تأمل المعارضة السورية المدعومة من الغرب في أن تكون أفعال دونالد ترامب (Donald J. Trump)، بعد توليه زمام السلطة في الولاياتالمتحدة مختلفة عن تصريحاته السابقة حول التسوية السورية. وقال نصر الحريري، عضو الهيئة السياسية ل"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، إن المعارضة السورية تأمل بحصول تحول في التعامل الأمريكي مع الأزمة السورية، بالانتقال من إدارة الأزمة إلى ايجاد حلول لها. ودعا الحريري واشنطن إلى الانتقال الى "واقع جديد تتحمل فيه مسؤولياتها كأكبر دولة في العالم"، ولاتخاذ "إجراءات جدية هدفها الأول والأخير هو تحقيق الانتقال السياسي في سوريا ورفع المعاناة ووقف شلال الدماء في بلدنا". وفي الوقت نفسه، وصف الحريري تصريحات ترامب حول الأزمة السورية، والتي أدلى بها أثناء السباق الانتخابي، بأنها غير مقبولة. واستدرك قائلا: "الولاياتالمتحدة تتزعم مجموعة أصدقاء الشعب السوري، والكلام الذي صدر عنه (ترامب) هو كلام غير مقبول، ولكنه خرج عن شخصية المرشح لرئاسة الولاياتالمتحدة ". وأبدى الحريري قناعته بأن من يصنع السياسات في الولاياتالمتحدة، وخاصة السياسات الخارجية، هي "مؤسسات سياسية مرسومة". واعتبر الحريري أن ترامب، عندما سيدخل مؤسسة الرئاسة، "سيكون محكوما بسياسات خارجية موضوعة، لا شك أنه سيكون له دور كبير فيها، ولكن ليس لوحده من سيكون صانع لهذه السياسات، هذه دولة مؤسسات وفيها سياسات مرسومة، وعلى كل شخص يستلم البيت الابيض الالتزام بهذه السياسات". بدوره أعرب جهاد مقدسي رئيس قائمة "القاهرة — موسكو" للمعارضة السورية، عن أمله في أن يسمح فوز ترامب في الانتخابات، باستئناف التعاون الأمريكي الروسي من أجل تسوية الأزمة السورية. وذكر بأن خطاب ترامب بعد إعلان فوزه كان حافلا بالوعود، بما في ذلك تعهده بإقامة تعاون نزيه مع الدول الأجنبية. واضاف أن المعارضة السورية تأمل في أن تستأنف واشنطنوموسكو تعاونهما بشأن سوريا، من أجل دفع العملية السياسية في سوريا إلى الأمام بصورة نزيهة. يذكر أن ترامب قد أكد أن هزيمة تنظيم "داعش" بالنسبة له تحظى بالأولوية على إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي. ويعتبر ترامب أن الأسد يحارب الإرهابيين بفعالية. كما دعا ترامب إلى الحد من التدخلات الأمريكية في الخارج "لبناء دول أخرى"، والتركيز بدلا من ذلك على تسوية المشاكل في الولاياتالمتحدة. وبشأن المعارضة السورية المسلحة، أبدى ترامب شكوكا حول طبيعة فصائلها التي تدعمها واشنطن، وحذر من أن ممثلي تلك المعارضة قد يكونوا موالين ل "داعش" وهاجم سياسة إدارة باراك أوباما تجاه سوريا، باعتبار أنها تدعم "أشخصا لا نعرف هويتهم"، وحذر من أن هؤلاء "قد يكونوا" من "داعش" و"أسوأ من الأسد".