فتحت الأحداث الإرهابية التى شهدتها مصر وعدد من الدول العربية فى الأسبوع الماضي، التى كان آخرها تفجير الكنيسة البطرسية، الحديث مرة أخرى حول مصير التنسيق لمكافحة الدول العربية للإرهاب، خصوصًا بعد غضب مجلس التعاون الخليجي من الزج باسم قطر فى قضية تفجير الكنيسة البطرسية بمصر، وعلى رغم الغضب الخليجي تجاه الاتهامات التى طالت قطر إلا أنه لم يصدر أي بيان يدين فيه ما قامت به الدولة العضو فى المجلس تجاه مصر ودعمها للإرهاب الذى عانت منه مصر منذ ثورة الثلاثين من يونيو. وفى ظل الغضب الخليجي، دعا مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العربي إلى عقد مؤتمر لمكافحة الإرهاب تحت عنوان «الإرهاب والتنمية المجتمعية... أسباب ومعالجات»، وهو ما رآه اعضاء لجنتي الخارجية والشئون العربية بالبرلمان، أمرًا جيدًا ولكن لابد من الخروج من حيز الحديث والاعتماد على مبدأ المكاشفة والمصارحة بين الدول العربية حتى لا تتجدد ازمة الثقة مرة أخرى. وطالب النواب بضرورة أن يتم إعلان اسماء الدول العربية الداعمة للارهاب وما قامت به فى الفترات الأخيرة من تمويل داعش وكيف ساعد ذلك هذه الجماعات الارهابية على الاستقواء وتنفيذ مخططاتهم الهدامة، لافتين إلى أن المصارحة ستكون جيدة إذا ما حضرت قطر إلى المؤتمر وتمت مواجهتها . وقالت غادة عجمي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن الارهاب قضية عالمية وليست قضية مصر وحدها ولا توجد دولة بالعالم لم تذق مرارة الارهاب حتى امريكا وفرنسا، مشيرة إلى أنه حان الوقت للدول العربية لأن تتأكد من أنه «يوم لك ويوم عليك» ومن يدعم الارهاب اليوم سيتذوق غدره غدًا . وأضافت انه من الضرورى وضع النقاط على الحروف فى المؤتمر العربي لمكافحة الارهاب المقرر عقده شهر فبراير المقبل، خاصة بعد بيان مجلس التعاون الخليجي ورفضه الزج باسم قطر فى تفجير الكنيسة البطرسية، مبينة أنها تتمنى أن يتم دعوة قطر لحضور المؤتمر وأن تعرض مصر رؤيتها فى الحرب على الإرهاب وتوضح الدول الداعمة له لكي يكون المؤتمر أكثر إيجابية. وأكدت «عجمي» أن الرد المناسب على بيان مجلس التعاون الخليجي لابد وأن تقوم به وزارة الخارجية ويكون ردها ملائمًا لطبيعة الموقف، لافتة إلى أن دول الخليج دعمت مصر لأنها كانت متاكدة من صدق رؤية مصر فى حربها ضد الارهاب وان ما يحدث مجرد اختلاف فى وجهات النظر بين مصر ودول الخليج. وأشار أحمد إمبابي ، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب إلى أن المؤتمر العربي لمكافحة الارهاب خطوة جيدة الهدف منها تجميع الدول العربية واتحادها ووقوفها معًا فى صف واحد لمواجهة الارهاب، متابعًا أنه من غير المعقول أن تتحد الدول العربية معًا للتصدى لداعش كعقل وفكر واحد وتقوم قطر والسعودية بدعمها من جهة اخرى. وشدد على ضرورة أن تستمع الدول العربية إلى رأي مصر لأنها صاحبة الدعوة الاولى لمواجهة الارهاب، لافتًا إلى أن المشكلة ليست فى دول الخليج كلها لان الكويت والامارات يصدران قراراتهما من نفسيهما دون الرجوع لأي بلد اخر ويعملان على الصالح العالم للدول العرية. وأكد إمبابي أن مؤتمر مكافحة الارهاب سيكون على مستوى الرؤساء ووزراء الخارجية لذلك فإنه لابد من أن يعتمد على الصراحة والمكاشفة فى إظهار الدول الداعمة للارهاب، مضيفًا أنه لابد وأن تقوم كل دولة بكشف عيوب الدول الأخرى فيما يخص قضية دعم الارهابيين سواء كان فى سوريا واليمن أو مصر . وتابع : من الضرورى حضور قطر لمؤتمر مكافحة الارهاب ومواجهتها بكل ما قامت به من تمويل ودعم داعش والارهاب، مؤكدًا أن هذه الطريقة هى الحل الوحيد لكي تكون الدولة العربية على قلب رجل واحد دون أن تكون هناك أزمة ثقة تتجدد باستمرار وتعرقل جهود مكافحة الارهاب. ونوه اللواء نور الدين عبدالرازق، عضو لجنة الشئون العربية، بأنه لا يوجد موقف رسمي من مصر معلن تجاه دعم قطر للارهاب بالرغم مما تقوم به قناة الجزيرة فى التحريض المباشر ضد مصر، متابعًا أنه من غير المعقول ان تكون كل الشكوك المصرية فى الفترة الماضية تجاه دعم قطر للارهاب مجرد ادعاء منا عليها وانما لها دور بشكل أو بآخر خاصة فى ظل التحريض العلني من الجزيرة ضد مصر. وأوضح نور الدين أن البرلمان بشكل عام ولجنة الشئون العربية بشكل خاص يفوضان الرئيس السيسي وحكومته بالرد على بيان مجلس التعاون الخليجي قبل بدء المؤتمر العربي لمكافحة الارهاب، مضيفًا أن النظام المصري يتمتع بحنكة سياسية تؤهله لاتخاذ الموقف الدبلوماسي المناسب فى ظل هذه الظروف. ولفت عضو لجنة الشئون العربية الانتباه إلى أن اى فكرة جيدة تتخذها مصر فى مواجهة الارهاب، تعرقلها بعض الدول العربية لأن كل دولة تدافع عن مصالحها وتبحث عما فيه الخير لها فقط، منوهًا بأن تدهور العلاقات بين مصر وقطر ودعم دول الخليج لها يقف حائلًا ضد تكاتف الدول العربية لمكافحة الارهاب إلا أن مصر ستبذل قصارى جهدها فى تجميع العرب للقضاء على الارهاب.