يبدو أن هناك لعنة ما تطارد مجلس النواب الحالي، بعدما خسر نحو 10 من أعضائه، بين مستقيل ومطرود ومتوفي، منذ بدء جلساته في يناير الماضي، وبالرغم من أنه لم يُكمل عامه الأول، وأتم فقط دورة الانعقاد الأولى له، إلا أن رحيل النواب عنه على مختلف الأسباب بات عرضًا مستمرًا. "الاستقالات" وكأنها "فوبيا" وانتشرت بين النواب، فلا تمر فترة قليلة حتى يُفاجئنا نائب جديد بتقديم استقالته للدكتور علي عبدالعال رئيس المجلس، ففي خطوة غير متوقعة أعلن النائب "أكمل قرطام"، رئيس حزب المصريين الأحرار استقالته منذ قليل. جاء ذلك على خلفية انسحابه من انتخابات اللجان النوعية، التي أقامها المجلس، صباح اليوم الإثنين، وتحديدًا لجنة حقوق الإنسان، التي كان "أكمل" أحد المرشحين إليها، والذي أكد أنه سيتقدم بالاستقالة في أول جلسة عامة للبرلمان إلى "عبدالعال". كما شهدت لجنة حقوق الإنسان، خلال الأيام الماضية، انضمام ما يزيد عن 30 نائبًا لمؤازرة "علاء عابد" رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، والمرشح على رئاسة اللجنة التي فاز بها بالتزكية بعد انسحاب كل المرشحين أمامه، اعتراضًا على هذا الحشد الذي اعتبروه سابقة برلمانية لم تحدث من قبل. "أحمد كمال" كانت أولى الاستقالات التي شهدها البرلمان الحالي، على يد النائب كمال أحمد، عن دائرة الجمرك، الذي تقدم بها عقب يومين من بدء جلسات البرلمان، بدعوى أن المشهد الذي يُدار به البرلمان لم يراه منذ 50 عامًا، معلنًا أن استقالته جاءت أيضًا لأسباب صحية. وعلق النائب وقتها على القرار قائلًا: "أنا مش مريض، ومش عايز استمر في المجلس، بعد المأساة التي شهدتها الجلسة، ومحاولة استحواذ البعض عليها وإدارتها، وعلى المجهول الذي يدير المجلس أن يكف عن ذلك، كما أن سلوك النواب وما بدر منهم، أمر لا يليق". وتابع منفعلاً: "ده مش برلمان، ده شادر بطيخ، فلم يكن هناك أدب في الحوار، والبعض يتصرف من منطلق حسابات شخصية، وأبويا علمني أن السكوت على الخطأ يعني المشاركة فيه، وهذا يضر بتاريخي، فقدمت استقالتي، وأرى أن المجلس تحول إلى سيرك". إلا أن النائب تراجع عن استقالته بعد غضب وهجوم الكثير من النواب عليه، كما أنه من المقرر أن يشارك في جلسات دورة الانعقاد الثانية التي بدأت مطلع شهر أكتوبر الحالي. "سري صيام" ولم تمض أيام قليلة على استقالة "أحمد"، إلا وتلتها استقالة المستشار "سري صيام"، رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق، وعضو مجلس النواب المُعين من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي ضمن قائمة ال5%. وحينها برر النائب سبب استقالته، لعدم وجود مناخ يمكنه من أداء دوره البرلماني، الذي تحتمه أمانة المسئولية الناتجة عن قرار رئيس الجمهورية بتعينيه نائبًا في المجلس، واعترض على قطع رئيس المجلس، لكلمته أكثر من مرة أثناء الجلسات العامة. وأعلن أن البرلمان تجاهل اختياره عضوًا بلجنة إعداد اللائحة الداخلية للمجلس، مؤكدًا أن فترة عضويته بالبرلمان صفحة وطويت ولن يتحدث فيها أبدًا، وأنه سيعود إلى سيرته الأولى في القراءة والتأليف والمحاضرات. ولم يظهر النائب المستقيل سوى خلال الجلسة التي حضرها الرئيس السيسي وألقى فيها خطابه، وأكد وقتها أن حضوره جاء احترامًا للرئيس؛ ولأنه هو من منحه ثقته وأصدر قرار بتعينه، لكن