(سكين ومستحد مش لعبة أى حد)، شعار يرفعه الجزارون فى الأفراح كإعلان حصرى عن مهنتهم، التى أكسبتهم مع مرور الأيام والذبح المتكرر للمواشى والطيور الجارحة قساوة القلب، حتى أن لقب جزار أصبح يطلق على بعض السفاحين والقتلة، قد ترجع لكون أيديهم تعودت على نحر وذبح المواشى، وتقطيعها وسلخها، ولكن هناك فرقًا بين ذبح ما حلله الله عز وجل، ونحر النفس البشرية البريئة بغير حق. قساوة القلب أعمت أبصارهم وجعلتهم يعتبرون أنفسهم أداة فى الأرض تنفذ مشيئة الإله، فوضوا أنفسهم مكان ملك الموت، النفس لا قيمة عندهم كلها «جرة سكين» والأمر يصبح منتهياً، فحينما يجتمع الطمع وقساوة القلب لا تسأل عن صلات رحم ولا عن حرمة الدم، ببساطة هذا ما حدث فى معركة بين 6 جزارين بالسواطير بسبب خلافات مالية، فأنهت خلال دقائق معدودة حياة جزار وابنه بطعنات ساطور وأدوات أخرى تستخدم فى الذبح والسلخ. تبدأ القصة بسفر خالد حسن منذ عدة سنوات للعمل بليبيا، ليقوم بتحويل كل مدخراته المالية لأبناء عمومته، وبعدما عاد من غربته وطلب منهم رد تحويشة العمر، رفضوا رد الأموال، وتدخل الطمع والشيطان ولم تجد من يصلح الأمور بينهم، وبسرعة البرق كان من لديهم الأموال وهم أربعة من الجزارين قاموا بالإمساك بالضحية وانهالوا عليه بالطعنات ومعه والده، والتى أردت خالد قتيلاً فى الحال ووالده حسن. وفى دقائق معدودة تحول الشارع لبركة من الدماء تسبح فيها نيران الطمع وقساوة القلب، زوجة خالد ترتمى فى حضنه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة والدماء تنفجر من وجهه تحتضن ابنها الطفل الرضيع الذى لم يمر على ولادته سوى أسبوعين صارخة بكل ما أوتيت من قوة، هاتسبنى وهاتسيب أحمد لمين، والأم تصرخ على ابنها العائد من الغربة وزوجها اللذين ذبحا فى جريمة بشعة استنكرها أهالى قرية السوبى بمركز سمالوط، الزوجة تحتضن زوجها ونجلها الرضيع بين أحضانها، والدماء تغطى الأم والتى تركض تارة محتضنة ابنها وزوجها أبو أولادها وعشرة العمر الطويل، أرواح بريئة فاضت إلى الرحمن تشتكى بأى ذنب قتلت. ولبشاعة الجريمة وفور تلقى مدير أمن المنيا، اللواء فيصل دويدار ينتقل بصحبة قواته ويفرض طوقاً أمنياً مشدداً على مداخل ومخارج القرية وأهالى الطرفين، ليتم خلال لحظات القبض على القتلة وأيديهم وملابسهم ملوثة بالدماء وممسكين بسواطير القتل ويأمر وكيل نيابة سمالوط بحبس المتهمين 15 يوماً على ذمة التحقيقات، تاركاً الثلاثة بين أركان زنزانة الحجز ينتظرون مصيرهم المجهول، بل المعلوم، بعد ارتكاب الواقعة فى لحظة غضب وتسرع وطمع، يندم على فعلته فى وقت لا ينفع فيه الندم، فمن يعيد روح نجل عمهم خالد للحياة، ومن يكون الأب للطفل الرضيع أحمد، والذين أذاقوه طعم مرارة اليتم والانكسار وهو طفل رضيع فى اللفة، من يتحمل وزر قتل عمهم دون ذنب أو جريرة سوى أنهما طالبا بحقهما، وهو رد تحويشة عمر خالد والتى أرسلها لعمه من ليبيا، الجميع ينتظر القصاص العادل بالإعدام، وحكم الإله فى الآخرة سيكون عسيراً.