وسط احتجاجات متزايدة وإقرار الحكومة بالفشل الاقتصادي، تحيي تونس الذكرى ال6 للثورة التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، في 14 يناير من العام 2011. وبعد مرور 6 سنوات على الانتفاضة التونسية، ما زال كثير من التونسيين يشعرون بالضيق من الأوضاع الاقتصادية وتفشي البطالة ونقص التنمية خاصة في المناطق الداخلية التي يقول سكانها إن التهميش مستمر فيها. في وقت توافد فيه أنصار الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية الموالية للسلطات إلى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في وسط العاصمة، حيث أقيمت احتفالات بسيطة وسط حضور لافت لقوات الأمن، التي أخضعت الحاضرين للتفتيش تحسبا من هجمات إرهابية، غابت مظاهر الاحتفال عن بقية ولايات البلاد، حسبما قالته وسائل إعلام محلية. واندلعت احتجاجات في عدة مدن وبلدات تونسية، السبت، حيث أغلق محتجون الطرق وأضرموا النار في الإطارات، وذلك استمرارا للحراك الذي بدأ، هذا الأسبوع، في بلدة بن قردان للمطالبة بالتنمية والوظائف في ذكرى الثورة. بن قردان وتجددت الاحتجاجات والمواجهات، السبت، في بن قردان، وهي منطقة تشهد توترات اجتماعية على خلفية مطالبات بالتنمية ومرور حر للبضائع مع ليبيا المجاورة، بعد يوم من زيارة وفد وزاري للمدينة للاستماع لمطالب المحتجين. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المدينة هي مهد الانتفاضة التونسية، من حيث انطلقت، في 17 ديسمبر/كانون الأول 2011، الاحتجاجات العارمة عقب قيام بائع الخضر والفواكه، محمد البوعزيزي، بإضرام النار في نفسه، لتتوسع الانتفاضة بعد ذلك وتشمل عددا من مدن البلاد. ونقلت وكالة "رويترز" عن أحد سكان المدينة، عطية العثموني، قوله: "رفعنا شعارات نفسها كنا قد رفعناها قبل ست سنوات.. التشغيل استحقاق يا عصابة السراق.. لا خوف لا رعب، الشارع ملك الشعب." منزل بوزيان والمكناسي وأفادت وكالة "فرانس برس"، نقلا عن مراسلها في تونس، بأن نحو 150 عاطلا عن العمل أحرقوا إطارات مطاطية وأغلقوا طريقا رئيسية في بلدة منزل بوزيان التابعة لولاية سيدي بوزيد، مرددين شعاري "التشغيل استحقاق يا عصابة السراق" و"شغل.. حرية.. كرامة.. وطنية". رئيس الوزراء يؤكد فشل الحكومات التونسية في تحقيق التنمية الاقتصادية وتأتي هذه التطورات بعد إقرار رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، في تصريح للتلفزيون الرسمي، بأن الحكومات المتعاقبة على البلاد منذ العام 2011 فشلت في تحقيق التنمية الاقتصادية، التي طالب بها الشعب خلال الثورة. وقال الشاهد: "إذا أردنا أن تصبح هذه الديموقراطية صلبة وقوية.. يجب أن تحقق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للثورة، وهي الكرامة والتشغيل، وهنا لم ننجح لأن البطالة زادت، والفوارق الاجتماعية زادت، والجهات (المناطق) المهمشة لا تزال مهمشة".