أصر على أن استقالته باتة ولا رجع فيها. "عمرو الأشقر" ولحق بهم نائب مدينة 15 مايو، عمرو الأشقر، الذي قدم استقالته للأمانة العامة للبرلمان عبر موقع التواصل الاجتماعي "واتس آب"، بدعوى أن الحكومة لاتتعاون مع النواب، والمسؤولون يرفضون تنفيذ طلبات أهالي دائرته. وطالب الأشقر، النواب الذين لايستطيعون خدمة أهالي دائراتهم أن يحترموا الناخبين وأن يتقدموا باستقالاتهم، قائلًا: "طالما مش هنقدر نخدم الناس تبقى الاستقالة أحسن"، معلنًا أنه سيتقدم بها مكتوبة للمجلس، إلا أن أمانة البرلمان أعلنت وقتها أنها لم تتسلم استقالة رسمية منه. "وفيات" واختفى نواب آخرون عن المجلس الحالي، ولكن ليس بإرادتهم أو بتقديم الاستقالات، ولكن بعدما غيبهم الموت واحدًا يلو الآخر، كانت البداية مع النائب سامح سيف اليزل، زعيم ائتلاف دعم مصر، الذى وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض في أبريل الماضي. وفاة الجنرال السياسي جاءت بعد 84 يومًا من بدء الجلسات، وتم تصعيد بديله في احتياطي قائمة "في حب مصر"، وهو النائب نادر مصطفى، الذي حصل على مقعده كبديل، فيما حل اللواء سعد الجمال كبديل للراحل في رئاسة الائتلاف بشكل مؤقت باعتباره أكبر الأعضاء سنًا، حتى تم انتخاب مصطفى السيد رسميا لخلافته. "محمد الخولي" ولم ينته الشهر إلا وشهد وفاة نائب آخر، وهو "محمد مصطفى الخولي"، عضو مجلس النواب عن مركز الفيوم، وذلك بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة غيبه الموت على إثرها، ولكن اللافت للنظر أن زوجته "عبير سليمان" خاضت الانتخابات التكميلية عقب خلو المقعد واستطاعت أن تحل محل زوجها في البرلمان بعد فوزها بالانتخابات. "سيد فراج" وطاردت لعنة الوفاة نواب البرلمان، في يوليو الماضي، حيث توفى النائب "سيد فراج"، عن دائرة حدائق القبة، وذلك بعد صراع مع المرض، وكان قد أصيب قبلها بأربعة أشهر بمرض سرطان البنكرياس. وسافر على إثر ذلك إلى ألمانيا لتلقى العلاج، ثم عاد إلى القاهرة مرة أخرى إلى أن اشتد عليه المرض وتم حجزه بأحد المستشفيات ووافته المنية، وأعلن البرلمان سريعًأ خلو مقعده لتجرى انتخابات تكميلية. "أميرة رفعت" وكانت آخر وفيات النواب، من نصيب النائبة أميرة رفعت، عن دائرة شبين الكوم منوفية، التي لاقت مصرعها، أثناء توجهها وبرفقتها أبنائها لحضور الاحتفال بمرور 150 عامًا علي الحياة النيابية في مصر بشرم الشيخ. "توفيق عكاشة" وعلى صعيد المُسقط عضويتهم داخل برلمان 2016، احتل الإعلامي توفيق عكاشة القائمة بمفرده، بعدما آثار جدلًا كبيرًا منذ الجلسة الأولى له، إلا أن القشة التي قصمت ظهره وأخرجته من مجلس النواب ذلك اللقاء الذي عقده مع السفير الإسرائيلي السابق بالقاهرة "حاييم كورين". وهو الأمر الذى أثار حفيظة كثير من أعضاء مجلس النواب باعتباره تطبيعًا شعبيًا مع الجانب الإسرائيلي، وبالفعل قرر مجلس النواب التصويت على إسقاط عضويته في إحدى الجلسات العامة، وتم إسقاط العضوية بأغلبية من المجلس. "مرتضى منصور" ويتأرجح مقعد النائب أحمد مرتضى منصور، بعد تقدم النائب عمرو الشبكي بطعن ضد عضويته، وتبين وجود خطأ في احتساب نتيجة جولة الإعادة فى الانتخابات التي أجريت بدائرة الدقى والعجوزة، وأعلن مؤخرًا فوز "الشوبكي" بالمقعد، ولازال الجدل دائر في المحاكم حتى الآن.