أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن جميع المسلمين يُعلِّقون آمالًا كبرى على أهلِ الفتوى ودُورِ الإفتاءِ؛ في التخفيفِ من هذا الانفصامِ الذي بدأ يتَّسعُ ويزداد اتِّساعًا يومًا بعد يومٍ، بين حياتهم المُعاصِرةِ وحاجاتها وضروراتها من جهةٍ، وبين هذا التِّيهِ بسبب الجماعات الإرهابية المتطرفة. وأضاف الطيب، أن الفتاوى الشاذة أصبحت تطرُقُ أسماعَ الناس ليلًا ونهارًا وتطاردُهم حيثما كانوا، ويرغبون في أن تردهم دار الإفتاء إلى يُسرٍ في الشريعةِ ورحمة في القرآنِ والسُّنَّة وإنَّما إلى أخلاطٍ من الآراءِ المُتشدِّدةِ التي قيلت في مناسباتٍ خاصَّةٍ، وتحت ضغط ظروفٍ طارئةٍ، ليس بينها وبين واقعِ الناسِ الآنَ صِلةٌ ولا نَسَبٌ. وأشار شيخ الأزهر إلى أنه وَجَدَ هذا الفقه العبثيّ كتائبَ موازيةً من المُفتينَ؛ نَجَحوا في أن يتغلَّبوا على كثيرٍ من دُورِ الإفتاءِ في عالَمِنا العربيِّ، وأكادُ أقولُ: على كلِّ مَجامِعِ الفقهِ والتشريعِ، وأوَّلُها مَجمَعُ البحوثِ الإسلاميةِ هنا في الأزهرِ. وأوضح الطيب، أنه لم يكن هذا النجاحُ أو هذه الغَلبةُ بسببٍ من عقلانيَّةِ هذا الفقهِ أو يُسرِه، أو قُدرتِه على جعلِ الحياةِ أيسرَ ممَّا هي عليه، وإنَّما بلغَ هذا النجاحُ ما بلغَ بالقدرةِ على التحرك والنزولِ إلى الناسِ بدُعاةٍ وداعياتٍ، ودُخولِ البيوتِ في القُرى والكُفُورِ، علاوةً على اعتلاءِ بعض المنابرِ، والتحدُّثِ إلى الناسِ بما يُريدون، في الوقتِ الذي ظلَّت فيه فتاوى دُورِ الإفتاءِ، وفتاوى المَجامِعِ ولجانِ البحوثِ الفقهيةِ، فتاوى فرديَّةً راكدة. جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية لمؤتمر "التكوين العلمى والتأهيل الإقليمى لأئمة المساجد للأقليات المسلمة"، الذى تنظمه الدار فى أحد فنادق القاهرة الكبرى.