سألتني السيدة صاحبة "جيم" السيدات: هل بالفعل الإسلاميون هايقفلوا كل ال"جيم" الخاص بالسيدات..؟! قلت لها: لا إله إلا الله.. من قال لك هذا الكلام؟ ولماذا "جيم" السيدات خصوصا؟ وهل ستُمنع السيدات من الخروج أم أنهم سيمنعونهن من الذهاب لل"جيم" فقط؟ ردت سيدة أخرى على مشارف الأربعين من عمرها: "مش تقلقي.. هما يعني هايعرفوا الستات رايحة الجيم ولا رايحة السوق.. إحنا هانيجي الجيم من غير ما حد يعرف". سألت السيدة مرة أخرى: أين سمعت هذا الكلام؟ ردت قائلة: حقيقة زوجي هو من قال لي ذلك، قال لي: استبشري خير شغلك هايقف، أنا سمعت في التليفزيون إنهم في تونس أو في دولة تانية فاز فيها الإسلاميون منعوا السيدات من الذهاب إلى "الجيم"، وطبعا هايعملوا عندنا نفس الكلام. حاولت طمأنة السيدة التي هي بحق سيدة خلوقة وملتزمة إلى حد بعيد فيما يتعلق بزيها وغيره، إلا أنها وبشكل غريب كانت مقتنعة حتى الثمالة بتلك الفكرة وأن عملها سيتوقف على يد الإسلاميين. عن الاسلاميين..كلام ستات وفجأة تجمعت كل السيدات وأخذن في تبادل الأفكار حول أهمية ومميزات صعود تيار الإسلام السياسي إلى السلطة، ونجاحه الكاسح في انتخابات مجلس الشعب. قالت "س" وهي في مقتبل الأربعينات من عمرها: أنا عشت في السعودية فترة طويلة مع زوجي.. ونفسي نكون زي السعودية ونطبق شرع ربنا.. خصوصا تطبيق حد قطع يد السارق.. هناك في السعودية إذا سقط منك شىء في الشارع ستعودين وتجدينه مكانه.. فالجميع يخاف بالطبع أن يتم ضبطه وهو يأخذ شىء ليس له وبالتالي تقطع يده ويظل طوال عمره يحمل عار أنه سارق.. ما المانع أن يطبق هذا لدينا في مصر؟ " التقطت طرف الحديث سيدة أخرى لتقول: أهم شىء رجم الزانية والزاني ياجماعة.. البلد انتشرت فيها الفاحشة ولم نعد نستطيع التفرقة بين الناس الكويسين والناس الوحشين". الزي الرسمي قالت أخرى وهي تهم بسرد قصتها الخاصة: هذا مظبوط تماما، فقد كنت أرتدي النقاب، ارتديته عشرة أعوام، ولكن زوجي اضطرني إلى خلعه بعد كل تلك الأعوام.. كنت أشعر في بداية خلعه أنني بدون ملابس وكأن جسمي كله ظاهر للناس جميعا.. تعجلت أخرى لمعرفة سبب خلعها النقاب، فقاطعتها قائلة: لماذا ذلك؟، فأجابتها بأنها تعرضت لكثير من الحوادث المشينة بسبب ارتدائها إياه.." كان يمشي ورائي أصحاب السيارات الفاخرة يحسبونني من السيدات "إياها" اللي شوهوا صورة النقاب بارتدائه لممارسة الفاحشة." سارعت "م" لتقول: أما أنا فإن زوجي يحاول اقناعي بكل الطرق لارتداء النقاب.. ويقول لي: أطلقت لحيتي وأذهب للمسجد في كل وقت وأحفظ القرآن.. وأنت زوجتي ألا تساعدينني في شىء ولا حتى تريدين ارتداء النقاب".. فترد الزوجة على كلام زوجها لتقول – وفقا لحكايتها- لدي استعداد لارتداء النقاب في حالة واحدة فقط... بالطبع نظرنا إليها جميعا متربصات لسماع هذا الشرط المشوق: قالت: عندما يصبح النقاب هو الزي الرسمي لجميع النساء في مصر، مثلما حدث في المملكة العربية السعودية.. وقتها فقط سأرحب بارتداء النقاب. ردت الأخيرة لتقول لها: لا تقلقي إذا.. سترتدينه قريبا جدا.. فالسلفيون والإخوان فازوا في الانتخابات.. مسكوا البلد خلاص وهايلبسوا كل الستات النقاب.. وهايربي جميع الرجال اللحى. أما السيدة الرصينة التي لا تتحدث كثيرا فقامت وقالت: ما يصعب علي جدا تلك الفتيات أو السيدات اللاتي يتم اختطافهن واغتصابهن وقتلهن، ولا يحرك أحد ساكنا ، وإذا لجأ أهلها للقانون لا يحصلون على شىء.. أهم شىء هايعمله الإسلاميون هو القصاص.. خاصة لو كان هذا القصاص في ميدان عام.