أكدت الدراسات الاجتماعية أن الهجرة غير الشرعية تسببت فى موت 4220 شخصاً أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط خلال عام 2016، مما جعل وزارة الهجرة واللجنة التنسيقية للهجرة غير الشرعية تسعى للقضاء على هذه الظاهرة التى تهدد المجتمع والواقع الاقتصادى والاجتماعى والعديد من القرى. وحاول فيلم «البر التانى» أن يساهم بشكل دعائى فى تجسيد المشكلة بعمل فيلم سينمائي ليكون أكثر فاعلية من الدراسات والأبحاث، حيث تلعب الصورة دوراً فى طرح الآراء والأفكار والرؤى وتأثيراتها مهما بلغت وسائل الإعلام الأخرى من تطور. وشاركت نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج فى افتتاح الفيلم، وقالت إنها حرصت على مشاهدة الفيلم لمناقشته قضية خطيرة تؤرق الأسر المصرية، ورسالته سامية من السهل توصيلها للشباب. وأضافت «مكرم» أن المسئولية تضامنية بين الشعب والحكومة وكافة الفئات من رجال الأعمال وجمعيات المجتمع المدنى، وناشدت كافة المواطنين التعاون المثمرة من أجل الصالح العام، معبرة عن آمالها أن يحقق الفيلم الانتشار المطلوب ويساهم بشكل كبير فى توعية الشباب بمخاطر الهجرة. وأكد على إدريس مخرج الفيلم أن الفكرة عجبته وقرر أن يسعى لتقديمها للمنتجين، ولكن واجهته صعوبات إلى أن قابل محمد على وعرض عليه إنتاجها، لإيمانه بخطورة الهجر ة وتقديم ولو شىء بسيط لوطنه الذى يحارب الهجر ة وسماسرة الموت بكل جهودها، وأضاف «إدريس» أنه اختار الشخصيات حسب كل دور يتماشى مع شخصيته، وكان بداخله إيمان بأهمية الفيلم، وتقديم وجوه جديدة للساحة الفنية، و«البر التانى» تدور أحداثه فى 99 دقيقة عن قصص مجموعة من الشباب المصرى بعد خروجهم من قراهم الفقيرة فى الريف المصرى، حيث جمعت بينهم محاولة الهجرة إلى إيطاليا دون وثائق رسمية على متن سفينة صيد متهالكة، وعلى ضفاف الساحل الإيطالى تشتعل آمالهم فى حياة أفضل لهم ولذويهم بينما تتلاعب بهم أمواج غادرة. الكاتبة زينب عزيز تؤكد أن السيناريو كتبته منذ سنوات وجمعت معلوماته من صديقتها الصحفية ومكثت وقتاً طويلاً فى كتابته وتحمس له المخرج على إدريس الذى نفذه ببراعة وهو وفريق العمل، وبعد حادثة مركب رشيد تأثرت بها وسافرت إلى أكثر المناطق مصدرة للهجرة وقابلت أصحاب التجارب وناقشتهم فى سبب هجرتهم، وكانت المفاجأة أنهم يعزمون للهجرة مرة ثانية رغم موت أقاربهم وأشقائهم وترحيل عدد كبير منهم، وقالت إن السينما عليها دور تنموى ومعالجة القضايا الاجتماعية. وأشاد محمد على بطل الفيلم ومنتجه بالعاملين فى الفيلم، وأن اختياره جاء بناء على مشاهدة المخرج على إدريس لأعماله السابقة، وأشار إلى أن الورق شد انتباهه، فقرر إنتاجه ووصلت ميزانية الفيلم لأكثر من 25 مليون جنيه منوها بأن أسباب توقف الفيلم أكثر من مرة جاء نتيجة لقرار وزارة الدفاع بعدم تصوير البحر فى المساء، كما أن فريق العمل لم يحصل على فيزا شنجل، ووزيرة الهجرة هى التى ساعدتنا فى الحصول عليها وبدأنا التصوير وخرج الفيلم للنور، وقال إن معظم مشاهد البحر صورت فى برشلونة بإسبانيا ومصر. وقال الفنان عبدالعزيز مخيون إن الهجرة غير الشرعية من أخطر المشاكل التى يعانى منها الوطن، وصورة حادثة مركب كفر الشيخ ما زالت فى الأذهان، ولابد من تكاتف الجميع لحلها أمر مهم، وأن الشباب بتحلم بالسفر معتقدين أنهم سيصبحون أغنياء فى غمضة عين دون النظر للمخاطر التى تقابلهم، ودفع حياتهم مقابل السفر بالبحر فى مراكب متهالكة. أما عفاف شعيب فتعجبت للشباب الذى يعلم أن الهجرة غير الشرعية تؤدى إلى موته أو اعتقاله، إلا أنه يصر على الهجرة، وترى «شعيب» أن التوعية عليها عمل كبير للحفاظ على أرواح شبابنا، والفيلم استطاع أن يفعل ذلك.