية والهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن فعاليات معرض القاهرة للكتاب الثامن والأربعين تحت شعار «الشباب وثقافة المستقبل». ومن جهته، أكد الدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، ومنسق عام بيت العائلة المصرية، أن جميع القائمين على بيت العائلة المصرية يبذلون قصارى جهدهم، من أجل بلورة القضية الوطنية، مضيفًا أن كلمة في حب مصر تتجلى في عبقرية الزمان والمكان والحضارة، وأن الانتماء يمثل دوائر متعددة ومتشابكة، فالانتماء للدين جزء لا يتجزأ من الانتماء للوطن. وأضاف أنه عند النظر إلى معالم الدول التي تمر بحروب وكوارث وما خلفه ذلك من تدمير وخراب نعرف قيمة الوطن، ولكن حب الوطن يقتضي العطاء رغم الظروف التي يمر بها الوطن من أزمات اقتصادية، خاصة أن حكمة التاريخ تقول إن هذه الحال لن تدوم، فالأزمات لن تدوم وكذلك الرخاء لن يدوم. وقال الدكتور نظمي عبدالحميد، نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ضرورة اتخاذ العمل بإخلاص منهجًا لعبور الأزمات التى تواجه مصرنا وتنحية اختلافاتنا العقائدية والمذهبية جانبًا، مشيرًا إلى أن مصر منذ قديم الأزل حباها الله بقدرتها على جمع مختلف الثقافات والديانات على أرضها تحت راية وطن واحد قوى ومتماسك. وفى لافتة، تؤكد ترابط النسيج الوطني بين المسيحيين والمسلمين، قام الأنبا «أرميا» والدكتور محيي الدين عفيفي بخلع العمامة، ووضعاها جنبًا إلى جنب لكى ترسم بها ألوان علم مصر، وجاء ذلك عندما وُجه لهما سؤال عن ماهية ألوان علم مصر. وفي ختام الندوة، تم عرض فيلم تسجيلي آخر من إخراج الفنان طارق دسوقي بيّن من خلاله تاريخ الوحدة بين المسلمين والأقباط منذ قديم الزمن، مرورا بثورة 1919 وثورة يوليو و25 يناير وأخير ثورة 30 يونية والعمليات الإرهابية التي تشهدها مصر والتى تستهدف قهر عزيمة المصريين وزرع الفتنة بينهم مع كلمة متميزة له عن مصر وأهميتها فى الكتب المقدسة مستشهداً بآيات من الكتاب المقدس والقرآن الكريم.