قبل أن يلملم عام 2016 أوراقه ويطوى صفحة من صفحات التاريخ، نجحت البورصة فى شهر فقط فى تحقيق رقم تاريخى رغم الضربات التى تعرضت لها منذ بداية العام. «تعويم» العملة المحلية كلمة السر فى هذه الارتفاعات الجنونية بدعم مشتريات الأجانب، وبتحليل أرقام السوق يتبين أن البورصة قارب أداؤها على تسجيل الأفضل تاريخياً على صعيد مؤشرها الرئيس الذى اقترب من تحطيم رقمه فى 2008 عندما سجل 12000 نقطة. الأداء القوى بفضل المشتريات المكثفة للأجانب والعرب بعد الإعلان عن تعويم الجنيه، وهو ما زاد من جاذبية الأصول المصرية المتداولة فى السوق بشكل كبير وجنى السوق ما يقرب من 3 آلاف نقطة فقط منذ التعويم خلال فترة زمنية تقارب الشهرين تقريباً دافعة المؤشرات إلى تحقيق مكاسب كبيرة، خاصة على صعيد المؤشر الرئيسى EGX30 وبالنظر إلى أداء المؤشرات خلال العام 2016، رغم الاضطرابات التى شهدها الاقتصاد محلياً وعالمياً، إلا أن المؤشرات استطاعت أن تنجو من تأثير المشكلات الاقتصادية وترتفع بشكل كبير للغاية. مؤشر EGX30 ارتفع بنسبة تتخطى 62٪ مقترباً من نقطة 12 ألف نقطة الأقصى التى حققها خلال عام 2008 وتلاه فى الارتفاع مؤشر EGX100 مرتفعاً بنسبة 34. 632٪ ليغلق عند 1064. 3 نقاط تلاه مؤشر EGX70 بارتفاع بنسبة 19. 28٪ ويأتى فى المؤخرة مؤشر بورصة النيل الذى ارتفع فقط بنسبة 11. 22٪. نجح رأس المال السوقى أن يحقق مكاسب بقيمة 141. 268 مليار جنيه خلال 2016، فقد افتتحت البورصة عام 2016 عند رأس مال سوقى 429. 793 مليار جنيه، وبلغ عند نهاية العام 571. 061 مليار جنيه. وحقق قطاع الاتصالات فى مقدمة المؤشرات المرتفعة مسجلاً 110٪ مدعوماً بالأداء القوى لأسهم جلوبال تليكوم القابضة التى ارتفعت بقيمة 195٪ والمصرية للاتصالات التى ارتفعت بنسبة 73٪ وتلاه قطاع المنتجات المنزلية بنسبة 68٪ مدعوماً بارتفاع أسهم النساجون الشرقيون والشرقية للدخان، ثم قطاع البنوك الذى ارتفع بنسبة 61٪ مدعوماً بارتفاع أسهم بنك فيصل الإسلامى بنسبة 97٪ وأسهم البنك التجارى الدولى بنسبة 76٪. وتلاها كل من قطاع الكيماويات والخدمة المالية بارتفاع 54٪ لكليهما، فيما تراجع فقط قطاعا الأغذية والمشروبات بنسبة 16. 07٪ وقطاع التشييد ومواد البناء بنسبة 8٪. وارتفعت كمية التداول خلال عام 2016 إلى 58. 526 مليار ورقة مالية مقابل 45. 078 مليار ورقة مالية فى 2015 فى حين تراجعه قيم التداول فى 2016 لتصل إلى 246. 533 مليار جنيه مقابل 247. 169 مليار جنيه فى 2015، فى حين ارتفع عدد عمليات التداول فى 2016 إلى 5. 274 مليون عملية مقابل 4. 875 مليون عملية. قال صلاح حيدر، خبير أسواق المال، إن السوق شهد العديد من المتغيرات السياسية والاقتصادية التى من شأنها أن تحدد واجهة السوق بشكل كبير، فبعد الحدث الاقتصادى الأهم فى 2016 وتحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار سيكون أمام البورصة فى الفترة القادمة التعامل مع نتائج ذلك القرار سواء على مستوى الأسعار فى السوق أو على مستوى أداء الشركات المالى. وأضاف: أنه على صعيد المؤشرات من متوقع أن يكسر السوق فى بداية العام المالى النقطة التاريخية للسوق على مؤشره الرئيس 12 ألف نقطة مدفوعاً بالسيولة القوية المتداولة خاصة المتدفقة من المستثمرين العرب والأجانب الذين أسهموا بشكل كبير فى دفع أسعار السوق وستحدد النتائج المالية للشركات فى 2017 إثر تعويم الجنيه على المراكز المالية للشركات والأداء التشغيلى لها، بالإضافة إلى قدرة الشركات على تحقيق معدلات نمو جيدة فى ظل ارتفاع معدلات التضخم بشكل كبير المتوقع فى 2017، وستكون الشركات الصناعية وشركات التجميع الأكثر تأثيراً، ثم قطاع الأغذية وقطاع التشييد والبناء وقطاع الكيماويات، ثم قطاع البنوك والخدمات المالية، إلا أن بعض القطاعات قد ينعكس التعويم عليها بشكل إيجابى وخاصة الشركات المصدرة بشكل مكثف للإنتاج مثل شركات الأسمدة والغزل والنسيج، بالإضافة إلى الشركات السياحية. كما توقع «حيدر» أن يتصدر قطاع البنوك فى البورصة الأداء القوى مرة أخرى فى عام 2017، خاصة أن الحكومة المصرية فى الوقت الحالى تنظر إلى البنوك كطوق نجاة لتمويل العديد من المشروعات، خاصة مع نية الحكومة تطوير مشروعات المشاركة مع القطاع الخاص، لذلك من المتوقع أن يحقق القطاع عائدات جيدة للغاية للمستثمرين خلال 2017، بالإضافة إلى نمو فى توزيعات أرباح القطاع أيضاً، لذا فإنه من المتوقع أن يكون جاذباً للغاية للمستثمرين. بالإضافة إلى قطاع الاتصالات الذى سيشهد خلال عام 2017 بدء تشغيل شبكة المحمول للمصرية للاتصالات فى منتصف 2017 التى ستنعكس بشكل إيجابى كبير على أداء القطاع وأداء الشركة المالى على المدى الطويل، بالإضافة إلى التوقع بأن تقوم شركة أوراسكوم للاتصالات بالقيام ببعض الاستحواذات من خلال «بلتون»، بعد فشل صفقة الاستحواذ على «سى آى كابيتال» وهو ما سيعطى بعض الزخم للأداء السهم فى 2017، بالإضافة إلى شركة جلوبال تليكوم ثانى أكثر الأسهم تداولاً من حيث القيمة فى 2016 والسهم المفضل للمستثمرين بشكل كبير، والمتوقع له أن يستكمل أداؤه القوى فى 2017.