كشف سياسيون، عن سر هجوم رئيس الحكومة الإثيوبية هايلى ماريام ديسالين على مصر، واتهامها بدعم الجماعات الإرهابية المسلحة فى إقليم «أورومو» التى تهدد أمن واستقرار بلاده، مؤكدين أن قطر وتركيا تغذيان هذا الهجوم الإثيوبى كنوع من المكايدة السياسية على خلفية التوتر القائم بينهما وبين مصر. وربط السياسيون، بين الزيارات المتكررة لوزير خارجية قطر ومسئولين قطريين والدور الإعلامى لقناة الجزيرة المحرض على مصر، وتجديد هجوم رئيس حكومة إثيويبا اتهامه لمصر بدعم الإرهاب، مطالبين الجانب الإثيوبى بتقديم الدليل على صدق ادعائه. جدد رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى ماريام ديسالين، فى مقابلة تليفزيونية أجرتها معه قناة «الجزيرة» القطرية اتهام بلاده لمصر ومؤسساتها المدنية بأنها تؤوى، وتدعم منظمات إرهابية إثيوبية، مثل جبهة تحرير «أورومو» وجماعات أخرى، بهدف زعزعة الاستقرار فى بلاده. والغريب أن السلطات المصرية نفت علاقتها نهائياً بتلك المنظمات التى وصفها «ديسالين» بأنها تصول وتجول فى القاهرة، وتحصل على الدعم المالى والسياسى، وأن ذلك قد يؤثر على العلاقة بين البلدين، نافياً أن يكون ملف سد النهضة سبب الأزمة. وصدر أول اتهام من الحكومة الإثيوبية ضد مصر بدعم الإرهاب بعد تصاعد أعمال العنف والصدامات بين متظاهرين والشرطة الإثيوبية، مطلع أكتوبر الماضى، فى مدن إقليم «أورومو»، حيث اتهمت الحكومة الإثيوبية عناصر فى إريتريا ودول أخرى بتسليح وتدريب وتمويل مجموعات تلقى عليها بمسئولية موجة من الاحتجاجات والعنف فى مناطق محيطة بالعاصمة. ورغم رفض مصر هذه الاتهامات ونفى صلتها بأى جماعات إرهابية نهائياً، جددت الحكومة الإثيوبية اتهامها لمصر فى نوفمبر الماضى، وقال رئيس الوزراء الإثيوبى، إنه أجرى اتصالات بالحكومة المصرية، حول أزمة اتهام بلاده لمجموعات مصرية بدعم جماعات من المعارضة الإثيوبية، مؤكداً خلال حديثه أمام البرلمان الإثيوبى، أن مجموعات مصرية، لم يحددها، دعمت جماعات من المعارضة الإثيوبية. وقال إن بلاده أجرت اتصالات مهمة مع القاهرة، وطلبت منها توضيحات حول تورط بعض الجهات المصرية فى دعم جماعات معارضة محظورة محلياً فى إثيوبيا. وأكد النائب محمد أبوحامد، أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبى بشأن دعم مصر للإرهاب فى بلاده، محض كذب واتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة وتقف وراءها أجهزة دول معادية لمصر على رأسها قطر وتركيا، موضحاً أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أعلن بوضوح منذ ثورة 30 يونيو أن مصر لا تتدخل مطلقاً فى شئون الدول، ولن نسمح أيضاً بتدخلات خارجية فى شئوننا الداخلية. وطالب «أبوحامد»، الجانب الإثيوبى بتقديم أدلة واضحة على اتهاماتها لمصر بدعم الإرهاب بعيداً عما وصفه ب«الكلام المرسل» الذى لا يحمل دليلاً سوى التواجد القطرى فى إثيوبيا ومحاولات تشويه صورة مصر خارجياً، مضيفاً أن قطر «بتشتغل على مثل هذه الأفكار فى إثيوبيا ومصر مدركة تماماً لهذه المخططات». وشدد عضو مجلس النواب، على ضرورة قيام الأجهزة المعنية فى مصر بممارسة دورها فى الدفاع عن حقوق الشعب المصرى، ودفع ادعاءات دعم الإرهاب فى إثيوبيا، لافتاً إلى أن الخارجية المصرية أصدرت بياناً مسبقاً نفت فيه صلتها بالإرهاب وأكدت احترامها الكامل للشئون الداخلية للدول الأخرى. وربط الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، الهجوم الإثيوبى على مصر واتهامها بدعم الإرهاب، وزيارة وزير الخارجية القطرى ومستشار الملك سلمان بن عبدالعزيز مؤخراً لإثيويبا والتوتر الحالى بين مصر والسعودية والعداء بين الدوحةوالقاهرة، مؤكداً أن هذه الأسباب تكشف سر اتهام رئيس الوزراء الإثيوبى لمصر بدعم الإرهاب فى بلاده. وقلل «اللاوندى»، من إمكانية حدوث توقف فى المفاوضات الجارية حول سد النهضة بين مصر وإثيوبيا؛ بسبب الاتهامات الإثيوبية لمصر بدعم الإرهاب، مضيفاً أنه يمكن أن تؤدى إلى حدوث نوع من التعثر، لكن لن تتوقف المفاوضات بين الجانبين، خصوصاً أن هناك علاقات وروابط قوية بين الشعبين المصرى والإثيوبى ولفت الخبير بمركز الأهرام للدراسات، إلى أن هناك أطرافاً دولية مثل إسرائيل والغرب وبعض دول من الأشقاء العرب لا يريدون لمصر الاستمرار فى بناء المشروعات القومية العملاقة التى بدأت فيها منذ سنوات، والتى تدفع بالتنمية المستدامة وتحقق لمصر نهضة كبرى خلال سنوات قليلة. وقال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، عضو لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس النواب، إننا يجب أن نترك الأمر للدولة المصرية لأنها تستطيع وتعلم كيفية التعامل مع هذه المواقف الحساسة. وتابع «العرابى»، أن تكرار اتهامات رئيس الوزراء الإثيوبى لمصر، محاولة للتمهيد للتنصل من مفاوضات سد النهضة.