تتعرض الولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل يومي، لموجات عاتية من الانتقاد، على يد رئيسها الجديد "دونالد ترامب"، الذي دفعها لتكون محط هجوم دول العالم؛ بسبب قراراته المثيرة للجدل والغضب أحيانًا، حتى بدا أن واشنطن لن يمر عليها كثيرًا وتكون قد فقدت أهم حلفائها. خلال 30 يومًا، وتحديدًا منذ تنصيب "ترامب" رئيسًا لأمريكا مطلع الشهر الجاري، اتخذ الأخير قرارات عدة كان قد توعد بها قبل توليه المنصب وبدأ في تنفيذها سريعًا، جلبت على بلاده الانتقاد الواسع، لجرأتها ومعاداتها للكثير من دول العالم "حظر اللاجئين" وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي صدح كثيرًا بضرورة وضع سياسة جديدة تحد من تدفق اللاجئين من أنحاء العالم إلى بلاده وقتما كان مرشحًا رئاسيًا، إلا أن قراره بحظر اللاجئين السوريين من دخول أمريكا، واجه موجه غضب عاتية وأحدث صدمة للكثير من دول العالم. فأصدرت السلطات الأمريكية قرارًا بمنع اللاجئين بشكل كامل من دخول واشنطن، حتى أولئك المسافرين الذين يحملون تأشيرات صالحة، وعبر "ترامب" عن تأييده للقرار من خلال تغريدة له على موقع "تويتر" قال فيها: "بلدنا يحتاج الآن إلى حدود قوية وآليات صارمة متعلقة بفحص الهويات". وأضاف: "أنا أضع إجراءات تدقيق جديدة لمنع الإرهابيين الإسلاميين الراديكاليين من دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية، نريد ألا يدخل بلدنا سوى من يدعم بلدنا ويحب شعبنا". وأعلن البيت الأبيض عن أن 109 شخصًا احتجزوا في معابر الدخول من مجموع 325 ألف شخصًا سمح لهم بالدخول، أول أمس السبت، واتسعت نطاق الاحتجاجات ضد قرار "ترامب"، وتظاهر الآلاف في المطارات الأمريكية. وآثار القرار غضب الكثيرون، وأدانه عدد من البلدان حول العالم منهم فرنسا وبريطانيا والسودان، وقال الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية إن إغلاق الباب أمام اللاجئين يصب في مصلحة من يريدون الضرر للولايات المتحدة. "حماية الأمة" ولم يمر سوى ساعات على هذا القرار المثير، حتى أعقبه "ترامب" بآخر أكثر جدلًا، من خلال فرضه حظر على دخول المواطنين الزائرين من سبعة بلدان إلى أمريكا لمدة ثلاثة أشهر، وهي إيران والعراق وسوريا واليمن والسودان والصومال وليبيا، بدعوى أنها دول ذات أغلبية مسلمة. وآثار القرار الذي عُرف باسم "حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب"، في أمريكا ودول العالم، إلا أن البيت الأبيض أكد أن إدارة الرئيس السابق "باراك أوباما" هي التي حددت هذه البلدان باعتبار أن من المرجح أن تؤوي الإرهابيين، ولم تستبعد أن يضاف إلى قائمة البلدان المذكورة بلدانًا أخرى قريبًا. وعلق "ترامب" على تلك الانتقادات للمرة الثانية قائلًا: "إن القيود الجديدة التي أعلنتها أمريكا ليست حظرًا على المسلمين، ونحن فى طريقنا إلى فرض حظر صارم للغاية، وسندقق بشدة، وهذا ما كان ينبغي أن يكون عليه الوضع في هذه الدولة منذ سنوات". ومن جانبها، علقت السلطات الإيرانية، بإنها ستطبق مبدأ المعاملة بالمثل، ردًا على القرار الأمريكي، وقالت وزارة الخارجية في طهران عبر بيان لها: "أن جمهورية إيران الإسلامية، التي تحترم الشعب الأمريكي، ومن أجل الدفاع عن حقوق مواطنيها، قررت تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل بعد القرار المهين لأمريكا". ومن جانبه، دعا أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية الإدارة الأمريكية، إلى مراجعة القرار، معربًا عن قلقه تجاه الإجراءات التي أعلنتها أمريكا؛ ما سينتج عنها من تعليق لقبول اللاجئين السوريين في أراضيها. "نقل السفارة" وكان من القرارات الأولية لإدارة "ترامب" الجديدة، والتي آثارت غضب عارم، إعلان البيت الأبيض أن المسؤولين الأمريكيين يناقشون نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدسالمحتلة، تنفيذًا لوعد كان الأمريكي "ترامب" أطلقه في حملته الانتخابية. وأجرى الرئيس الأمريكي اتصالًا هاتفيًا مع "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي، عقب الإعلان عن القرار، رحب خلاله الجانب الإسرائيلي بالقرار، وناقشا عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقبل "نتنياهو" دعوة "ترامب" لزيارة واشنطن. واستنكرت فلسطين القرار بشدة، وحذر الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" الإدارة الأمريكية من المضي قدمًا في عملية نقل سفارتها إلى القدس، مشيرًا إلى أنه في حال تم ذلك، فإنه يؤكد لإسرائيل بأن "ترامب" صديقًا لهم، وصرح مفتي القدس "محمد حسين"، بأن القرار يعتبر اعتداءً جسيمًا على المسلمين. وتوقعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن القرار سيثير غضب الحلفاء العرب لأمريكا، وبعض زعماء الشرق الأوسط، بالرغم من أن مثل هذه الخطوة سوف تنال رضاء واسع من الجماعات اليهودية الأمريكية، وأن الحكومة المصرية قد تستطيع التأثير على القرار الأمريكي، حسبما ذكرت الصحيفة. "الجدار الحدودي" ولاحت في الأفق أزمة قريبة مع الجارة المكسيك، التي آثار "ترامب" غضبها عقب توقيعه أمرين تنفيذيين، يتعلق أحدهما بإنشاء سياج على طول الحدود الأمريكيةالمكسيكية البالغ طولها نحو 3200 كيلومترًا، والآخر بتجريد ولايات ومدن الحماية التي تؤوي المهاجرين غير الشرعيين من الأموال الاتحادية. وقال خلال إحدى الحفلات الخارجية: "اعتبارًا من اليوم، استعادت أمريكا السيطرة على حدودها، وقوانين الهجرة ستطبق بحزم، فإن أمة من دون حدود ليست أمة، وسنعمل على محاربة عصابات المخدرات القادمة عبر حدود المكسيك". وتلقفت المكسيك القرار بغضب معلنة النفير العام في القنصليات والسفارات لحماية المهاجرين المكسيكيين، وأدان الرئيس المكسيكي، "إنريكي بينا نييتو"، قرار نظيره الأمريكي، ودعا القنصليات إلى حماية حقوق المهاجرين في واشنطن، ومؤكدًا أن بلاده لن تدفع بالتأكيد كلفة البناء. "فصل السفراء" وفي قرار مفاجىء وغريب، خرج به الأمريكي "دونالد ترامب" في مطلع الشهر الجاري، بفصل جميع السفراء الأمريكيين في الخارج وأمرهم بمغادرة مكاتبهم، دون أن يعين حتى الآن أي بديل لهم، وبدون اعطائهم فترة سماح، بدعوى أنهم تم تعيينهم خلال الإدارة القديمة للرئيس الأمريكي السابق "أوباما".