بمجرد الدخول لأروقة محاكم الأسرة، ستجد فيها ما لا يصدق من الشئون الأسرية مختلفة التفاصيل وغريبة الأسباب، والتى تحمل أدق أسرار البيوت، فينتهى معظمها بالخلع والانفصال، فقصتنا تقشعر لها الابدان، فهى لزوج غابت عنه كل معانى الرجولة والنخوة والآدمية والغيرة على عرضه، وأعد لزوجته فخا حتى ينفصل عنها دون خسائر أو إلزامه بأى من حقوقها الزوجية فى النفقة وغيرها، فهداه شيطانه لحيلة مشينة، حيث قام بالاتفاق مع صديق له لإقامة علاقة محرمة مع زوجته داخل شقته، حتى يضبطها متلبسة بفعل الزنا، ليحقق بذلك مبتغاه الدنس، وأقام دعوى الزنا. بلونها الباهت وقفت الزوجة داخل محكمة زنانيرى تصرخ فى ذهول تسرد مأساتها قائلة: لم أعد أصدق نفسى.. عقلى طار منى .. حكايتى تتخطى كل حدود الانسانية..وكأننى فى كابوس ثقيل، تسكت الزوجة الثلاثينية وتوجه نظراتها التائهة.. كيف هان على زوجى أن يضحى بعرضه مهما كانت الأسباب؟ ويسطر بنفسه شهادة وفاة شرفه وشرفى دون ذنب ارتكبته فى حقه؟.. كيف سمحت له دماؤه التى تجرى في عروقه.. وأى دين يسمح له باستباحة عرضى، بعدما خطط واتفق مع صديقه اللدود لكى يجردنى من ملابسى، ويتلذذ بجسدى بعلمه لكى يظهرنى أمام الجميع بصورة المرأة الخائنة التى تأتى بعشيقها فى بيت الزوجية، وتمارس الرذيلة على سريرها، وكل ذلك لمآرب بخسة ليتمكن من طلاقى دون إلزامه بأى أعباء والتزامات، ولكنه ارتكب عبئا أكبر سيظل وصمة عار على جبينه لن يفارقه إلى الأبد. وتلطم الزوجة خدودها ورأسها وتقول: لقد عشت مع هذا الشخص منذ أن تزوجنا أتعس أيام حياتى أفتقد خلالها الحب والاستقرار، كنت أتحمل كآبته ومرار العيشة معه، فكان يشرب الخمور، ويتعدى علىّ بالضرب، كان دائما يختلق المشاكل لدرجة الجحيم، وكلما فكرت فى الطلاق كنت أتراجع، وحفظت له طول عشرتنا على بيته، وصنت له عرضه ولم أفكر فى خيانته يوما رغم هجره لى وسوء طباعه، وضربه وإهانته المتكررة لى دون سبب، وكافأنى فى النهاية بفعلته الدنسة، ما زلت أتذكر شريط تفاصيل الليلة التى أعلن فيها وفاة شرفى ولم تفارقنى لحظة، يومها دق جرس الباب، فهرعت لأفتحه بعد تأكدى من هوية الطارق، وكان صوت الطارق لسيدة نعرفها ومعتادة على زيارتنا، وبمجرد أن فتحت الباب فوجئت برجل ضخم مفتول العضلات يقتحم الشقة، وانقض على كالذئب حينما ينقض على فريسته، وطرحنى أرضاً ونزع عنى ملابسى، وصرت أصرخ وأتوسل له أن يعتقنى ولكن دون جدوى، فماذا تنتظر من ذئب كهذا؟، وبعدها بلحظات وصل زوجى برفقة رجال من قسم الشرطة، وبدلا من أن ينتقم من المجرم الذى تعدى على حرمته، طلب من ضابط القسم إثبات واقعة الزنا كما خطط لها فى محضر رسمى. تستكمل المكلومة روايتها: عدت إلى بيت أهلى وأنا أجر أذيال الخيبة والعار واليأس التى ألبسنى إياها زوجى، ومن المفروض أن يكون سترى وغطائى، ولكن للأسف هو يطلق عليه ذكر فى خانة البطاقة فقط، دخلت فى حالة نفسية سيئة للغاية، وحاولت نسيان ما حدث وطى صفحته من حياتى نهائياً، ولكن زوجى القواد لم يكتف بما فعله، حيث إنه استكمل مخططه البشع، وظل ينشر الفضيحة فى كل مكان ورفع ضدى دعوى زنا، مشيرة إلى أنها حاولت الدفاع عن نفسها جراء تلك الاتهامات الباطلة، وطلبت استجواب السيدة التى طرقت على الباب فى البداية باعتبارها كانت شاهدة على الواقعة، ولكنها كانت شريكة معهم فى المخطط فبمجرد أن أدت دورها اختفت تماما، وأنهت حديثها مرددة «حسبى الله ونعم الوكيل أثق أن الله سيظهر الحقيقة، ولن أترك حقى وسأقتص من ذلك الرجل». بينما أصر الزوج على موقفه تجاهها متهماً إياها بفعل الرذيلة، وأنها لم تصلح أن تكون زوجة مسئولة عن أسرته.