قالوا إنهم يجتمعون اليوم فى مليونية حاشدة تحت شعار «فى حب مصر مليونية لم الشمل»، وقد أصبحت لا أحفظ أسماء المليونيات وشعاراتها وأهدافها، حيث هى دائماً لم تعد تحمل لنا سوى ذكريات أليمة!، أسفرت عن جرائم يروح ضحيتها عشرات ويصاب فيها مئات!، ولست أتحرى الأسباب المؤدية إلى ذلك!، فالاتهامات والتراشق بها تتنوع بين الجهات دون أن تسفر عن متهم واضح أو جهة مسئولة، وفى ظنى أن المليونيات أصبحت هى الطريق الوحيد حالياً لوقوع هذه المآسى، حيث هى من «المواسم» التى أصبحت معتمدة لدى البلطجية والخارجين على القانون ومختلف المندسين من الذين أصبحوا لغزاً أمام الشعب، ما يستلزم من العقلاء الذين يدعون إلى المليونيات ويرفعون الشعارات لها وينظرون لتنظيمها أن يتوقفوا قليلاً حتى يعرف الشعب طعم «الهدنة» مما تخلفه هذه المليونيات من الكوارث!، فنحن نثق فى أن أكبر ضربة يمكن أن نوجهها نحن الذين نحب مصر صدقاً وسلوكاً، إلى جيوش البلطجية والمخربين الذين تدفع بهم عناصر فى الداخل والخارج لتدمير مصر وتخريبها، فلن يجد هؤلاء طبقاً لمخططاتهم هذه الجموع الحاشدة التى يسهل أثناءها وفى وسطها اندساس هؤلاء بما يحملونه ويخفونه من أدوات الحرق والضرب والقتل والتدمير!، وسيكون من السهل وقد توقفت المليونيات لفترة أن نجرب كيف ستكون أمام هؤلاء أعداء الوطن أبواب التحرك والاندساس موصدة!، وأن عليهم اللجوء إلى أساليب جديدة ربما تتعرى ظهورهم فيها ويسهل منع جرائمهم قبل ارتكابها، وسد الطريق أمام الذين أصبح لا شاغل لهم سوى تخريب مصر وانهيارها! بل مازلت على اقتناعى بأن حب مصر لن يكون بالمبالغة فى التجمهر والاحتشاد تحت مختلف الدعاوى!، بل جربوا أن تحبوا مصر بالعودة إلى العمل والإنتاج، وليكن يوم جمعتكم الراحة والتفكير الرشيد، فحتى الذين يخرجون لقطع الطرق وإيقاف القطارات طلباً لعدالة مفقودة وزيادات فى الأجور عليهم أن يسألوا أنفسهم أولاً من أين تأتى أموال الوفاء بهذه المطالب والدولة بحكومتها تعلن لنا صباح مساء أنها تكاد تتسول القروض من القاصى الذى يتمنع والدانى الذى يعد ثم يخلف!، والأبعد الذى يريد أن يفرض الشروط على مصر!، ونحن مازلنا «نحب مصر ونلم الشمل» بهذا الحب القاتل!