استمرار سقوط الضحايا برصاص قوات الجيش والأمن السوريين يهدد مهمة المراقبين العرب- الذين وصلوا إلى المدن السورية بهدف حماية المواطنين العزل- بالفشل. التصريحات الصادرة عن رئيس بعثة المراقبين العرب والتي تتحدث عن تعاون جميع الأطراف مع لجنة المراقبين لا تستقيم مع استمرار عمليات القتل وإطلاق الرصاص على المظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها المدن السورية. حتى هذه اللحظة لا تبدو السلطات السورية ملتزمة بتطبيق المبادرة العربية بشأن الأزمة السورية كاملة فما زالت قوات الجيش منتشرة في المدن السورية ولا تزال الدبابات تشاهد في شوارع المدن أو جرى إخفاؤها في مراكز حكومية كما يقول ناشطون سوريون ولا يزال مصير عشرات الآلاف من المعتقلين الذين لم تقم لجنة المراقبين العرب بزيارتهم مجهولاً ففي الوقت الذي يجري الحديث فيه عن عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين تقوم السلطات السورية بالإفراج عن 755 معتقلاً ممن تقول عنهم إن أيديهم لم تتلطخ بالدماء، في خطوة تبدو لذر الرماد في العيون وللقول إنها تطبق وثيقة البروتوكول في حين يجري الكشف يومياً عن مقتل عدد من المواطنين السوريين تحت التعذيب. مساحة التفاؤل التي أشاعها توقيع النظام السوري على بروتوكول بعثة المراقبين بدأ بالانحسار والثقة باللجنة العربية وأدائها أصبحت ضعيفة ومحل شك لدى المواطنين السوريين ولدى أطراف المعارضة السورية التي بدأت بالمطالبة بتغيير رئيسها. لا أحد يريد إصدار الأحكام المسبقة على نتائج أعمال لجنة المراقبين العرب لكن تواصل القتل والعنف لا يدل أبداً على أن السلطات السورية تريد بالفعل الاستجابة لمطالب المواطنين السوريين بالحرية والديمقراطية والتغيير وهي تستخدم بعثة المراقبين العرب كغطاء لاستمرار تفضيلها للحل الأمني كمخرج لها من الأزمة التي تعصف بالبلاد. لا شك أن المراقبين العرب لمسوا عن قرب- وهم الذين استقبلتهم التظاهرات الحاشدة في المدن التي زاروها- حجم المرارة والألم الذي يعتمل في نفوس المواطنين السوريين جراء الرد الدموي الذي يقوم به النظام السوري رداً على احتجاجاتهم ومطالبهم . لا يمكن الجزم أبداً بنجاح مهمة المراقبين العرب ما دام مسلسل الضحايا في سورية مستمراً بدون توقف وما دامت أعمال العنف متواصلة حتى تحت أنظار وأعين المراقبين وبالتالي فإن على الجامعة العربية واللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية أن تسارع لتدارس التطورات التي حصلت مع دخول بعثة المراقبين العرب إلى المدن السورية واتخاذ قرارات واضحة بشأن مهمة اللجنة ومدى التزام النظام السوري بالمبادرة العربية وبروتوكول مهمة المراقبين العرب. نقلا عن جريدة الراية القطرية