عقد كامل مرَّ على رحيل الرئيس العراقي، صدام حسين، الذي أعدمته القوات الأمريكية شنقًا في مثل هذا اليوم، 30 ديسمبر في العام 2006، وكان ذلك فجر أول أيام عيد الأضحي، وذلك بعد أن قضت محكمة عراقية خاصة بإعدامه في 5 نوفمبر من العام ذاته. ولا يزال مشهد شنقه عالقًا في ذاكرة الجميع، الذي تمثلت تفاصيله في ظهوره وهو يرتدي معطفا أسود ورأسه مغطى، وقيل فيما بعد إنه ارتداه لأن الجو في بغداد يكون باردا الفجر وهو لا يريد أن يرتعش من البرد لحظة إعدامه حتى لا يظن الشعب العراقي أنه خائف. ووقتها كان يردد، "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، عاشت فلسطين والموت للفرس المجوس"، وأخذ يتلو آيات من القرآن عند تنفيذ الحكم، لتنتهي رحلته في الحياة بعد إعدامه في 6.10 صباحًا. وتم دفنه في اليوم التالي 31 ديسمبر 2006، في مسقط رأسه، إلى جانب ابنيه "قصي وعدي"، اللذين قتلهما الجيش الأمريكي في الموصل 2003. وصدام حسين، من مواليد قرية العوجة بمدينة تكريت شمال بغداد التابعة لمحافظة صلاح الدين، في 28 أبريل 1937، وتولى حكم العراق لمدة 24 عامًا، في الفترة من 1979 وحتى سقوط بغداد في يد الجيش الأمريكي في 9 أبريل من العام 2003. وخلال فترة حكمه، عانى العراق كثيرًا، بسبب سياسة صدام القمعية واعتماده على جهازه الأمني قوي، فضلًا عن توتر علاقاته مع دول الجوار ودخوله في عدة حروب، منها الحرب العراقية الإيرانية، كما خاضت حربًا أخرى في 1991 مع الكويت. وتسببت سياسات صدام حسين، في إصدار الكونجرس الأمريكي، لقرار عام 1998، بشن هجوم عسكري على العراق، بحجة وجود أسلحة دمار شامل به، وهو ما يشكل خطرًا على منطقة الشرق الأوسط، وبالفعل نجحت الإدارة الأمريكية في إسقاط نظام صدام في 2003، ومن ثم إعدامه في 2006. ووقتها، وبعد إعدامه عمت الفرحة على كثير من العراقيين، الذين تضرروا من فترة حكمه، معتقدين آنذاك أن نهاية صدام حسين، ستكون بداية لعراق جديد، وهو ما لم يتحقق، حيث لا تزال بغداد تعاني من الفوضى والتشتت. ولا صوت حاليًا يعلو في العراق فوق صوت الانقسام وتدهور الأحوال، خاصة مع ظهور تنظيم داعش وسيطرته على المدن العراقية وعلى رأسها الموصل، وآلت الأمور إلى كثير من العنف والفساد. وفي هذا السياق، أكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن العراق تدهور كثيرًا منذ إعدام صدام حسين وحتى الآن، وأحواله صارت من سيئ لأسوأ، خلال هذه السنوات الماضية. وأوضح في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن الأسباب وراء تدهور الأوضاع فيها، هو انهيار الدولة وكل مؤسساتها، بسبب تداعيات الغزو الأمريكي لها، فضلًا عن انتشار الطائفية ووجود تنظيم داعش الإرهابي بها. وقال هريدي، إن السبيل لخروج العراق من بوتقة الأزمات والتدهور، يكمن في تغلبها على كافة المشكلات التي تواجهها، وعلى رأسها المشكلات الأمنية والسياسية والطائفية، معربًا عن أمله في قدرتها على تحقيق ذلك مستقبلًا.