ما معني أن يذهب مجرم عتيد ابتدع لنفسه اسم «فرافيرو» ليشتهر بين الناس في شبين القناطر بالقليوبية بأنه يدير مملكة واسعة للجريمة - تجارة مخدرات ومأوي للمسجلين الخطر والهاربين ومعقلاً لسرقة السيارات من مختلف الأنحاء - إلي سرادق عزاء بصحبة شقيقه المجرم هو الآخر وزوج شقيقته حتي لا يتخلف عن تأدية واجبه في أحد المتوفين، معني ذلك ببساطة أن هذا المجرم وأعوانه قد أصبحوا يعيشون حياة عادية في بلد قريب من العاصمة لشعورهم بأنهم في مأمن لا سلطة عليه غير سلطة إجرامه، فلما فكرت الشرطة في مداهمة «فرافيرو» عند سرادق العزاء وخروجه منه كانت طلقات الرصاص من المجرم وعزوته علي كمين الشرطة الذي احتشد للقبض عليه ما معناه أنه - وقد طال عليه العمر في توطيد مملكته - لا يسمح حتي للشرطة بأن يكون لها أي «واجب» في هذه المملكة، وحتي يتأكد درس المجرم وأعوانه للشرطة - وقبلهم ناس شبين القناطر - فقد كان عند المجرم الدرس الأخير، فقد هرب «فرافيرو» من قبضة رجال الشرطة، الذين كان علي رأسهم عدد من القيادات، لم يقنع فرافيرو أن الأمر ليس بالسهل هذه المرة، وقد نجح رجال الشرطة في القبض علي شقيقه الذي يقاسمه الإجرام، فكان من «فرافيرو» أن حشد جمهرة من الخارجين علي القانون ممن يرتعون في قرية «نوي» - معقله بالتحديد - ليمطروا تحت قيادته نقطة شرطة «نوي» بنيران كثيفة من مختلف الأسلحة علي مدي سبع ساعات، معركة استمرت كل هذه الساعات بهدف عملية «إبرار» لشقيق «فرافيرو» الذي استقر في حجز نقطة الشرطة توطئة لترحيله إلي النيابة، فكان لابد للعصابة من إنقاذه ليفلت من القانون ليس هذه المرة فقط، بل من أحكام قضائية واجبة النفاذ! وهكذا أصبح الأمر بالغ الخطورة، وقد سبق لي أن سمعت من قبل - وبعد ثورة يناير - عن وقائع كثيرة لم يكن أمام الضحايا الذين تسرق سياراتهم غير الذهاب إلي «نوي» عبر الوسطاء، وبعد اتصالات مكثفة مع بعض أعوان «فرافيرو» لاسترداد سياراتهم بسرعة قبل «تخريدها» بعد «تقطيعها» لبيعها إلي تجار الخردة، وكان علي الضحايا أن يدفعوا المطلوب منهم، ولم يكن خافياً علي الشرطة ماذا يجري للناس وسياراتهم في «نوي» بل كانت الشرطة تعرف القرية قد ورثت دور وموقع أعتي بؤر تجارة المخدرات في مصر، حتي توطدت مملكة «فرافيرو» علي النحو الذي فوجئنا به هذا الأسبوع!