قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن العديد من الشعب الأفغاني يعتبرون فترة رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة بمثابة فرصة لانطلاقة جديدة لمستقبل بلادهم، مشيرة إلى أن أغلب الأفغان لا يعرفون الكثير عن ترامب فيما عدا توقعهم بأنه قد يفعل شيئا جريئا وغير متوقع بالنسبة للمجريات في بلدهم. وأشارت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء - إلى أنه على مدار الأعوام الثمانية الماضية، أصيب الشعب الأفغاني بخيبة أمل فيما يتعلق بالدور الأمريكي في بلادهم حيث ألقى العديد منهم اللوم على سياسات الرئيس السابق باراك أوباما في زيادة الفساد داخل أفغانستان، بجانب دور الغارات الجوية في مقتل المدنيين ولفشل القوات الأجنبية في وقف هجمات حركة طالبان وقرارها الانسحاب من البلاد بسرعة. ونقلت الصحيفة عن داوود مراديان مدير المعهد الأفغاني للدراسات الاستراتيجية، قوله "إن تصرفات أوباما كان يمكن توقعها بشكل كبير" ورجح أن نهج الرئيس ترامب الذي يتسم أحيانا ب"الذكورية والفظاظة" على حد تعبيره، قد يُفيد في قمع التمرد الذي يعرقل سبيل أفغانستان نحو الاستقرار والتقدم. وأضاف مراديان:"أننا بحاجة إلى صد كلا من الإرهاب الذي ترعاه الدولة والهجمات العنيفة التي ينفذها جهات فاعلة غير حكومية.. لذلك فإن ترامب قد يضع بعض الانضباط بشأنهما". وأبرزت "واشنطن بوست" أن العديد من الأفغان الذين تحدثوا مع فريقها في العاصمة "كابول" أعربوا عن أملهم في أن ترامب يستطيع اتخاذ إجراءات حاسمة ويبدي اهتماما بالغا بقضايا المنطقة فيما وصف أغلبهم باكستان "بالجار الذي يتدخل لتدمير بلدهم"، خاصة من خلال دعم طالبان، ومن أجل جنى ثمار المساعدات العسكرية الأمريكية في الوقت ذاته، والتي تمنحها واشنطن لإسلام أباد باعتبارها شريكا في الحرب على الإرهاب. ومن جانبه، قال نائب رئيس اتحاد الصحفيين الأفغان تاج محمد أحمد زادة "إننا نطالب ترامب بممارسة المزيد من الضغوط على باكستان لإغلاق مراكز تدريب الإرهابيين على أرضها".. متوقعا أن يتعامل ترامب بصدق مع الشعب الأفغاني مما ينهى "سنوات من السياسات الغامضة" والتي زادت من شكوك الشعب الأفغاني بأن واشنطن لديها مصلحة شخصية في "الأجندة السرية" للمنطقة -على حد تعبيره-. كما أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ترامب أبدى اهتماما ضعيفا بأفغانستان خلال حملته الانتخابية، فضلا عن أن تصريحاته القليلة عنها اتسمت بالتناقضية.. فقد تعهد ترامب بمحاربة التطرف والعنف هناك لكنه أبدى اهتماما ضعيفا بعمليات بناء الدولة.. كما قال ترامب إنه سيٌبقى على مضض بعض القوات الأمريكية في أفغانستان، ولكن فقط بسبب التهديدات المحتملة من الترسانة النووية الباكستانية. وأردفت واشنطن بوست تقول: "إنه على الرغم من حرصهم على التغيير، إلا أن الأفغان أبدوا ترددا حيال ما إذا كانوا سيوافقون على بقاء القوات الأمريكية.. فقد استشعر الشعب الأفغاني بالغضب حيال الهجمات التي خلفت خسائر بين صفوف المدنيين على غرار الهجوم الخاطئ الذي وقع في عام 2015 واستهدف مستشفى ميدانيا وراح ضحيته 42 قتيلا، كما غضبوا من قيام القوات الأمريكية – في مواقف معينة - بمهاجمة الإسلام.. مع ذلك كان لوجود القوات الأمريكية دور في ردع وتحجيم هجمات طالبان".