اتفق خبراء الإعلام على ما جاء من إنتقادات خلال جلسة "دور الإعلام والرأى العام فى صناعة السياسة" بشأن ما تشهده وسائل الإعلام من حالة فوضى فى الفترة الاخيرة، مؤكدين أن عدم وجود تشريعات رادعة ساهمت فى الإخلال بالدور الحقيقى للمهنة. وكانت جلسة "دور الإعلام والرأي العام في صناعة السياسة" قد شهدت خلال فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الوطني الأول للشباب بالمركز الدولي للمؤتمرات بشرم الشيخ، هجومًا حادًا على الإعلام في مصر، وأكد المشاركون أن الإعلام في مصر يعاني حاليًا حالة من الفوضى، كما أنه يخضع بشكل كبير لتوجهات مالكيه، سواء فيما يتعلق بالإعلام الحكومي أو الخاص. من جانبها أكدت الدكتورة ليليى عبد المجيد عميد كلية الإعلام الأسبق ، ضرورة المكاشفة من جانب ملاك الفضائيات وتوضيح السياسة العامة للقناة بعيدًا عن الغموض الغير معلن، مشيرة إلى أن الدولة تمر بمرحلة عصيبة بحاجة لتكاتف الإعلام. وأضافت عبد المجيد، أن كل الأطراف تعى جيدا المشكلة التى يشهدها الإعلام وأبعادها وتأثيراتها على المجتمع، مطالبة بإيجاد حلول تحمى المهنة من حالة الفوضى التى تعيشها للتمكين من القيام بدورها الحقيقى بتوعية الجمهور. ولفتت، إلى أن مواقع التواصل الإجتماعى ساهمت فى خلق فوضى وشائعات إنعكست فى صورة سلبية على الدولة، موضحة أن السوشيال ميديا بحاجة لسن تشريعات لردع التجاوزات. وأشارت، إلى أن مفهوم الحرية لدى المواطنين له قياسات مختلفة جعلتهم يستنكرون فكرة تقنين التواصل الإجتماعى، مضيفة أن هناك خلط بين الخبر والرأى يحدث نتيجة الاستخدام السئ للسوشيال ميديا. وأوضحت، أن ضبط وسائل الإعلام لن يحدث الإ فى وجود حزمة تشريعات تتمثل فى قانون الصحافة، والإعلام الإلكترونى، وحرية تداول المعلومات، مشددة على أهمية العمل فى وجود تشريعات لتحقيق هدفين رئيسين، الأول يتعلق بفرض عقوبات على التجاوزات والثانى توفير الحماية القانونية. وقالت، إن هناك بعض الإعلامين بحاجة للتدريب والتأهيل والوعى بالمسؤولية الإجتماعية والضمير الوطنى، مشيرة إلى أن البعض يفتقد الإلتزام بمواثيق الشرف المهنية، مطالبة مجلس النواب بضرورة وضع التشريعات الإعلامية على رأس أجندته فى دور الإنعقاد الثانى. وأتفق معها فى الرأى الدكتور محمد الخولى خبير الإعلام الدولى، مؤكدا أن مواقع التواصل الإجتماعى ساهمت فى خلق حالة من البلبلة عجز عن معالجتها وسائل الإعلام. وأضاف، أن الطفرة التكنولوجية التى بدأ جميع أفراد المجتمع المصرى فى الإندماج ناحيتها متمثلة فى إستخدام التواصل الإجتماعى على نطاق واسع جاءت فى وقت تعانى فيه الدولة من عدم إستقرار فحدثت الفوضى. وقال "بالرغم من السلبيات التى ساهمت فى نشرها الإ أن هناك مردود إيجابى من ورائها يتمثل فى محاولة المواطن بالتعبير عن رأيه دون قيود". وشدد خبير الإعلام الدولى على ضرورة وجود معايير لمحاسبة الخطأ الإعلامى المهنى قبل القانونى لضبط الأداء. وأشار إلى أن طرح قانون الإعلام على الجماعة الصحفية قبل إصداره للنقاش مهم للخروج بنتائج تصب فى الصالح العام.
