تبحث شركة الحديد والصلب حاليًا إمكان الاعتماد على استيراد خام الحديد من الخارج لتنفيذ العمليات الإنتاجية بها. علمت «الوفد» أن نتائج العينات التى تم تحليلها من مناجم الحديد التى تستغلها شركة الحديد والصلب المصرية فى الواحات جاءت نتائجها غير مرضية، حيث ثبت أن بها نسبة شوائب كبيرة تؤثر على عملية الإنتاج وتؤدى إلى استهلاك كمية من الطاقة أكبر بكثير، إضافة إلى أن عائدها أقل. وأشارت مصادر ل«الوفد» أن الدكتور أشرف الشرقاوى، وزير قطاع الأعمال العام، كان استعان أخيرًا بشركة ألمانية لتحليل خام الحديد من مناجم الواحات البحرية، وأن نتائج العينات ظهرت، وقام باستعراض تلك النتائج فى اجتماع ضم المهندس سيد عبدالوهاب، رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية والمهندس سعد أبونجيدة، رئيس شركة الحديد والصلب، وطالب الدكتور أشرف الشرقاوى، وزير قطاع الأعمال العام، الشركة القابضة للصناعات المعدنية بدراسة البدائل والحلول الممكنة لتحسين جودة خام الحديد الذى تعتمد عليه شركة الحديد والصلب المصرية فى الإنتاج. وأضافت المصادر أن النتائج لم تخرج عن نفس النتائج السابقة التى أجرتها الشركة بالتعاون مع هيئة الثروة المعدنية التى أكدت أن حديد الواحات غير جيدة بنسبة 100٪ وأن الشوائب به عالية جداً.. وأشارت المصادر إلى أن شركة الحديد والصلب اعتمدت فى أول إنشائها على خام الحديد من أسوان عندما تم التفكير فى إنشاء شركة الحديد والصلب، وقامت مصلحة المناجم والمحاجر بالتوصية بالاعتماد على خام الحديد من أسوان، وهو ما تم منذ عام 1954 وحتى 1975، ثم ظهر بعدها خام الحديد فى الواحات البحرية، وتم الاعتماد عليه نظراً لقرب المسافة مما يقلل من تكلفة النقل لخام الحديد إلى المصانع. وعلمت «الوفد» أن خطة تطوير شركة الحديد والصلب التى يتم الإعداد لها حالياً بها جزء كبير يعتمد على خام الحديد كجزء أساسى فى عملية الإنتاج، خاصة أن شركة الحديد والصلب تعمل من بداية مراحل الاستخراج، ثم الاستخلاص والتحويل، وهذه المراحل غير موجودة فى الشركات الأخرى وتحتاج إلى عمالة كثيفة، كما أن الحديد والصلب مصنع متكامل لديه مساحات كبيرة وأسطول نقل وسكة حديد، وللأسف الخام فى مصر نوعه غير جيد لدرجة أن كل طن خام يعطى نصف طن حديد، وهذا ما دفع البعض، ومنهم المهندس فؤاد أبوزغلة، وزير الصناعة الأسبق لاقتراح رفع نسبة التركيز فى الخام عن طريق استيراد خام من الخارج، وهو الاقتراح الذى تجرى دراسته حالياً، فضلاً عن أن شركات الحديد الخاصة الآن لا تستعمل عمالة كثيفة، كما أنها تستورد حديد البليت وتعمل المرحلة الأخيرة فقط لإنتاج الصلب. يذكر أيضاً أن «الشرقاوى» طالب بتحديث كافة دراسات الجدوى للتحقق من جدوى مشروعات التطوير المختلفة فى ضوء المتغيرات الاقتصادية الأخيرة وبصفة خاصة تحرير سعر الصرف وارتفاع الدولار ما يؤثر على قرار استيراد خام الحديد مع الأسعار الجديدة للدولار.
