أحمد شاب، يبلغ من العمر 22 سنة، يقيم مع أسرته التي تتكون من والده ووالدته وشقيقته، التي تصغره بثلاثة أعوام، في مسكن في أحد أحياء مصر العريقة، وكان دائم التشاجر مع شقيقته بسبب أنها دائمًا تعبث بأشيائه، حيث إنه غاية في النظام، وهو في ذلك يشبه والدته، حيث كان دومًا يسمع تعليق والده أنت موسوس زي أمك، فهل تعرف ما الوسواس القهري وما أعراضه، وكيف يؤثر على الشخص المصاب به؟ تقول الدكتورة رانيا أبوحشيش، أخصائي الطب النفسي والمخ والأعصاب، إن الوسواس القهري يعرف بأنه فكر متسلط وسلوك جبري، يظهر بتكرار لدى الفرد ويلازمه ويستحوذ عليه، ولا يستطيع مقاومته، على رغم وعيه بغرابته وعدم فائدته ويشعر بالقلق والتوتر إذا قاوم ما توسوس به نفسه، ويشعر بإلحاح داخلي للقيام به، لذلك فإن مرض الوسواس القهري يبدو وكأن العقل التصق بفكرة معينة، أو دافع ما، وأن العقل لا يريد أن يترك هذه الفكرة أو هذا الدافع، والسبب في هذا المرض هو نقص نسبة مادة السيروتينين في المخ، ومن هنا فإن أحاسيس القلق والشكوك والاعتقادات المرتبطة بالتشاؤم والتفاؤل، كل هذه أشياء عادية في حياة كل منا، لكن عندما تصبح هذه الأشياء زائدة على الحد عندئذ يقوم الأطباء بتشخيص الحالة على أنها حالة مرض الوسوس القهري، فالمخاوف العادية مثل الخوف من العدوى بمرض ما والتي قد تزيد في أوقات الضغط العصبي كأن يكون أحد أفراد الأسرة مريضًا أو على وشك الموت، فلا تعتبر مثل هذه الأعراض مرضًا لم تستمر لفترة طويلة وتصبح غير ذات معنى، وتسبب ضغطًا عصبيًا للمريض أو تحول دون أداء المريض للواجبات المنوطة به. تضيف الدكتورة رانيا أبوحشيش من الممكن أن يصيب الوسواس القهرى الأشخاص في جميع الأعمار بدءًا من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى سن النضج، عادة يبدأ في سن الأربعة عشرة، ودائمًا يذهب مرضى الوسواس القهري إلى ثلاثة أو أربعة أطباء قبل الوصول إلى تشخيص المرض، وذلك لأن الأعراض والتصرفات السلوكية المرتبطة بهذا المرض مختلفة وواسعة المجال وتستغرق جميع ساعات الصحو الخاصة بالمريض، فنجد أن المريض المصاب بمرض الوسواس القهري يقوم بالتأكد من الأشياء مرات ومرات مثل التأكد من إغلاق الأبواب والأقفال والمواقد أو القيام بعمليات الحساب بشكل مستمر سرًا أو تكرار عدد مرات الاستحمام وغسل اليدين وترتيب الأشياء بشكل غاية في التنظيم والدقة أو تعلق الذهن بأفكار عنف متكررة، مثل القتل أو إيذاء اشخاص أو تخزين الأشياء التي لا قيمة لها، أو الخوف الزائد على الحد من العدوى ونجد كثيرًا من المرضى المصابين بالوسواس القهري حوالي 60-90% يعانون من حالة اكتئاب واحدة على الأقل في إحدى مراحل حياتهم. لذلك فإن أسباب المرض تتمثل فى الوراثة، حيث تلعب دورًا مهمًا، حيث يظهر الوسواس القهري في عائلات بأكملها، إضافة للتنشئة الاجتماعية الخاطئة والتربية الصارمة والقسوة وتعرض الشخص لإحباطات مستمرة ويتم علاج هذا المرض بمثبطات إعادة سحب السيروبتين الاختيارية وبالعلاج السلوكي.